عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 16-11-2012, 09:40 AM
الصورة الرمزية غرم الله المرشد
غرم الله المرشد غرم الله المرشد غير متواجد حالياً
 






غرم الله المرشد is on a distinguished road
افتراضي قراءة في توقيع غرم الله برقصة العرضة



عرضة بني عدوان

صوت قرع الزير يجعلك تنتقل من حالة السكون إلى حالة العرضة ، وحين تشاهد شباب بني عدوان
فإنهم يبدون لك لأول وهلة وكأنهم يؤدون العرضة في هذا المكان منذ طفولتهم .
أنهم من كل القرية والراقص ينظم الصفوف ويشعل الحماس في الأجساد والنفوس فلم أر
أحدا منهم يرقص وليس في يده بندقية أو سيف أو جنبية أو خيزرانه ، أصوات بنادق البارود
تحولت إلى دوي متصل ، ولم ينقطع منذ دخولهم ارض ساحة العرضة في قصر المعالي للاحتفالات .
إن روعة العرضة حين تشاهدهم تخال أنهم قادمون لإسعاد الحضور ورفع راية الفرح والحبور ، بعض
الشباب حين يمعن في رقصته للعرضة كمن يصر على إن تصعد معه للسماء ، تشعر بطاقة غريبة في
جسدك وليونة عجيبة في تراب الأرض ، انك ستغني وسترقص كما لم تفعله من قبل .
حين ينطلق صوت البارود فان البنادق الأخرى جاهزة لعبور الزمن والانطلاق نحو الأفق البعيد
لتعلن الفرحة بوجود العريس واخوانه وربعه وعشيرته
لا..لم تكن تلك مجرد عرضة .كانت اجتماع فرح ولقاء ، إنها عرضة حب ورقصة احتفال
وعرضة جنون وجمال .
رجال مجموعة العرّاضة في بني عدوان أجساد اشتعل فيها بارود سرّي فقررت إن تذهب بمعاني
الحياة إلى ذراها الأخير .
بعض كبار السن فاجأني وكنت احسب أنني اعرفه أكثر مما يعرف نفسه ، كان شخصا آخر يومها
..تحول الشيخ الوقور إلى شاب تتقد في عينيه مشاعر فرح فيراقص الريح ويغني ليرقص
العرضة بكل انسجام وبهاء.

صوت الفرح كلما هزه يمنة ويسرة زادت صيحات الجماهير الحاضرة وازدادت حبورا وتفاعلا
وبدا العريس صقرا يرى الغيوم ، وكدت أطير من الفرح والدهشة و الاعتزاز .
حينها ، انقطع صوتي فلم أرى مشهدا كهذا من قبل ، تمنيت لحظتها لو توقف الزمن عن الجريان ، هذه
لحظات لاتنسى ولن تتكرر

فديتووكم

المقال بتصرف من رواية معجب الزهراني رقص2010م


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس