المشتاق إلى أمه!!!
بينما أُقلب أوراقي ، وأُقرب أقلامي ، لأكتبُ عن ذلك الطفل الذي دعا ربه في خمسة ريالات فمنحه خمسة الآف ،****إذا بجوالي يتلقى رسالة من ( المشتاق إلى أمه )،****يطلب مني أن أنشر له ما سطرته يده من ذكرياته ومعاناته في حياته !!!
فطويت أوراقي ، وتركت أقلامي ، واستجبت لطلب ذلك الشخص ،****فهيا بنا سوياً لنقرأ رسالته التي قال فيها :****
( تمرُ الايام والسنين ، تشرق الشمس وتغيب ، ولكن يبقى الحنين هو ( الحنين ) !
تبقى الذكريات حكاية يسطرها الزمان بأعماقنا لأُناسٍ رحلوا ، هاجروا ، ابتعدو عنا وللأبد.
ذات يوم كنت هناك****في ذلك المكان ، عندما أخذوها وحملوها أمام عيني فذهبوا****بها بعيداً عني!
لم أكن أعرف ما حدث، ولكن الشئ الوحيد الذي عرفت حقيقته هو أن شخصاً في حياتي ذهب ولن يعود...
فهناك حقيقة كانت موثقة في مخيلتي وهي أن كل من يحمل على الأكتاف ويجتمع الناس لحمله لن يعود أبداً !!!
لم يهتموا لأمري ، قالوا صغيراً لا يعرف معنى الفقد....
لم يدركوا أن هذا الصغير قد شعر بفقدان شيئاً وسيعرف يوماً من يكون ؟؟؟
مرت الأيام ، وانقضت من حياتي أعوووام!!
وأنا أتذكر شخصاً كان****يضمني (****بحب
، بحنان ، بشوق ولهفة )
كنت أدرك أنه ذلك الذي رحل بعيداً وحملوه وأنا أنظر اليه ،،،
ولكني لم أكن حينها أعلم أنها أمي!!!
كبرت ، وكبرت حكايتي معي....
وأنا اتساءل ... أين أمي؟
كيف أخذها القدر مني ؟
هل هي ذلك المجهول الذي علقت بذاكرتي لحظات رحيلة ؟
نعم هي أمي ،،،
هي أمي في صغري لم ترعاني ، تركتني وحيداً أعاني ، أقاسي قمة أحزاني ،
لبست بيض الأكفاني ،****هجرت أماكني وأوطاني،،،
أدركت هذا بعد أن كبر الطفل الصغير بداخلي!!
عرف أنه في يومٍ ما قد فقدها وهو لايدري أنها ذلك القلب الذي سيفقد حنانة، ويقولون لا يعرف معنى الفقد !!
يقولون ذلك يا أمي ولكني افتقدتك صغيراً ، وبكيتك كبيراً ،،،
كل الشوارع والأمكنة ، كل السنين والأزمنة ، تذكرني بلحظة وداعك التي عرفت مؤخراً أنك انتي تلك الراحلة...
فأنا اليتيم الذي أدرك معنى الفقد وكان يعلم أن الراحل لن يعود ،****ولكن شيئاً ما لم يعلمه إلا كبيراً وهو ( فقدك أمي ) !!!
فرحمك الله يامن لم أدرك حتى ملامحها ، فقط صورة مبهمة في ذاكرتي ، ليست واضحة المعالم ، ولكنك بقلبي أجدك دائماً ، واستشعر حنانك وحبك كلما أخذني الحنين إليك...
أمي لن أحرمك أبداً من دعائي ،،،
فيااااارب أسكنها جناتك العلا ، واجعل في قبرها نوراً يؤنس وحشتها ، ولاتدع لهاذنباً إلا غفرته ، واعفو عنها وارحمها إنك أنت الغفور الرحيم .)
والسؤال الذي يطرح نفسه:
ما هو واجبنا تجاه من فقد أمه في زمن الصغر؟
وهل للأم ثأثير بالغ على الطفل في نجاح حياته ؟
أخوكم: ( أبو الوليد) .
|