قال الراوي :……ما أكثر ما يتلطف بي القدر ،
فتنهمر علي شلالات نور خاطف بين الحين والحين .. ،
فإذا بي أجد نفسي محلقاً فوق الربى والحقول ، بل فوق الدنيا ،
أنظر إليها من علٍ عالٍ …وحين أكون في لحظة التحليق تلك …..يهولني أن أرى النور مشرقاً يتلألأ في كل زاوية من هنا ومن هاهنا …
حتى إني لأعجب كيف لم أكن أرى كل هذا الإشراق
لأكتب عنه شعراً ، أو أعبر عنه نثرا..؟ ……بل يخيّل إليّ ساعتها ….
أنني لو رأيت ما رأيت وأنا حيث كنت في موضعي من الأرض ..،
لغدوت شاعرا فحلا لا يُجارى ، ولا يُبارى …..!
أخلف الشعراء ورائي ، يجمعون ما يتساقط من زوّادتي ،
وأنا أمضي في حالة انبهار بهذا النور الذي يتلألأ في كل مكان ،
والقوافي تتصارع على بوابة فمي أيها يخرج قبل أختها …….!في لحظة التحليق تلك …
وأنا أرى ما أرى مما يهز الفؤاد طربا ،
أتذكر على الفور قول القائل :كن جميلا ترى الوجود جميلا …….!وعلى قدر ما يفرحني هذا القول ، يحزنني بشدة …حيث أقول لنفسي : وهل معنى ذلك أنني لم أكن جميلا من داخلي ،
ومن ثم لم أكن أرى كل هذا البهاء والإشراق في هذا الكون الجميل