فرحوا بموت أخي
جديد أبو الوليد : (فرحوا بموت أخي)
وجدته واقفاً يؤشر بيده في أحدى مواقف السيارات عندما كنت مسافراً !!!
فلما ركب معي قلت له : مالذي أتى بك إلى هنا ؟ ولماذا تركت عزاء أخوك ؟
فرد عليَّ بصوت حزين قائلاً : أخي ورفيق دربي رحل إلى رب غفور وسأدعوا له ما حييت أبداً !!!
ولقد فقدت أخاً عزيزاً عوضني مكانة أبي ، كان رفيق دربي طيلة حياتي ، يوجهني ويرشدني لكن قدر الله فوق كل شيء وإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا مايرضي ربنا :****( إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله ) !!!
وأما تركي لعزاء أخي فليس كُرهاً لأخي ولكن بعد أن صلينا على أخي "رحمه الله" وتم قبره استقبلنا العزاء في المقبرة ثم توجهنا إلى منزل أخي من أجل استقبال المعزين ومن أجل أن أصبَّر أبناء أخي وأكون بجانبهم لكن تفاجأت بمصيبة عظمى!!!
جلستُ في مكان العزاء وكأني في مناسبة فرح وكأن المعزين( فرحوا بموت أخي ) ، وكأن الذي فقدناه ( شاه أو تيس ) .
أحدهم جلس بجواري فأخذ يتحدث ويضحكَ ويُضحك الناس وأنا في وادي الحزن وهم في وادي البهجة والسرور.
والثاني يشعل السيجارة تلوا الأخرى وكأنه في أحدى المقاهي أو الملاهي .
والثالث يبيع ويشتري ويعرض سلعته وكأنه في حراج أو سوق وأنا أفكر في الراحل رحمه الله.
وبعدها جاءنا ( آل فلان ) بوجبة عشاء من أجل أن ****يأكلها ( آل جعفر ) لكن آل فلان جاءوا بخيلهم ورجلهم أكلوا وجبتهم وبات (ال جعفر) جوعى .
عند ذلك،،، قررت أن أرحل فوراً من مكان العزاء لأن العزاء تحول إلى فرح وأنا لا أستطيع أن أفرح أو اضحك ولا حتى أن ابتسم في اليوم الذي فقدت فيه أخي ورفيق دربي!!!
عزيزي المعزي:
أتمنى منك أن لا تجلس في مكان العزاء فأهل العزاء ليس في حاجتك مهما كنت وأنك إذا أديت واجب العزاء في المقبرة فذلك يكفيك وإذا أردت أن تصنع لآل جعفر طعاماً فلا تأتي بقومك معك ولا تقول سأجلس وأسليهم فلن يتسلى المصاب ولو قلت ما قلت وقد يجاملك ويضحك معك ولكنه من داخله ناراً تتلظى (فالنار لا تحرق إلا رجل واطيها) !!!
ولقد كان الناس في عهد السلف لايدري بعضهم من يُعزي لأن الجميع (يبكي).
ونحن كذلك اليوم لا ندري من نُعزي وذلك لأن الجميع ( يضحك ).
أخيراً:
أتمنى وأتمنى أن نترك المصاب بفقد أبيه أو أخيه وحيداً حتى يراجع حساباته خيراً من قلب العزاء إلى فرح وعندها ،،،
سيُقال فينا: ( أحسن الله عزاءكم في أنفسكم )
(****اسأل الله أن لا يريك مكروه وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه)
|