عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-2012, 12:18 AM   #20
شذى الريحان
عضو اداري
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية شذى الريحان
 







 
شذى الريحان will become famous soon enough
افتراضي رد: ][®][^][®][ مجلة مطبخنا الرمضانية ][®][^][®][

رمضان في اليمن


رمضان
لا يبزغ هلاله إلا وقد استبقه اليمنيون بأيام في التبشير بمقدمه العظيم، وتنظيم البيوت، وغسل الأفرشة،
وتنظيم كل ما يلزم تنظيمه من أثاث وأغراض وخزانات الملابس،
وحتى حضائر الحيوانات في الريف اليمني ويخرج رب البيت للأسواق
لشراء الحبوب وكل ما يلزم من مواد غذائية وأدوات منزلية،
ومؤكداً أنه سيجد سوقاً عامراً ينتظره بشتى الصنوف.

وتجد النساء ليلة رمضان منهمكات في بيوتهن بالتنظيف والترتيب والتبخير للبيت،
وبعدها بإعداد أول وجبة سحور سيستمتع أفراد العائلة بالتهامها
وسط أجواء من الانشراح والابتهاج، وربما يجتمع الأقارب أو الجيران
أو الأصحاب معاً في هذه الوجبة،
بينما سيتبادل بعض الجيران ألواناً مختلفة من الأطعمة
التي حرصت النسوة على إعدادها خصيصاً لمناسبة كهذه.
ولأهل صنعاء ومناطق أخرى قليلة عادة ينفردون بها عن سواهم،
فالليلة السابقة لرمضان يعملون بها ما يسمونه بـ(يا نفس ما تشتهي

حيث يلتقي الرجال والشباب والصبيان في المساجد،
وبعض الأحيان في المنازل وقد أحضر كل فرد منهم شيئا
مما تطيب له نفسه من المأكولات والمشروبات،
فيجتمعوا في حلقات صغيرة واضعين ما أتوا به مع بعض ليشتركوا في تناوله،
ويتبادلوا الأحاديث الممتعة وذكريات رمضان ثم يتفرغوا للتسبيح والتكبير وحمد الله..
وهو الحال نفسه بالنسبة للنساء لكن في البيوت..
وبلا شك سيدعى إلى هذا كل مسكين ومستطرق وعابر سبيل.
أسواق اليمن في رمضان تنشط بعد الساعة العاشرة صباحاً، لكن الغالبية العظمى
من الناس تفضل التبضع بعد الخروج من صلاة الظهر.
. البعض يجد متعة في الذهاب للسوق بمعية أحد أو بعض
أبنائه أو أصدقائه، لكن الجميع يستمتعون كثيراً في التسوق
رغم الازدحام الشديد.. فمنظر الخضروات الطازجة والبضائع
المختلفة المرصوفة بعناية فائقة عند واجهات المحال التجارية
والبقالات يسرق الأبصار- خاصة وأن الأسواق ستعج بأصناف جديدة
لم تعتمد العيون على رؤيتها في غير شهر رمضان،
وستكون هناك الكثير من المواد الرخيصة الأثمان التي تجتذب ذوي الدخول المحدود،
أما بالنسبة للنساء، فهن أول من يستيقظ ويباشر عمله المنزلي،
وفي الأرياف يكون عبئهن أثقل، فالمرأة تقع على عاتقها
مسئولية تحضير علف الحيوانات، وإطعام البقرة، وإحضار الحطب،
ورعاية الأطفال وغيرها من الأعمال اليومية الخاصة بالأسرة..
إلا أن الجمعان في النهاية سيلتقيان بعد صلاة العصر بمهمة واحدة وهي إعداد الفطور –
وهنا ستعدد الأصناف على نحو مفرط أحياناً، وسنجد الغالبية العظمى من البيوت اليمنية،
تحرص على ملازمة تحضير بعض الصنوف بصورة يومية مثل الكاسترد
(المهلبية)، والشوربة، و (الشفوت)،
و( الحلبة الحامضة) و (السلتة)
وصنف معين من الحلويات أو المعجنات مثل (السبايا)،
أو (بنت الصحن)، أو (السوسي) وجميعها تؤكل مع العسل،
وهناك الكثير غيرها.. فضلاً عن أن جميع الأسر اليمنية
تحرص على أن يتضمن فطورها شيئاً من اللحوم الحمراء أو البيضاء،
وبعض الخضار الطازج مثل (الفجل) أو (الكراث)
بجانب الفواكه التي لا تنقطع عن السوق اليمنية على مدار السنة بأصناف مختلفة.



وباقتراب موعد الإفطار تبدأ رحلة الصحون بين مطابخ الجيران،
يبادلون بعضهم البعض صنوف الطعام ولو بكوب لبن-
فكلاً يجود بما فضل الله عليه.. وستجد الأسر محدودة الدخل
ألواناً مختلفة من الأطعمة تُهدى إليها من معظم بيوت الحارة أو القرية.
فاليمنيون لا يتركون فرصة الإحسان وإعطاء الصدقات تفوتهم حتى أننا لنجد الصغار والكبار
يخرجون الصدقات لكل من صادف طريقهم أو طرق أبواب دورهم.
ومن جهة أخرى فإن الغالبية العظمى من الرجال تفضل بدء الفطور في المساجد،
فيأخذ كل فرد منهم شيئاً قليلاً من الطعام مثل التمر و (السمبوسة)
والبطاطا والبيض والمعجنات،



ويجمعون ما أتوا به مع بعض على سُفرة واحدة، ويفترشون الأرض
بحلقات ليشتركوا جميعاً في الفطور وينضم إليهم كل من رغب دون استئذان-
فالدعوة مفتوحة. وهناك الكثير جداً من أهل الخير ممن يقيم في المساجد
مآدباً مفتوحة للفقراء والمساكين وعابري السبيل
وكل من طاب له الزاد، وفي الفترة الأخيرة
انتشرت الجمعيات الخيرية التي بدأت تتولى مثل هذه الأعمال ضمن مشاريع إفطار الصائم..
رمضان في اليمن موسم للكرم، يستعيب الناس فيه على بعضهم إغلاق أبواب البيوت،
فيتركونها مشرعة كيلا يجد السائل أو عابر السبيل حرجاً في طلب الطعام..
وأن الغريب ليجد العشرات في طريقة ممن يدعوه إلى منزله
لتتناول الفطور رغم عدم وجود سابق معرفة بينهم.
في أغلب مناطق اليمن يعود الرجال من المساجد لإكمال العشاء مع بقية أفراد أسرهم،
لكن في بعض المناطق الشمالية مثل صعدة والجوف
يؤخرون العشاء حتى الساعة التاسعة مساءً تقريباً.

بعد صلاة العشاء والتراويح يفضل بعض اليمنيين التوجه إلى (المقايل)
حيث يجتمعوا بالعشرات يمضغوا (القات)- رغم أن هذه الظاهرة آخذة بالانحسار-
والبعض يجلس للاستماع لما سيدار من حديث ومواعظ دينية وسرد في السيرة النبوية،
وسيرة الصحابة، والقصص القرآني.. ومن حين لآخر يخصص
زمن قصير للتشفيع والابتهالات وترديد الأناشيد والابتهالات الدينية..
وبلا شك أن من كان المقيل في داره
يتوجب عليه إعداد لوازم الاستضافة من قهوة وزبيب وغير ذلك.
أما النساء فيتبادلن الزيارات، ويجتمعن ببعضهن البعض،
وسيكون على من يجتمعن عندها واجب الضيافة بالقهوة والزبيب والكيك والمعجنات
أو بأي شيء طاب لها تحضيره، فكل شيء حسب سعة الحال
فمجالس الأسر الكادحة لا تتعدى على الشاي أو القهوة بينما الأسر الميسورة
قد تقدم حتى الفواكه والحلويات..
وقلما تخلو مجالس النساء الكبيرات من (المداعة)-
أي النرجيلة- ومنذ فترة لا تتعدى العامين دخلت (الشيشة)
مجالس بعض النساء خاصة الشابات إلاّ أن ذلك في نطاق محدود جداً ..











ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
شذى الريحان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس