الطبخ التقليدي و نزع المذاق برستيج لملئ العيون
1433-08-06 03:33 PM
صحيفة زهران - فواز المالحي
كما هو المعتاد في ضيافة مناسبات الأفراح يشرح أصحاب المناسبة في شرائهم للأغنام وتقديمها كوجبة رئيسية لتناول طعام العشاء ، في حين باتت مضمحلة ان لم تنقذها بورصة بائعي المواشي والمغالين في أسعارها بمبررات ومنهم بلا مبرر ! ، دائماً ما يوعز لارتفاع أسعار الأغنام ارتفاع أسعار الشعير وتناقله الباعة على ان يكون هو السبب الرئيسي في ارتفاع السعر و تفاوته غير منتظم الدرج ، ولكن يبقى السؤال الحائر في الرعاة الذين يعتمدون على المصادر الطبيعية من الأعلاف والأشجار لاسيما تلك المدن المفتوحة نحو الجبال و الوديان الناجلة مستمرة الاخضرار ما هو مبررهم في ارتفاع الأسعار ؟ .
استبدل اغلب أرباب المناسبات خصوصاً في منطقة الباحة بالسعودية تقديم ماشية " الثيران " بديلاً للأغنام لاسيما في سعرها الأوفر وكمية لحمها الأكثر انتشاراً على الموائد ولم يعد ذلك امرأ مخجلاً كما كان عليه العديد من أصحاب الضيافات إذ يتعايبون أمام ضيوفهم تقديم موائد لحم " الثيران " وهو ما يسمى " الحسيل" ولكن الأمر أصبح مشروعاً و لربما يصبح عرفاً مع استمرار ارتفاع مؤشر أسعار الأغنام .
تحدث "صحيفة زهران" عبدالله احمد بأن استبدال الأغنام بـ الثيران أمرا اعتيادياً بعد ان وصل سعر بيع الخِراف أكثر من 1500 ريال للرأس وأكد بأنه يوفر الوقت والجهد من عناء الانتقاء لاسيما وانه لا يكفي اقل من 30 رأس للمناسبة الواحدة وهذا مبالغاً فيه إلى جانب مستلزمات المقام و مراسم الفرح .
وأردف سعيد ضيف الله قائلاً : إنني أعود إلى المنزل دون أن أتناول من وجبات المناسبات التي مع الأسف تقدم بشكل غير مناسب ولم نعتد على أكل تلك النوعية من اللحوم ، ناهيك عن كونها تحضر منذ وقت مبكر من النهار وتطبخ بطرق تقليدية وشعبية نابية المذاق وربما لا تخلو من البكتيريا الدقيقة التي تؤثر على حياة هذه الفصيلة من الحيوانات كغيرها بسهولة .
فيما أكد احد ملاك قصور الأفراح بمنطقة الباحة " يعد الإقبال أوفر حظاً على لحم " الحسلان " وهو " الثور" لاختصارها الوقت و الجهد ولكن يصعب دائماً التوقيت في تحضيرها إذ تحتاج إلى خطوات مطولة حتى تصل الى سفرة الضيوف ، يأخذ ذبحها وقت طويل وتقطيعها وكذلك طبخها يجب ، مما يجعلنا نشرح في ذلك منذ ساعات مبكرة من صباح يوم المناسبة وبيداء طهي طعام العشاء بعد الثاني ظهراً حسب ما تسوقه العادات هنا من بداء مبكر للمراسم وانتهاء وقت العشاء في ساعات باكرة من المساء لا تتجاوز الثامنة و النص بعد صلاة العشاء إذ اعتاد المجتمع على تناول وجبة العشاء بعد صلاة المغرب مباشرة او قبل العشاء كحد أقصى وذلك الوقت الضيق لا يسعفنا للمحافظة على نضوج تلك النوعية للحوم القاسية التي تتزامن مع برودة الطقس وتأخر النضوج .
وأضاف احد بائعي الأنعام بأنهم لا يضمون خلو نوعية الخِراف من داء "الخراج" كما اسماه وهي الأورام الحميدة التي تظهر تحت الجلد في عمق اللحم ومنها ما يكون جوار العظم من الداخل حيث إننا نعاني الكثير التكاليف في نقلها و إيوائها ورعيها و أوقات كثيرة شراء الشعير لها بذلك يصعب أن نسخر لها عيادات طبية أو أطباء بيطرية لمعالجتها بهذا سوف تعانق مبالغ عالية كونها تكلفتها فاقت رأس مالها عند الشراء .
أكد لـ "صحيفة زهران " شهود عيان من السيدات في داخل صالات المناسبات تقول أم سعد " تفرد مفارش الطعام ولا تقل صالة النساء عن " ثلاثون صحن " مليء بالأرز و لحم " الثيران" في ذلك الحين لا يردن النساء و الفتيات لتناول ذلك العشاء المجهز من بعد صلاة العصر ، وتجد ما يؤكل منه لا يتجاوز الخمس صحون كمعدل إجمالي والباقي مصيره الترحيل إلى دور حفظ النعمة أو الرمي .
وتضيف احد الشابات " لا نتناول طعام العشاء مطلقاً نحن الشباب كونه لا يحتوي على أدنى مذاق يوحي بشئ من الاعتناء بالذائقة في تقديم الطعام ، لاسيما وان الناس في خير ونعمة واسعة ويدركون ما ان كان هذا الاكل صالحاً لتناوله او مجرد إملاء أعين الحضور بان هناك صحون مليئة بالأرز و اللحن الأسود " .
كشفت مؤخراً دراسة تطرقت إلى لحم البقر والعجل أكدت أن الاستهلاك المنتظم للحوم الحمراء يؤدي إلى ارتفاع خطر الوفاة من جراء أمراض السرطان وأمراض في القلب والأوعية الدموية فيما يؤدي الاستهلاك اليومي للحوم الحمراء الطازجة أو المعالجة إلى زيادة خطر الوفاة بنسبة 12% بالمقارنة مع الأشخاص الذين يتناولون القليل من هذه اللحوم أو لا يتناولونها البتة. وتصل هذه النسبة إلى 13% في ما يخص اللحوم غير المعالجة وإلى 20% للحوم المعالجة، على ما جاء في الدراسة.
http://www.zahran.org/inf/news-action-show-id-7593.htm