عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 26-05-2012, 05:08 PM
الصورة الرمزية حصن الوادي
حصن الوادي حصن الوادي غير متواجد حالياً
 






حصن الوادي is on a distinguished road
Post عندما يتحول الحزن إلى حقد!!!

(1 - 3)


لاااااا إله إلا الله ,, الله واليها وراعيها ,, كم انطوت عليه الأيام !!!؟؟؟


أأأ هههه (تنهيده كادت أن تفت صدر ذلك العجوز) ,, وكأنه يريد أن يستخرج تلك القصة من أعماقه مثلما استخرج تلك الزفره.


قال : يا ولديه كان فيه جهل وقسوة قلوب ,, والشيطان حريص ,, وكانوا جهله بعد ما خطت شواربهم يوم تقاتلوا.



كان ينظر إلى شجرة معمره أمامه ويروي لي القصة وكأنه يقرأ تفاصيل تلك القصة من جذع تلك الشجرة والذي بدت عليه آثار السنين ,, ربما لأنهم عاشوا في نفس الحقبة الزمنية.


قصة دارت أحداثها في إحدى قبائل الجنوب ,, بدايات الحكم السعودي ,, وتحديداً قبل ما يقارب ثمانية عقود.


........................


في ذلك المساء المشؤوم ,, تقابل بالصدفة شابين كانت تربط بينهما صداقة حميمة ,, كانا في العقد الثاني من العمر واتفقا على أن يذهبا صباح اليوم التالي للصيد مع بعضهما في أحد الشعاب التي تقع في منتصف المسافة بين قريتيهما.


وبالفعل كانا على الموعد في نفس المكان (وكل واحد بندقته في يده) ,, جلسوا في أنتظار الصيد في ذلك الشعب الذي لا تكاد حتى الطيور المرور عليه (لفحشه وقلة اشجاره و وحشته) ,, وبعد انتظار دام من بعد صلاة الفجر حتى ارتفعت الشمس لاح أحد الطيور في سماء ذلك الشعب والذي أجزم بأنه مجرد عابر سبيل ولم ينوي الهبوط في ذلك المكان البائس.


كانت تلك البندقيتين معدة لذلك الطائر لكنها لم تكتب له (على قولة المثل: ماهو لمن عبي لمن كتب).


بعدها قال احدهما: إذا وقع الطير أنا برميه.


قال الثاني: بندقتي أحسن من بندقتك وأنا اللي برميه.


وذلك الطائر لا يزال مواصل لرحلته ولم يهبط.


تشادا في الكلام وارتفع الصوت وأنا أحسن منك إلا أنا أحسن منك لينقطع النقاش بدوي رصاصة خرجت من بندقية أحدهما واستقرت في صدر الآخر.


أرتد صدى دوي الرمية من الجبال المجاورة ليصل إلى مسامع القاتل ليفيق على فعلته بصديقه الحميم ,, نظر إلي صديقه وهو على شقه الأيمن (على شكل قوس من شدة الألم) و مضرج بدمائه ويده على صدره يمسك مكان الرمية ولكنه قد فارق الحياة.


ومع ذلك ومن شدة الفجعة ترك صديقه الميت دون أن يضعه في ضل شجره أو حتى يعدل وضعيته المؤلمة.


...........................


في قرية القاتل ,, كان أهل القاتل لا يزالون يتناولون الفطور و يتجهزون للأعمال اليومية ويتقاسمون المهام ,, عندما دخل أبنهم المفجوع بفعلته ,, دخل وهو يتكلم بطريقه غير مفهومه وكانت واضحة عليه علامات الصدمة.


قام أخوه الأكبر وهو بمثابة الوالد له ليجلسه بجانبه ويطمئنه ويهدىء من روعه بقوله (وش معك وأنا فدى راسك ,, لا تخرع ولا تشيل هم وراسي يشم الهواء).


بعدها نطق القاتل قائلاً: قتلت فلان.


أسكته أخوه وقال : إذا أحد سألك قل بالخطأ (خطيه) وتسعين قارح (القارح هو الماعز) أب تفتكك ,, بروس الغنم ولا براسك وأنا أخوك (كان يطمئن شقيقه الأصغر بأن تسعين قارح كفيله بتحويل مجرى القضية من قتل عمد إلى قتل خطأ).


بعدها أجتمع الأخ الأكبر بأشقائه وأقاربه ,, وأخبرهم بالحادثه ,, وأوصاهم بأخذ الحذر وأن لا يتحرك أي شخص منهم إلا ببندقيته معه (فجميع أقارب القاتل لا يفصل بينهم وبين الموت سوى ضغطة زناد) فأهل القتيل لن يتنازلوا عن حق أبنهم المقتول وسوف يأخذون التأثر.


ثم أتجه للبحث عن وجهاء قبيلته والسعي ورائهم للتسوية والصلح مع أهل الدم قبل أن يتطور الخلاف وينتثر الدم .


ولكن سرعان ما وصل الخبر إلى الدولة وتم اقتياد المتهم إلى السجن في تلك الليلة ,, والتي انتقل فيها التفكير بشكل جدي إلى كيفية تحويل مجرى القضية من قتل عمد إلى قتل خطأ.


..........


القصة طويلة نوعاً ما ,, لذلك تم تجزئتها في ثلاثة أجزاء لطرد الملل فقط


تقبلوا حبي و ودي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

أغداً ألقاك !!؟؟
يا خوف فؤادي من غدِ
يا لشوقي واحتراقي في انتظار الموعدِ
آآآه كم أخشى غدي هذا ،، وأرجوه اقترابا
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس