[أحمد شريم]

جديدُ أبو الوليد ،، بعنوان:
(يا أبا سعيد : الحلمُ غير سعيد)

* قبل عدة سنوات استعرت من أحد الشباب كتاب****: (تفسير الأحلام)
فكنت كل يوم ، إذا استيقظت من النوم ، تذكرت الأحلام التي رأيتها في منامي ثم أذهب مباشرة وأقرا تفسيرها من كتاب تفسير الأحلام فمكثت على هذا الحال عدة أيام فيوم أفرح بتفسير حلمي الذي رأيته، ومرة أخاف من حلم آخر.
****ومرة****سيأتيك رزق كثير ، وآخر سيحصل لك****كذا وكذا،****فعشت كل أيامي على تفسير أحلام منامي (بين خوف ورجاء وبين فرح وحزن ).

* جاءني أبو سعيد فقال لي : ( رأيت في المنام أني أذبح أربعة من الخرفان داخل بيتي )
قلت له التفسير عندي ، احضرت كتابي فقرأت ****له تفسير حلمه الذي كان باختصار:****( أنه يموت أربعة من أهل بيته )
تغير وجه (أبي سعيد)****من هذا الحلم كعادتي عندما أفسر حلمي الذي لا يسر .
بعد مرور يومين فقط :
جاءني الخبر المحزن وهو أن (أبي سعيد) تعرض لحادث مروري ومعه أربعة من أهل بيته **** **** فمات أبو سعيد ( رحمه الله ) ومات الأربعة من أهل بيته.( رحم الله الجميع).
بعد ذلك بكيت لموتهم وحزنت لهم كما حزنت لتفسيري الذي قلته لأبي سعيد.
قررت بعد ذلك أن أترك ذلك الكتاب وأن أعيش حياتي دون تفسير أحلامي.

* اليوم كثير من الناس عاشوا حياتهم على تفسير أحلامهم ومن أجلهم فتحت قنوات ومواقع نت لتفسير الأحلام فتجد هذا الشخص مهموم من أجل أنه رأى رأسه يُقطع في منامه أو رأى جملاً يطرده ، وذاك سعيد مسرور بسبب أنه رأى في منامه ما يعجبه.
ولا يعلم المهموم أن رؤياه التي رأها قد تكون تحزين من الشيطان ولا ذلك المسرور أن رؤياه قد تكون من حديث النفس فأنا هنا لا أنكر الرؤيا فقد قال****النبي صلى الله عليه وسلم ****"الرؤيا ثلاثة رؤيا من الله ورؤيا تحزين من الشيطان ورؤيا مما يحدث به الرجل نفسه في اليقظة فيراه في المنام" . ( البخاري 6499 ومسلم 4200 )
والعلاج النبوي في التعامل مع الرؤيا والأحلام هو قوله عليه الصلاة والسلام****: "إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها : فإنما هي من الله ، فليحمد الله عليها ، وليحدث بها ، وإذا رأى غير ذلك مما يكره : فإنما هي من الشيطان ، فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره " . رواه البخاري ( 6584 ) ومسلم ( 5862 ) .
****قال أبو سلمة: إن كنت لأرى الرؤيا أثقل عليَّ من الجبل، فما هو إلا أن سمعت بهذا الحديث فما أباليها .
فيا أخي الكريم الرؤيا السيئة لن تضرك أبداً بإذن الله إذا استعملت العلاج النبوي .
فلا تهتم ولا تغتم حتى ولو رأيت في منامك أن القيامة قد قامت .
وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى وإلى اللقاء بإذن الله في حديث آخر والله يرعاكم.