رد: مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
وكأن القلب الحائر يبحث عن اضلاعه التي ياوي إليها , فتكون له بمثابة الكهف الآمن من مخاوف التقلبات , وكأنه - بلا هدى وتقى - كشراع تائه في مهب الريح عبر البحر الهائج الكبيير
فتدور قلوبنا بين اللحظة واللحظة بين مترددين يستقطبانها من اقصى البعد إلى اقصى البعد , ومن طرف إلى طرف , تبحث عن الطمأنينة والأمان والسكينة والراحة , ولن تجدهم إلا في القرب من الله سبحانه , والطمأنينة بذكره , والسكينة في طاعته , والأمان في توحيده ورسالته ...
وقلوبنا أثناء الحيرة تستاثر بقيادة كياننا كله - مع كل اسف - وتستحوذ على مكان الصدارة في التخطيط والتوجيه والسلوك , فتصير الجوارح معه كعبد مطيع , وتابع سهل القياد , وبينما هي تتهاوى في هوى غالب أو غفلة عميقة , تهوي معها الجوارح كلها , فإذا بك ترى حركة بلا هدف , وفكرا بلا غاية , وحياة بلا نتيجة .. بل معاناة وألم وحزن وهم , وههنا تنتشر الأمراض النفسية الناتجة من ضعف هداية القلوب وسيطرة الأمراض عليها
وبينما القلب يهتدي , وتبدأ تومض بين عينيه ومضات الرشاد , تبدأ عملية الإفاقة , ويبدأ في استرداد قواه التي خارت , وبصيرته التي غبشت , فيدرك الحقائق بنور الإيمان , ويرى الحق بأثر اليقين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|