عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 29-11-2012, 02:12 PM
الصورة الرمزية صالح الحريري
صالح الحريري صالح الحريري غير متواجد حالياً
 






صالح الحريري is on a distinguished road
افتراضي متعبٌ غيابك أبا متعب ...!

رسالة إلى مقام والدي خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله ..
-------------------------------

السلامُ عليكمْ ورحمةُ الله ...
سلاماً يملأُ فضاءَ روحكَ يكحلُ عيونَ أوقاتِكَ بالخيرِ والسعادةِ ...
تحيةً طيبةً كوردةٍ بيضاءِ أستودُعها قلبَكَ النابضَ بالطيبةِ والحبِ والعطاءِ ...
أكتبُ إليكَ رسالِتي
في تمامِ الساعةِ / الواحدةِ حباً ..
في يومٍ / فجرهُ أشرقَ شمساً من خلالِك ..
ليكونَ التاريخُ / وطناً ضمَ بداخلهِ وطناً ميلادهُ عودتُكَ لمواطنِيكَ ووطنِكَ ...
يا سيّدي ....
الحروفُ قطيعُ إفصاحٍ لذلكَ العشبِ العاطفيَّ بداخِلي ...
كربيعٍ مكتظٍ بخيراتٍ ترتوي من نبعِ طيبتِكَ وعطفكَ الأبويَّ ...
كلما حاولتُ أنْ أقطفَ منْهُ كلمةً سبقتْنِي أخرى تفصحُ بوجودِكَ في دمِي ..!
ها أنا أجمعُ طيورَ فكرِي بفضاءِ المحبةِ والوفاءِ ..
كي أنسجَ لكَ بخفقِ أجنحةِ الحبِ رسالةً مدادُها عودتُكَ ...!
فالجميعُ على ضفافِ انتظارِكَ ...
تحملُ باقاتِ البهجةِ قلوبُهُمْ ..
وأنا معَهُمْ ..
حيثُ أنتَ ..!

القلوبُ كلها باكيةٌ ..
كادَ الوجعُ أن يسلبَها النبضَ والخفقان ..
حتى العيونُ يا سيّدي شَح النظرُ في أحداقِها من شدّةِ الأسى لمرضِكَ ...!
حلَّ الحزنُ ضيفاً ثقيلاً بمجالسِ الوقتِ يحتسي قهوةَ التساؤلاتِ بليلةٍ بخلت بضوءِ الفرحِ ..!
مضتِ الأيامُ مرهقةَ الخُطى ...
كشجرة أوراقُها ذابلةٌ ..
تتحسس بأغصانها الذابلة صدر الأرض ...
لترويَ عطشَ الجذورِ القابعةِ تحتَ جثمانِ الجدبِ ..!
أينَ أنتَ ..؟
فكلُ شيءٍ هنا يوحيْ بالذبولِ ..
كفصلِ خريفٍ يعلنُ لبقيةِ الفصولِ فوضَىْ تساقطِ الأوراقِ ..!
كلُ ذلكَ وأنا أتأملُ بمحرابِ الدعاءِ وجهَكَ الباعثَ للروحِ ابتساماتِ الحياةِ ..!
يشعلُ في العتمةِ ضوءَ السعادةِ ...يمنُح أطرافَ البردِ معطفَ الدفءِ .. يزرعُ في صحراءِ الانتظارِ وردةَ فرحِ ..!
هل أخبرُكَ عن ملامحِ الخوفِ في وجهِ الوطنِ ..!؟
هل أحدّثُكَ عن حكاياتِ القلقِ المُرهِقةِ لعيونِ السهرِ ..!؟
هل أهمسُ لنفوذِكَ في مسامعِ أعماقي عن تفاصيلِ الصمتِ بحجراتِ قصرِ اليمامةِ ..!؟


يا سيّدي ...!
لن أرهقَ قلبَكَ بما كانَ قبلَ عودتِكَ ..
اسمحْ لي أنْ أصافحَ قلبَكَ بقلبٍ بللَهُ الحزنُ قبلَكَ ..
فقط أمنحنِي شرفَ الكتابةِ إليكَ .. نعمةَ القراءةِ لتفاصلِ الفرحِ بوجهِ المواطنِ والوطنِ ..!
لولا الزللُ لقلتُ بأنْ عودتَكَ عيدٌ ثالثُ حقَّ لنا الاحتفاءُ بهِ ...
فسلامتُكَ فجرٌ يبعثُ الخيرَ بمقدمِكَ ..
ابتسامتُكَ سلامٌ ...
كيمامةٍ بيضاءَ تمارسُ هديلَ الفرحِ على غصنِ السعادةِ بعودتِكَ ..
يداعبُها عطُر القصائدِ يلاطفُها صوتُ النبضِ ...!
بعودتِكَ عادتِ الروحُ ...
تملأُ أركانَ الوطنِ بنغمِ المحبةِ والوفاءِ ..!
فأنتَ للخيرِ عنوان ...
كريمٌ كغيمة مثقلة بالغيثِ والرحماتِ ...
شامخٌ كشموخِ الجبالِ على صدرِ هذهِ البسيطةِ ..
تسافرُ في أعماقِنَاْ كالدمِ وأبجدياتِ تدفقهِ بينَ الأوردةِ والشرايين ...!
ها هوَ الوطنُ بكلِ مواطنيهِ يتوافدونَ بساحاتِ الاستقبالِ كمشهدٍ يعلنُ للجميعِ سرَّ حبِكَ في قلوبِهِم ..
يرسمُ بلوحاتِ الوفاءِ أجملَ صورِ المشاهدِ لتلاحمِ القيادةِ بعضُها مع بعضٍ ...
ينحتُ بجدرانِ الذاكرةِ ميلادَ سلامتِكَ ..!
رد مع اقتباس