السالفة وما فيها،،،
كم حزنت على ذلك الشخص 😥
الذي بدأ يروي للجالسين ( قصة من حياته )
فما إن بدأ في حديثه إلا قاطعه رجل بخبر عاجل!!
ثم واصل ذلك الشخص قصته بقوله ( السالفة وما فيها .... ).
وبعد لحظات قاطعه رجل آخر بحديث طويل؟!
حتى قمنا من المجلس،والرجل لم يكمل تلك القصة !!!◀
* عندما كنت صغيراً ، كنت أذهب مع أمي إلى مجالس النساء 🏠****فأجلس بجوارها مع عدد من النساء ، والذي أدهشني في هذا التجمع النسوي أنهن يتكلمن جميعاً في وقت واحد وكأنهن خلية نحل ، فتتعالى أصواتهن ، ويكثر حديثهن .
فجعلت انظر إليهن واتساءل :
كيف يفهمن هؤلاء النسوة بعضهن البعض وسط هذا الضجيج والإزعاج؟!
وهل هن دائماً على هذا الحال؟!◀
* لما كبرت أصبح أبي (رحمه الله) يأخذني معه إلى مجالس الرجال ، التي رأيت فيها العجب العجاب.
هدوء في المجلس، انتظام في الكلام ، إذا تكلم رجل أنصت له الجميع ، فالعيب كل العيب عندهم إن يقاطع الرجل رجلاً آخر في حديثه ، حتى أنهم ضربوا الأمثال القبيحة التي تقال في من قاطع شخصاً في حديثه ، وعُرف عن البعض أنه إذا قاطعه شخص في حديثه دون سبب فإنه لا يكمل حديثه أبدا.
وقد سمعت أن شاعرنا الكبير : أبو زرق رحمه الله كان إذا قاطعه شخص في حديثه يتوقف عن الحديث.
فلم يكن لديهم دورات في الحوار الفعال ولا دورات في تنمية الأتصال.
لكنها صفة حميدة توارثوها جيلاً عن جيل فرحم الله ذلك الجيل،،،،
وهذا منهج نبينا صلى الله عليه وسلم مع الذين يتحدث إليهم حيث ضرب لنا في موقفه مع عتبة بن ربيعة أروع الأمثال في حسن استماعه لهذا المشرك الذي يدعو إلى الشرك فرد عليه نبينا عليه الصلاة والسلام بقوله: ( أفرغت يا أبا الوليد) فتأمل في حسن استماعه وانصاته لعتبة، وحسن رده عليه.
* ومع مرور الزمان أصبحت تتغير مجالس الرجال فما نشاهده اليوم حدث ولا حرج كأنك في ( حراج ) كم من قصة تُقطع ؟ وكم من خبر لا يُكمله صاحبه ، تخرج من المجلس دون فائدة ، بل أن بعضهم فضل الصمت عن الكلام لأنه يخشى أن يبدأ في حديثه ويجد في الأخير أنه يتحدث مع نفسه،أو أنه يتحدث إلى أناس مشغولون بهواتفهم النقالة .
وتطورت تلك المجالس مع ظهور التطورات الجديدة حتى أصبحت على شكل واحد مجالس (الرجال - النساء) بما فيها (غرفة المعلمين) فالجميع فيها صامتون ،،، لماذا؟!
كل شخص قد أنضم للقروب على الواتس فتجد الجالسين يتحدثون من خلال ذلك الجهاز النقال ويتبادلون الجديد والمفيد.
فالمحروم من الحديث في المجالس في هذا الزمان هو من ليس لديه واتساب لأن جميع جلساؤه يتحدثون فيما بينهم وهو لا يجد من يتحدث إليه؟!
وأخيراً:
هل سيرجع مثل ذلك المجلس الذي كنت أذهب إليه مع أبي ؟!****أم أن مجالسنا في إنحدار؟!
هل تقوم بفائدة من مجالس اليوم؟!وماهي الطرق التي تراها مناسبة لتطوير مجالسنا؟!
(سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ )
|