[شذى الريحان]

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:black;border:7px groove white;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


بسبب انثى



كُتبت قصيدة الأطلال
لشاعرها
الشهير الدكتور ابراهيم ناجي



الذي مات
ولم يسمعها بعد أن غنّتها سيّدة الغناء أم كلثوم
ولحنّها رياض السنباطي

وهي تحكي بكل صدق وألم قصة الشاعر
الذي عاشها بكل تفاصيلها.
والقِصّة هي أن الدكتور ابراهيم ناجي




أحبّ فتاة حباً عذرياً جعله يتعلّق بها
ويبني عليها أمالاً عريضة .
وكانت تبادله نفس الشعور.
عندما كانت من طالباته في الجامعة.
إلا أنها سرعان ما غدرت بعهده
وفرّطت في حبّه، عندما وجدت
من ظنّت أنه أكثر ثراء وشبابا منه.
وتلك عادة حواء كما وصفها المتنبي في قوله:


إذا غَدّرت حسناءُ وفّت بِوَعْدِها
فمن عَهْدِها أنْ لا يدوم لها عَهْدُ !




مما جعل ابراهيم ناجي
وهو الطبيب والشاعر يرى أن أماله


تبخّرت وأنّ صَرْح حبّه قد هوى فبدأ ملحمته بهذا المقطع :


[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;background-color:white;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


يَـا فُؤَادِي رَحِمَ اللّهُ الهَوَى .. كَانَ صَرْحاً مِنْ خَيَالٍ فَهَوَى
اِسْقِني واشْرَبْ عَلَى أَطْلاَلِهِ..... وارْوِ عَنِّي طَالَمَا الدَّمْعُ رَوَى
كَيْفَ ذَاكَ الحُبُّ أَمْسَى خَبَراً.. وَحَدِيْثاً مِنْ أَحَادِيْثِ الجَوَى

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]


[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;background-color:white;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
لَسْتُ أَنْسَاكِ وَقَدْ اَغْرَيْتِني .. بِفَمٍ عَذْبِ المُنَادَاةِ رَقِيْقْ
وَيَدٍ تَمْتَدُّ نَحْوي كَيَدٍ.......... مِنْ خِلاَلِ المَوْجِ مُدَّتْ لِغَرِيْقْ
وَبَرِيقاً يظمأ السَّاري لَهُ ..... أَيْنَ في عَيْنَيْكِ ذَيَّاكَ البَرِيْقْ

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]






تزوّجت بالطبع رجلا آخر . وذهبت معه ،
فانتفضت رجولة ابراهيم ناجي حيث
لا يريد أن يبقى اسيرا لفتاة لم تصن عهده ولم تحفظ ودّه ،
ولا يريد أن يبقى جريحا من طعون الغدر والخيانة ،
فقرّر أن يبحث عن حرّية نفسه
التي رأى أنها أغلى وأسمى من تلك الحبية
التي كانت عنده أغلى منها ذات يوم .


[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;background-color:white;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

أَعْطِني حُرِّيَتي اَطْلِقْ يَدَيَّ..... إِنَّني أَعْطَيْتُ مَا اسْتَبْقَيْتُ شَيَّ
آهِ مِنْ قَيْدِكَ أَدْمَى مِعْصَمي......... لِمَ اُبْقِيْهِ وَمَا أَبْقَى عَلَيَّ
مَا احْتِفَاظي بِعُهُودٍ لَمْ تَصُنْهَا.... وَإِلاَمَ الأَسْرُ وَالدُّنْيا لَدَيَّ
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]



وبعد مضي وقت طويل ،
وهو خارج من فندق على شاطئ النيل وإذا به يرى امرأة
تحمل طفلا مع زوجها ،
تنظر إليه بنظرة استوقفته وحيّرته ،
نظرة يبدو عليها الأسف والحسرة والندم ،
حيث شعرت بأنها قد فرّطت في حبٍ عذري أصيل ،
فانهمرت دموعها وبدأت تمسحها
من على خدها أمام ابراهيم ناجي .
فما كان من ابراهيم ناجي
إلاّ أن ركب سيارته وغادر مسرعا ،
وبدأ يجول في شوارع القاهرة
حيث هاجت فيه عاطفته المليئة بالأسف
والحسرة فأكمل ملحمته بمقطع
يكلّم فيه نفسه ويسلّيها به:

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;background-color:white;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


أَيُّهَا الشَّاعِرُ تَغْفو.... تَذْكُرُ العَهْدَ وَتَصْحو
وَإِذا مَا التأم جُرْحٌ....... جَدَّ بِالتِذْكَارِ جُرْح
فَتَعَلَّمْ كَيْفَ تَنْسى...وَتَعَلَّمْ كَيْفَ تَمْحو
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

ثم توجّه في آخر ملحمته الطويلة والتي لم أورد إلا مقاطعا قليلة منها هنا،
توجه بالخطاب إلى حبيبته الغادرة
ليخبرها بأنه لا ينفع الدمع ولا يجدي الأسف فقد كانت هي السبب:


[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;background-color:white;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
يَا حَبِيْبي كُلُّ شَيْءٍ بِقَضَاءْ... مَا بِأَيْدينَا خُلِقْنَا تُعَسَاءْ
رُبَّمَا تَجْمَعُنَا أَقْدَارُنَا.......... ذَاتَ يَوْمٍ بَعْدَمَا عَزَّ الِّلقَاءْ
فَإِذا أَنْكَرَ خِلٌّ خِلَّهُ ...... وَتَلاَقَيْنَا لِقَاءَ الغُرَبَاءْ
وَمَضَى كُلٌّ إِلَى غَايَتِهِ.... لاَ تَقُلْ شِئْنَا! فَإِنَّ الله شَاء[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]