في أجواءِ الملائكةِ وهي تشارككَ متعةَ العيش مع القران ، 
في رحاب مسجدٍ ، مع صحبةٍ طيبة مباركة ، 
تتخلله أحاديث سماوية ، وشيء من السيرة العطرةِ ودروسها ، 
في هذه الأجواء تهب على القلب نسائم سماوية عطرة ، 
تجعله يشعرُ شعورَ من رحلَ عن الدنيا ، 
وحلّ في الجنة ، وتزوّد منها، ثم عاد إلى الدنيا ثانيةً .!! 
وتنسى أنكَ تجلسُ في زاويةٍ مسجدٍ مستنداً إلى سارية 
وحولك بلابل تشدو بآيات الرب جل في علاه ، 
وتتدارس معك حول معانيه ،، 
تنسى ذلك تماما ، فكأنما اتسع المكان !! 
آخر حدود الدنيا ، بل حلّق فوقها .!! 
ذلك لان القلب تشبع بالنور و أضاء فانفسح ..! 
فإذا المكان الضيق في سعة السماء .! 
ألم يأو أهل الكهف إلى ذلك المكان الضيق فقالوا : 
( فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً) 
فإذا بهم يجدون في الكهف رغم ضيقه ، سعة وفرجا وهداية ونورا 
وانشراحا ورضا وسكينه وزيادة أمان .. 
ذلك درسٌ عميقٌ لا ينبغي أن يفوتكَ وأنت تقرأ قصةَ هؤلاء الفتيه 
حينَ تعيش مع الله سبحانه ، وترتبط به ،، 
فان أضيق مكانٍ في الدنيا ، ينقلب جنةً وارفةَ الظلال ، 
طالما بقى قلبك ترفّ فيه حمائم السكينة ،، 
وتشرقُ فيه أنوار التوحيد واليقين ، 
فثقْ أنكَ لنْ تجدَ تمامَ اللذة إلا حين تضع قدمكَ في الجنة ، 
ولكنك تجدُ بشائرَ الجنةِ ونسائمها ،، 
إذا أقبلتَ على الله ، وشُغفَ قلبك حباً له ، 
وارتبطت بكتابه الكريم ولم تغفل عنه .! 
هذا هو الطريق .. ويبقى عليكَ أن تشمر ..! 
( وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ)