عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 24-07-2012, 10:46 AM
الصورة الرمزية غرم الله المرشد
غرم الله المرشد غرم الله المرشد غير متواجد حالياً
 






غرم الله المرشد is on a distinguished road
افتراضي في رمضان تذكرتك يامرشد رحمك الله واسكنك فسيح جناته

....
رمضان كان شهره المفضل رحمه الله حيث كان يصوم النهار ويقوم الليل ويكثر فيه من قراءة القران رحمك الله يامرشد.
كنت أتمني أن أموت قبله
هل تعلمون لماذا ؟ لأنه كان يقول لي دائما (جعل عمري قبلك يا غرم الله )وكنت اقول بل انا قبلك ياطويل العمر.
لم استطع فراقه في حين كان الجميع يتسابقون على مغادرة القرية وترك أهلها بهدف الراحة في المدن والابتعاد عن صعوبة العيش في القرية ، نعم كان العيش في القرية من الصعوبات الكبيرة فلم يكن هناك هاتف ولا طريق مسفلت ولا حتى اغلب الضروريات فكيف بالكماليات ، ولكن الحياة بقرب والدي كانت ذات طعم آخر ، وهذا سر من إسرار ارتباطي بالقرية وعدم مغادرتها بل والعودة إليها بعد محاولات التملص من مسؤولياتها في فترات قليلة.
فرجل أمضى أكثر من تسعين عاما ...وهو يتولى غسل وتكفين أموات القرية بل والنزول إلى القبر لتجهيزه قبل إدخال الميت إلى مثواه الأخير جدير بالبقاء معه، كان رحمه الله أول من يصل إلى بيت ميت في القرية أو زيارة مريض أو إصلاح بين متخاصمين ، كان دائما سباقا رحمه الله إلى تلقي مسؤوليات القرية كاملة على عاتقه وكان مجلسه لا يخلو من أفراد القرية ، وهدفه الدائم هو رفع شان هذه القرية وكان لايقبل مجرد الغمز في قناة احد أو ذكره بما يكره ، حتى انه في اشد مشاكل القرية وسخونتها كان لايقبل أن يُشتم احد ا وان ينال أحدا من أحد أمامه حيث كان يقول للجميع وبصوت واضح ، استغفروا الله يا جماعة ، فلان منا وفينا ولو حدث منه خطأ فسيعود مع جماعته طال الزمن اوقصر .وحريّ بأبناء قريته أن يردوا له بعضا من ذلك الجميل بالدعاء له في الشهر الفضيل.
انه والدي العظيم /عبد الله المرشد هو من كان يُغدى إليه ويُراح في كثير من شئون القرية
في الإصلاح بين المتخاصمين وفي الاستشارة الناصحة وفي النظرة الثاقبة ، حتى لو أراد احد أن يبني فانه يستشيره في اختيار الموقع ، نعم إلى هذا الحد من القرب من الناس ، كان حريصا على أن يظهر رجال القرية في المناسبات عند القرى الأخرى بالمظهر الجيد وكان يقف عند الصفوف ويأمرهم بالانتظام ويقول رحمه الله ( اثنين اثنين ياجماعة) ليكثر العدد في عيون المستقبلين ، اللهم ارحم المرشد يارب .
وهو الذي فرض احترامه بحكمته ورجاحته على الكبير قبل الصغير...وهو الذي أمضى أكثر من تسعين عام
وهولا يعرف المحاكم أو الشرط ...هذا الذي أمضى أكثر من تسعين عام والابتسامة لا تكاد تفارق محياه
تسعون عاماً من الأحداث والعبر في حياته لا تكاد تتسع لها مئات المجلدات .
هو المرشد الذي له الفضل بعد الله في اتحاد القرية بعد أن كادت تنقسم إلى قسمين حيث كان له الدور الأكبر مع أعيان القرية في لم الشمل من جديد ، لم تكن توجد خصومة بين اثنين في القرية إلا وتجد المرشد قائما في طرفها للإصلاح وإحقاق الحق وكان مجرد وصوله هو نهاية الأزمة ولم تكن اغلب المشاكل تخرج للشرطة نهائيا ولا للمحكمة أيضا حيث كان يتولى مع كبار القرية إنهائها في مهدها وكان حكمه مقبولا وصائبا رحمه الله ، وكان شغله الشاغل هو الجماعة الجماعة وكان يستوصيني بهم خيرا ويقول جماعتك جماعتك
رحمه الله هو أول من ألغى كسوة والد العروس في اليوم التالي حيث أعلن للجميع بعد زواج إحدى أخواتي انه يرد المبلغ المالي للعريس ولن يقبله ويريد من الجماعة أن يحذوا حذوه ويتركوا قبول الكسوة المالية لأنها تثقل على العريس بالرغم من أن المبالغ كانت قياسا بوقتها كانت ممتازة وتصل إلى حدود الثلاثين ألف ريال
وسعى رحمه الله حتى أبطل الأيام التالية للزواج حيث كان الزواج ثلاثة أيام وكسوة ومصاريف جائرة وكذلك سعى في تخفيض المهور والكثير من الأمور التي تساعد العريس وتيسر له أمر زواجه ، حيث كانت كلمته مسموعة في القرية.
كان رحمه الله محبوبا من الجميع لدرجة أن رجلا من رجال القرية قابلني بعد موته بأربع سنوات وهو يقول : هل تصدق ياغرم الله إنني لم أجرؤ على مسح اسم المرشد من جوالي ، رحمك الله يا مرشد رحمك الله ، اللهم تغمده بواسع رحمتك واجعل قبره روضة من رياض الجنة
****************
عاش هينا لينا لا يحب أن يثقل على احد أبدا حتى وان كانوا ابنأءه ، أنها نهاية العظماء من الرجال ... الذين حفظوا الله فحفظهم ... وأننا لنحسبه منهم ، فقد حفظ الله في لسانه فأبقاه الله له لاهجا بذكر خالقه حتى لحظات حياته الأخيرة ،وحفظ خطواته فحفظها الله له حتى وفاته ،حفظ بطنه وسمعه وبصره ويده فكانت له نعم الرفيق حتى اسلم روحه ، عاش بهدوء ورحل بهدوء
حيث انه في مرض الموت ولم يشتكي ولم يثقل علينا نحن أبنائه بكثرة طلب المستشفيات أو يقول ودوني لطبيب كذا أو كذا ، فلقد صبر على مرضه ولم يظهر شديد الألم الذي كان يعانيه بل كان صابرا عابدا ذاكرا لله رحمه الله
***********************
ذاك هو والد الجميع والذي حق لكل واحد أن يتلقى العزاء فيه ولقد كانت أيام العزاء فيه مليئة بالوفود من كل مكان حيث كان صديقا للجميع
انه الوالد / عبد الله المرشد ذلك الرجل الشهم الكريم المخلص المتواضع والذي لم يترك أحدا من بعده إلا وبكاه وترحم عليه بل ولقد ابلغني احد رجال القرية انه تصدق عنه من ماله أيضا

نسأل الله تعالى أن يرحمه وان يغفر له وان يجزيه عنا خير الجزاء
اللهم نقه من الخطايا والذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
واغسله اللهم بالماء والثلج والبرد
اللهم جازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا
الله أكرم وفادته إليك بعفوك وكرمك
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس