عرض مشاركة واحدة
قديم 14-04-2012, 11:04 PM   #2
محمد الساهر
عضو مميز
 
الصورة الرمزية محمد الساهر
 







 
محمد الساهر is on a distinguished road
افتراضي رد: انت وانتي وانا... واعز الناس عندنا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

الف شكر على الدعوه واتمنى أن يطرح الله البركة فيما سأذكر هنا..
في وقت غالب الآباء والامهات فيه يتقاسمون سريرهم او غرفتهم مع ابنائهم ، يعلو التساؤل من قبل الكثير من الآباء والامهات ما حدود التعامل في العلاقة الزوجية بين الوالدين أمام الأبناء ؟

هل لمشاهدة الاطفال للعلاقة الزوجية بين الام والاب اضرار معينة ؟

هل هناك حدود لهذه المشاهدة ؟
هل الطفل الصغير يدرك ما يشاهده اصلاً؟
هل يجب ان يمتنع الزوجان تماما عن اي علاقة امام الابناء ؟
ام هل يمكن ان تكون هناك مداعبة فقط بينهما امام الاطفال ؟
وهل المؤيدون لعدم وضع حدود بين الوالدين على حق ام هم بعيدون عنه؟

تساؤلات كثيرة يسمعها الاباء والامهات خاصة وهم يعلمون ان اعين اطفالهم المتفحصة ترصد تصرفاتهم سواءاً لان الاطفال يتابعون آباءهم باهتمام لاهميتهم بالنسبة لهم او لفضولهم او لحبهم في المعرفة او لان كل تصرف غريب وشاذ يستحوذ على اهتمامهم او لانهم يريدون الفهم والمعرفة والتعرف او حتى ببساطة لانهم مضطرين لذلك فهم يشاركون الوالدين الغرفة والسرير !

وذهب الاخصائيون في هذا المجال الى القول بأن العلاقة الزوجية امام الاطفال تعود بالاضرار الجسيمة وتؤثر على نفسيتهم ، وذلك لما يلي :

أ) لمن يدعي بان الاطفال صغار ولا يفهمون يقول الاخصائيون بان الطفل حتى الرضيع له احاسيس ومشاعر وعبرها يحس ويشعر ويتأثر بما حوله لذا فمن المفضل ان لا تحدث العلاقة الجنسية امامه لاننا لا ندري ما هو مدى ادراك الطفل لما يشاهد ويمكن ان يفاجئنا ويستوعب مع الوقت هذا الامر خاصة اذا تكرر امامه .

ب) مشاهدة العلاقة الجنسية بين الوالدين تسبب للاطفال حتى وان كانوا صغارا ايقاظا مبكرا وادراكا قبل الاوان للمسائل الجنسية وقد تثير فيهم الرغبة في التقليد او حتى الاهتمام بالامور الجنسية في جيل ليسوا فيه مؤهلين لاستيعاب ذلك ويجب ان تكرس طاقاتهم في هذا الجيل للتطور والنمو السليم ولبناء شخصيات مستقرة ومتزنة.

ج) اذا ما شاهد الاطفال هذه العلاقة قد يظنون ان هذا امرا طبيعيا وانه شرعي ويمكن لهم ممارسته وبذلك من الممكن ان نعرض ابناءنا للخطر ولتصرفات جنسية ضارة وغير لائقة وغير شرعية .

د) ان تقع عينا الطفل على العلاقة الحميمة بين الوالدين تهدم لنا بنظري كل امكانية لنعلمه ما هي الحدود وما هي الحرمات وما هي آداب الاستئذان .

هـ) مشاهدة الطفل لهذه العلاقة تحدث لديه البلبلة حيث ان الوالدين يبثان للطفل الشعور بانه جزء لا يتجزأ منهم وانه شريك لهما حتى في علاقتهما القريبة وبذلك فهما يضران بعملية بنائه لشخصية مستقلة لها حدودها وبانفصاله عن والديه فلهما هم ايضا حدود يجب ان لا يخترقها ولا يتعداها .

و) في عمر سنة الى ثلاث سنوات يبدأ الطفل في تحديد «الانا» وما هو تابع له وما هو للآخرين ، وعملية تربية الطفل في هذه المرحلة ماهية الحدود هي غاية في الاهمية لذا فمن المهم ان نعلمه ما حدود ما يرى ولا يرى ما يسمع ولا يسمع ما له وما عليه,
ولذا فمن المفضل ان يكون له في هذا العمر سريره الخاص وغرفته الخاصة حتى يعلم ان له عالمه الخاص ولوالديه عالمهما الخاص الذي يضم داخله علاقتهما الجنسية التي يجب ان لا يخترقها ولا يطلع عليها فهي من خصوصيات الوالدين كما للطفل خصوصياته .

ز) يرى بعض الاخصائيين ان لمشاهدة الطفل للعلاقة الجنسية بين الوالدين اضرارا جسيمة عليه فلكون الطفل لا يفهم معنى هذه العلاقة وحتى قد يرى بها شيئاً عنيفاً فاننا نزيد من مخاوف الطفل خوفا آخر خاصة انه في هذه المرحلة من المعروف ان الاطفال ولتعرفهم اكثر على محيطهم يبدأون من اظهار مظاهر الخوف من العديد من الامور كالغول والبعبع والظلام والاصوات وحتى من الغرباء ومن الاحلام ولكون الطفل قليل المهارات يمكن أن تكون مشاهدة هذه العلاقة بين الوالدين تزيده خوفا على خوف وبلبلة على بلبلة وتضر ولا تفيد .

