أمسك عليك لسانك
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد:
لسان المرء هو أخطر عضو فيه على الإطلاق، فهو قد يكون سببا في إسعاده ودخوله الجنة، أو يكون سببا في هلاكه وإلقاءه في النار ... كيف ؟!
سـبــب الـسـعــادة:
جاء رجل إلى النبي عليه الصلاة والسلام يقول له: أوصني، فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: (لا يزال لسانك رطبا بذكر الله)
سـبـب هـلاكـه:
قال النبي عليه الصلاة والسلام لمعاذ رضي الله عنه:
(وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم)
الـنـجـــاة:
والنجاة هي أن يقلل الإنسان من كلامه الكثير وأن لا ينطق إلا بما هو ضروري ، وأن ينظر فيما يقوله قبل أن يتفوه به..
وعندما جاء عقبة بن عامر إلى النبي عليه الصلاة والسلام وسأله: ما النجاة ؟
فقال صلى الله عليه وسلم: (أمسك عليك لسانك)
رواه الترمذي
لـســان وأذنــان:
ولعلك تدرك بفطنك الحكمة من خلق الله لسان واحد مقابل أذنين اثنين.
قال أبو الدرداء رضي الله عنه: أنصف أذنيك من فيك، إنما جعل لك أذنان وفم واحد لتسمع أكثر مما تتكلم.
الـكـلام ثـلاث أصـنــاف:
= صنف تؤجر عليه ، وهو ما كان ذكر أو قرآن أو خير.
= وصنف لا تؤجر ولا تأثم به، وهو الكلام المباح مما تقضي الضرورة التحدث به.
= وصنف تأثم عليه، وهو ما كان من غيبة أو نميمة أو قبيح الكلام.
فأمنع نفسك من الثالث، وقلل بقد المستطاع من الثاني، وزد من الأول.
قالوا عن اللسان:
قال الحسن البصري: لسان المؤمن وراء قلبه، فإن أراد أن يتكلم بشيء تدبره بقلبه ثم أمضاه، ولسان المنافق أمام قلبه فإذا هم بشيء أمضاه بلسانه ولم يتدبره بقلبه.
وقال الحسن: ما عقل دينه من لم يحفظ لسانه.
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: والله الذي لا إله إلا هو، ليس شيء أحوج إلى طول سجن من لساني.