[أحمد شريم]

* زرت مستشفى شهار بالطائف وهو خاص برعاية المجانين ومتابعة حالتهم , وأخذ المشرف يمر بنا على المجانين واحداً تلو الآخر فأغلبهم كان سبب جنونه المخدرات . ومما أدهشني أن واحداً من المجانين يبلغ عمره 35 سنة تقريبا كانت هيئته حسنة ، كنت أظن أنه رجل عاقل فأخبرني المشرف أنه مجنون وفوق ذلك يدعي أنه المهدي المنتظر وكان سبب جنونه : أن أحدا من الناس جاء إليه وقال له فجأة: ( أبوك مات )فأغمي عليه مباشرة وبعد ذلك أصيب بالجنون وتم تحويله إلى مستشفى شهار لرعايته ومتابعته.

* خرجت أيام دراستي بجامعة أم القرى من محاضرة فوجدت أكثر من عشر مكالمات لم يرد عليها من أكثر من شخص بعضهم لأول مرة يتصل بي ذلك اليوم كلهم للأسف يسعى في أن يكون الأول في أخباري بوفاة والدي المفاجئ (رحمه الله رحمة واسعة).
فهل وفاة والدي بشرى سارة حتى تكون أول من أخبرني بذلك؟ (سامحك الله)
أم هل تريد أن تصدمني حتى أصبح مجنونا أدعي أنني المهدي المنتظر؟(حسبي الله)
أم هل تريد أن تذكر على السنة الناس بأنك أول من علم بوفاة فلان؟

* قال لي أحد الأشخاص: هناك رجل إذا اتصل بي أعرف أن هناك وفاة وليس بيني وبينه أي اتصالات أو علاقة. فأكثر من مات وصلني خبر وفاتهم عن طريق هذا الرجل .
فلا أدري ! هل هو مكلف بالاتصال بالناس عند حدوث أي وفاة ؟

* في جلسة من الجلسات طرح سؤال وهو :
كيف وصلك خبر وفاة الأشخاص الذين تعرفهم؟
فحقيقة تسمع الإجابات المضحكة والمبكية والعجيب أن أغلب هذه التصرفات من شباب متعلمين للأسف ولو تتبعت تصرفات القدماء لوجدت فيها شيئا من الحكمة.

علمتني الحياة: أن هناك من يحاول أن يكون صاحب الرقم 1 في نقل خبر حادث أو وفاة أو ما سواها وتجده الأخير في نقل بخبر طيب وسار.

علمتني الحياة: أن هناك أشخاص لا يعرفون ( متى و كيف و لمن ) ينقلون الخبر الغير سار فيجب توقيفهم ونصحهم حتى لا نصبح مجانين ندعي أننا المهدي المنتظر.


علمتني الحياة: أن أغلق جوالي حال حدوث خبر غير سار لا قدر الله وأن الخبر سيتولى أمر نقله غيري حتى لا أشتهر بنقل الاخبار الغير سارة( بشروا ولا تنفروا ).

وأخيرا عزيزي القارئ:
ما هي الطريقة الأفضل للإخبار بوفاة شخص أو حادث مفاجئ؟
إذا كلفت بأن تخبر والد بوفاة ولده أو العكس ماذا ستفعل؟ [LEFT][COLOR=#000000]
منقول