ابــــــــــاطيـــــل واسمــــــار
هل صحّ قولٌ من الحاكي فنقبلهُ
أم كلُّ ذاك أباطيـــلُ وأسمــــارُ ؟؟
أمــا العقولُ فـــآلت أنّه كــــذبٌ والعقلُ غرسٌ لهُ بالصدقِ إثمارُ
أباطيل وأسمار كتاب للكاتب المصري محمود شاكر يقع في جزأين مجموعة في مجلدٍ واحد..وعبارة عن 25 فصلا مترابطة ولها غرضٌ واحد كما يقول الكاتب
هو الدفاع عن الأمة العربية والإسلامية وهتك الأستار المسدلة التي عمل من ورائها رجالُ كان همهم جميعاً : أن يحققوا للثقافة الغربية الوثنية كل الغلبة على عقولنا )
وأول ما دعا الكاتب لحمل القلم بعد عزلةٍ ارتضاها لنفسه أكثر من ثلاث عشرة سنة كما يقول خشية ألا يقوم بحق القلم عليه وبحق الناس عليه ولكي يتفرغ للقراءة والتأمل هي تسع مقالات كتبها الدكتور لويس عوض وهو أستاذ جامعي حول المعري ورسالة الغفران نشرتها صحيفة الأهرام ثم يستطرد بعد ذلك في مناحي متعددة..
ما يجعل للكتاب قيمة أدبية رفيعة ( بصرف النظر عن قيمته المعلوماتية ) هو ذلك الأسلوب البلاغي الفذ الذي يتمتع به الكاتب والمخزون اللغوي المبهر الذي يطوعه بكل سهولة وسلاسة وأناقة .وقدرته على اختيار اللفظة المناسبة والترادف العبقري لخدمة أساليب البحث والتحليل والمقارنة والاستنتاج والقدرة على تفنيد آراء الخصوم بدلائل قاطعة موثقة وبأسلوبٍ ساخر رفيع ٍ وجذاب .
فعندما استحثه أصحابه على الرد على لويس عوض قال لهم : إنه يراه دمية تتخفى في طيلسان استاذٍ جامعي بخيوط ممتدة تحركها فليس لها في ذاتها قيمةٌ تذكر وأنه لا يرى عاقلاً يؤخذ من قوله ويُرد عليه! إنه شرلتان يضحكني لا مفكرَ يحركني )
ثم قال مبررا كتابته ( لأهتك أقنعة المنخرقة على عقول الناس بالباطل المموه ولأكشف غاشية الوباء المنتشر بلا رقيب يدفع او طبيب يعالج ) وهو يتعجب من لويس عوض بقوله ( فأي جرأة على صبِ الغثاثة على الورق !! وقوله : من أي أديمٍ شقّ وجُه هذا الرجل ؟؟ وكيف انّه خرج من كونه معلماً لمن يتلقى عنه إلى أن يكون نهّازاً لغفلات السامعين والقارئين , يريد الغدر بهم وبعقولهم ليفسدها بآفةٍ من آفاته وأنّه أضّرُ بالقارئ المخدوع من الوباء المتفشي ومن الطاعون المستعر .
وكما بدأ شاكر كتابه ببيتين للمعري ختمه ببيتين آخرين :
-----
يسوسون الأمور بغير عقلٍ فينفُذُ أمــرهم ويُقال ساسه
فأُفَّ من الحيـــاةِ وأُفّ مني ومن زمنٍ رئاسته خساسه -----------م/ن