رد: نريد تفاعلكم وإبداء وجهات نظركم
يقول ابن عثيمين رحمه الله :
ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء وقال صلى الله عليه وسلم تزوجوا الودود الولود فالواجب على الشاب المسلم إذا أوجد الله عليه وكان به شهوة للنكاح الواجب عليه أن يتزوج امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم واقتداء بمحمد صلى الله عليه وسلم وبإخوانه من المرسلين فقد قال الله عز وجل (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً )(الرعد: من الآية38) وإذا لم يجد الشاب ما يتزوج به وكان له أب يستطيع أن يزوجه فإن على أبيه أن يزوجه فإن لم يفعل فإنه آثم وواقع في معصية الله ومتهاون بأمر ومتهاون بحق لولده فإن من حق الولد على أبيه إذا احتاج إلى الزواج أن يزوجه كما أن للولد حقا على أبيه أن يطعمه ويكسوه ويسكنه فاتقوا الله أيها الأباء اتقوا الله أيها الأباء الذين أغناكم الله وزوجوا أولادكم المحتاجين للزواج فإن ذلك واجب عليكم وإذا كان من الواجب على الأباء الذين عندهم قدرة أن يزوجوا أولادهم الذين ليس لهم قدرة وبهم شهوة فإن من الواجب أيضا أن يتقي الله أولئك الأولياء الذين عندهم بنات يمنعونهن من الزواج إلا بمن يشاءون لا بمن يخترنه هؤلاء النساء فاتقوا الله عباد الله اتقوا الله تعالى فيمن ولاكم الله عليه من النساء لأن هذه الولاية أمانة حملكم الله إياها وسوف يسألكم عنها يوم القيامة أيها الأولياء أدوا الأمانة في هؤلاء النساء لا تتحكموا في مصيرهن ومستقبلهن لا تجعلوهن بينكم بمنزلة السلع إن أعطيتم بها ثمنا يرضيكم بعتموها وإلا أمسكتموها أيها الأولياء إن أمانة النساء فيكم وإن مستقبلهن في دينهن ودنياهم أعظم وأجل من أن تنظروا في ذلك إلى المال وإلى لعاعة من العيش تتمتعون بها على حساب أمانتكم إن الواجب عليكم أيها الأولياء أن تنظروا إلى الخاطب إذا كان فيه خير للمرأة وسعادة في دينها ودنياها في نفسها وأولادها أن تختاروا مثل هذا وأن تقبلوا خطبته فإن المدار على الخلق والدين وإياكم أن تمنعوا الخاطب إذا كان كفؤا في دينه ورضيته المرأة إياكم أن تمنعوه من قبوله فإن ذلك تضييع للأمانة ووقوع في المعصية وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ففي هذا الحديث توجيه وإرشاد إلى أن ينظر إلى الخاطب من ناحيتين فقط هما الدين والخلق لأن الدين والخلق هما الأساس الذي به صلاح الدين الذي به صلاح الدين وسعادة الحياة فصاحب الدين صالح بنفسه مصلح لأهله فيه خير وفلاح إن أمسكها أمسكها بمعروف وإن فارقها فارقها بمعروف لأن عنده من الدين والتقوى ما يمنعه من ظلم المرأة والمطل بحقها وإن صاحب الخلق المستقيم في أخلاقه يكون مقوما لغيره فيتلقى أهله بالبشر وطلاقة الوجه ويعودهم بأقواله وحاله على مكارم الأخلاق ومعالي الآداب أيها الأولياء وإن من أهم ما تجب به العناية النظر إلى الدين إلى سلامة العقيدة إلى إقامة أركان الإسلام أما سلامة العقيدة فأن يكون الرجل الخاطب مؤمنا بالله ورسوله لم يذكر عنه ما يدل على شكه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|