وفي النهاية نقول ان كون ديننا الحنيف ابلغ من اي عالم واصدق من اي اخصائي فيجب ان نتعرف الى منهجه وقوله في هذا المجال :
فقد وضع الاسلام منذ اربعة عشر قرنا القاعدة الرائعة التي تزيل كل شك في هذا الموضوع والتي تقول :« من اراد احدكم باهله شيئاً وبالغرفة رضيع فليخرجه » ،
كذلك ما ورد عن آداب الاستئذان في سورة النور والتي فيها رعاية لخصوصيات الآباء والامهات والاشارة الى ضرورة مراعاة هذه الخصوصيات وضع حدود للآباء والابناء.
--------------------------------------------------------
ولتوضيح الحكم الشرعي في هذه المسألة فقد توجهنا للشيخ مشهور فواز عضو المجلس الاسلامي للافتاء ليوافينا حول هذا الموضوع :
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وبعد :
إنّ الحكم الشرعي في هذه المسألة يختلف من طفل الى آخر ، فالطفل الذي لا يُميّز بين العورة وغيرها ، يجوز للرجل ان يقبل ويداعب زوجته امامه ، بين الطفل الذي يميّز العورة ، فلا يجـــــوز مداعبة المرأة أمامه .

والذي يدّل على ذلك انّ الله تعالى امر اولياء الاطفال ان يرشدوا اطفالهم الذين لم يبلغوا سن البلوغ - ووصلوا الى مرحلة وعي لمعنى العورة - أن يستأذنوا على أهليهم في ثلاثة احوال :

الاول : من قبل صلاة الفجر لأن الناس اذ ذاك يكونون نياما في فراشهم .

الثاني:
وقت الظهيرة ( اي القيلولة ) لان الانسان قد يضع ثيابه في تلك الحال مع اهله .

الثالث:
من بعد صلاة العشاء لأنه وقت نوم وراحة .
قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين مَلَكتْ ايمانكم واللذي لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناحٌ بعدهن طوّافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الآيات ، والله عليم حكيم ، وإذا بلغ الاطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم .. } [النور:58-59] .

يقول أد. عبد الفتاح ادريس : « وإنما يؤمر الصغار بالاستئذان على من يدخلون عليهم في هذه الاوقات الثلاثة ، لانها اوقات الخلوة التي يكون فيها التصرف،
1- فقبل صلاة الفجر هو وقت القيام من المضاجع ، وطرح ثياب النوم ، ولبس ثياب اليقظة ، وربما يبيت الانسان عريانا او على حال لا يحب ان يراه غيره فيها ،
2- ووقت الظهيرة هو وقت التجرد من الثياب التي تلبس في النهار لشدة حر الظهيرة ، وذلك عند انتصاف النهار الذي هو وقت القيلولة ،
3- وبعد صلاة العشاء هو وقت التجرد من الثياب والخلوة بالاهل ، فأمر الصبيّ بالاستئذان في هذه الاوقات الثلاثة على من يدخل عليهم ، حتى لا يرى شيئاً من حالهم يكرهه او يكرهون رؤيته لهم على هذه الحالة [
احكام العورة في الفقه الاسلامي،أد عبد الفتاح ادريس،ج1/ص301].

والمقصود بالصبي الذي يميّز العورة هو الذي يعقل ويدرك معنى العورة سواء كان من الذكور ام من الاناث .

فإذا كان الشارع الكريم قد امر وليّ الطفل الذي وصل الى سن يميّز فيه العورة ويعقل معناها ان يستأذن في الاوقات التي هي مظنة إتيان الرجل زوجته او التجرد من الثياب ، او ليس من باب اولى ان نقول بحرمة مداعبة الرجل زوجته امام الطفل في هذه المرحلة ؟!

يقول صاحب الظلال في تفسيره لآية الاستئذان :« ...
وهذا أدب يغفله الكثيرون في حياتهم المنزلية ، مستهينين بآثاره النفسية والعصبية والخلقية ، ظانين ان الصغار قبل البلوغ لا ينتبهون لهذه المناظر بينما يقرر النفسيون -اليوم- بعد تقدم العلوم النفسية- أن بعض المشاهد التي تقع عليها انظار الاطفال في صغرهم هي التي تؤثر في حياتهم كلّها ، وقد تصيبهم بأمراض نفسية وعصبية يصعب شفاؤهم منها .
[ انظر : في ظلال القرآن ، سيد قطب،ج18/ص123] .

أمّا بعد البلوغ فإنه يجب عليه حينئذ الاستئذان في كل آن في الدخول متى وجد الباب مغلقاً ،
لقوله تعالى : { وإذا بلغ الاطفال منكم الحُلم فليستئذنوا كما استئذن الذين من قبلهم كذلك يُبيّن الله لكم آياته والله عليم حكيم } ، بخلاف الطفل فإن امر الاستئذان له في كل لحظة امر صعب وشاق لذلك يختلف استئذانه على البالغ ، لأنّ المنزل هو المكان الذي يعيش فيه الطفل غالب حياته ..

يتنقل بين أرجائه بين اللعب والركض ، وبين الجلوس والنوم .
لذلك شرع الاستئذان بحقه في الاوقات الثلاثة التي سبق ذكرها لأن ما سواها من الاوقات جرى عرف الناس على التحفظ والتحرز فيها فلا حرج من دخول الصغار حينئذٍ .




م/ن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع



MOHAMMED ALSAHER





أتمنى متابعتي ومشاركتي عبر تويتر والفيس بوك

@m5mmm
أخر مواضيعي

التعديل الأخير تم بواسطة محمد الساهر ; 14-04-2012 الساعة 11:09 PM.
محمد الساهر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس