رد: مسلسل قسم الشقائق * لايفوتكم *


فتحت عيني بصعوبة وضوء شمس ساطع يغمرني ،
كان باب الشرفة مفتوحا وشهرزاد تجلس مسترخية على الشيزلونج
تشرب كوبا من العصير 
تنبهت شهرزاد فاقبلت وقالت
..... صباح الخير إيه النوم ده كله ،
إنت مش بتقول بتصحى بدري
..... أصحى !!!
مش لما أنام الأول أنا منمتش لحد الشمس ما طلعت
..... آه صحيح هو ايه اللى نيمك فجأه كده امبارح ؟
..... اصلي الظاهر كنت تعبان شوية
..... طيب ما نطلب الفطار هنا أحسن
...... لا لا الجو فى المطعم بيكون أحلى
وعلى مائدة الإفطار كانت توجد مكعبات الزبدة الصغيرة المغلفة
تناولت إثنتين منها مستغلا ذهاب شهرزاد الى البوفيه المفتوح ،
عادت شهرزادي إلى مائدة الافطار
و اخذت أحدثها عن جمال البحر فى المنطقة
وعن الرحلة البحرية التى تنطلق بعد ساعة
من القرية الى جزيرة فى وسط البحر
وذلك لمشاهدة الغروب والعودة تحت ضوء القمر
واخبرتها أنني سمعت أنهارحلة اسطوريه ويجب الا نفوتها
لم تبد شهرزاد حماسا كبيرا
قلت
الرحلة دي حنفتكرها دايما لأنها رحلة شاعريه جميله
وافقت شهرزاد على القيام بالرحلة
وإنتهينا من الافطار وقمنا للعودة إلى الشاليه
وأنا ألمح بأن الوقت ضيق ويجب أن نستعد بسرعة
بعد بضعة خطوات إلتفت إلى شهرزاد و أنا أكاد اصرخ
..... إديني مفتاح الشاليه بسرعة ... بسرعة
..... ليه ما إحنا رايحين مع بعض !!!
...... بقولك بسرعة .... بسرعة
ناولتني المفتاح مدهوشة وتركتها فاغرة فاها
واخذت أعدو بأقصى سرعة فى القرية وسط دهشة النزلاء

وصلت إلى الشاليه ففتحت الباب و أندفعت إلى الحمام بجنون
...........
كنت نائما في السرير والمغص يكاد يقطع أمعائي
عندما قالت شهرزاد
.... إيه الحكاية إحنا أكلنا مع بعض ،
ايه اللى تعب معدتك كده
.... أكيد أخذت برد فى معدتي
.... برد !!!
من إيه ؟
..... حيكون من إيه يعني ،
اكلت زبدة على الريق !
..... طيب معلش ،
عموما الدوا اللى إديتهولك حيخليك زي الحصان
..... خلاص أنا حنام شوية لأني حاسس إني هبطان
.......
....
بعد ساعتين فتحت عيني وأنا أحمد الله
أنني ما زلت على قيد الحياة ،
لم أجد شهرزاد بالشاليه.

تناولت الموبايل لأتصل بها ولكن تذكرت أنني
لم أتصل بزوجتي منذ قدومي ووجدتها فرصة للاتصال
جاء صوتها فرحا
..... اهلا يا ... .....
إنت فين عمالة اضرب عليك طول اليوم
والموبايل مقفول
...... لأ
ده المنطقة الإرسال فيها ضعيف ،
إزيك إنتي والولاد وحشتوني جدا
..... و إنت كمان مش عارفة
ليه المره دي قلقانة على طول ،
وشفتك مرتين فى الحلم تعبان أوي
...... هه
.. آه ...
ايوه ...
الحقيقة الشغل متعب تقريبا طول اليوم فى المنجم إدعيلي
..... بدعيلك على طول ، خذ طارق عايز يكلمك
جاء صوت طفلي الصغير ذو الأربع سنوات
..... إزيك يا بابا إنت مش تيجي ليه
..... حاضر يا طروقه يومين وآجي وحجيب حاجة حلوة
كلمت ابني الأكبر و إبنتي و أحسست أنني مشتاق جدا لهم جميعا

أنهيت المكالمة و أنا أستشعر رعشة داخلية ،
كلماتهم تفيض بالصدق و أنا أكذب عليهم تماما ،
ماذا سيحدث لو علموا جميعا أنني أحدثهم من سرير زوجة جديدة
يا للمصيبة سافقد إحترامي تماما لديهم ،
سأوصم بأنني كاذب ولن يغفروا لي أبدا
ضاق صدري لتلك الافكار
وحاولت أن أطردها من عقلي فأتصلت بشهرزاد على الموبايل
.... أهلا يا ... .
... ها عامل إيه دلوقتي؟
.... كويس إنتي فين
.....أنا فى البرجولا عارفها اللى قدام البحر
على اللسان تعالى أقعد معايا دي حلوة اوي

.... طيب انا جاي
توضأت وصليت الظهر
وغيرت ملابسي وخرجت ووجهتي البرجولا
وصلت البرجولا فوجدتها قهوة على الطراز الشعبي
وجاءنى صوت شهرزاد مناديا من خلفي
..... أنا هنا
إلتفت لأجد مشهدا مروعا كاد أن يجمد الدم فى عروقي

كانت شهرزاد جالسة على أريكة من الخوص وبين يديها خرطوم الشيشة !!!!!
لبثت متسمرا من الذهول للحظات قبل أن اسرع ناحيتها
و أنا أحس أن الكل يتفرجون علي وقلت لها
..... إيه اللي إنتي عاملاه ده يا ست إنتي
..... ست إنتي !!!! مالك بتتكلم كده ليه
..... إرمي الهبابة دي من إيدك
..... هبابة !!!!
لو سمحت إتكلم كويس
..... إسمعي أنا مش حناقشك هنا
...... إلتفت و أشرت لأحد العاملين لأحضار الشيك ووقعته
وطلبت منها الذهاب للشاليه فقامت ووجها يكاد ينفجر بالغضب

ما أن دخلنا الشاليه حتى صاحت بصوت ذكرني بالايام الخوالي
.... ممكن أفهم ايه التصرف ده ،
إنت فاكر نفسك إيه
..... أنا جوزك يا ست هانم ،
جوزك اللى سايباه نايم وقاعدة تشربي شيشة ،
فى ست محترمة تشرب شيشة
.... أنا محترمة غصبن عنك ،
و أنا ست عاقلة وعارفة أتصرف إزاي ومش مستنياك تعلمني الصح من الغلط
.... يعني تشربي شيشة وقدام الناس وتقوليلي صح
..... آآه إظهر على حقيقتك ،
يعني إنت يهمك الناس ،
يعني لو بعمل الغلط من وراك حتنبسط المهم انك ما تعرفش

.... اسمعي حاسبي على كلامك واعرفي بتقولي ايه
..... انتم كده يا رجاله عايزين ست تامروا وتنهوا فيها ،

لا يا حبيبي كنت اتجوز شغالة
( قطع الله السنتكن أيتها الزوجات !!!
هو مفيش راجل يكلم مراته الا لما تقوله روح إتجوز شغالة ،

انا نفسي اعرف اللي متجوزين شغالات بيتقالهم إيه )
.... إسمعي أنا لا يمكن أقبل مراتي تشرب شيشة ،
أنا نفسي مش بدخن ،
تقومي إنتي تشربي شيشه !!!!!!!
.... آآآآآآآآه قول كده ،
إنت فاكر إنك عايش فى الحرملك ،
و إنك متجوز الست أمينه ولا إيه،
أنا ست حره و مش إنت
اللى يعرفني أعمل إيه ،
دي حريتي الشخصية
..... حريتك الشخصية !!!!
وايه حدود حرية سعادتك إن شاء الله
..... هي نفس حدود حريتك بالضبط ،
انا ممكن اعمل اي حاجة زيك بالضبط
..... اسمعي.....
من الآخر كده ....
مفيش حاجة زي دي تحصل تاني
ولو حصلت مش حيحصلك طيب
..... نعععععععم
ما تضربني كمان ،
طيب إيه رأيك إني حعمل اللي أنا عايزاه
..... إسمعي ما تخربيش على نفسك
انا خلاص مش شايف قدامي
..... لأ خوفتني حترمي تحت رجليك أهوه
و اقولك أوعى تقولها
لا يا شاطر قديمة
أنا اللي حقولهالك ،
أنا شارطة فى العقد وفاهمة الشرع كويس
أنا بطلق نفسي منك من اللحظة دي ،
يلا أخرج من الشاليه لحد ما ألم هدومي ،
انت راجل غريب ما يتقفلش علينا باب
وقفت مذهولا وانا أحس ان راسي يكاد ينفجر
بينما توجهت شهزاد
( عفوا فتكات )

هههههههههه
لتفتح الباب وتشير لي بأصبعها لأخرج

خرجت من الشاليه وتوجهت إلى الشاطئ لأخلو إلى نفسي قليلا ،
لابد من إعادة تقييم للموقف ،
إن التهاون فى بداية الحياة الزوجية أمر جد خطير .
الزوجات عادة ما يطلقن بالونات الإختبار فى بداية الزواج
لتحديد إستيراتجة التعامل ،
مع كل تنازل من الزوج تضغط الزوجة للحصول على تنازلات جديدة
لينتهي الأمر بالزوج إلى أن يصبح قيمة مهملة فى بيته
حتى لا يكاد يلاحظ وجوده أحد.
الحقيقة أن الزوجات يغيرن اسالبيهن
بصورة اسرع مما يغير فيروس الإنفلونزا تركيبته الجينية ،
ولهذا فشلت كل الطرق فى القضاء على كل منهما
( الانفلونزا والزوجات )
أخذت أسترجع الطريقة التى إتبعتها زوجتي فى بداية الزواج للسيطرة على الأمور
وقد كنت فى تلك المرحلة ساذجا ليس لي بالحياة
خبرة تحميني من ألاعيب الزوجات .
إستغلت زوجتي حبي الجارف لها أسوء الإستغلال
فقد أخذت تحدثني عن حاجة الأنثى دوما لأن تحس أن رجلها يخاف عليها
ويعتبرها جوهرته المكنونة و إنها إذا أحست
بغير ذلك فقدت روحها و أصيب قلبها فى مقتل !!!!
صدقت هذا الكلام -
الذي أكتشفت متأخرا أن زوجتي حفظته
من تلك المجلات والكتب التافهة التى تلقن الفتيات هذه السموم –
فبذلت كل الجهد لإظهار خوفى عليها بإعتبارها جوهرة مكنونة .
وأتذكر عندما عدت يوما فوجدت إصبعها الصغير ملفوفا بالشاش !!!
فصرخت هلعا وفرقا وأنا أسألها مرتعشا عما أصابها
فقالت
..... المكواة لسعت صباعي
أصلي مش متعودة أكوي خالص
عندها وقعت فى خطا تاريخى لازلت أدفع ثمنه حتى اليوم عندما
قلت

..... وتكوي ليه ؟
أنا أصلي بعرف أكوي كويس
والحياة تعاون والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
كان فى حاجة أهله ،
أنا اللي حكوي لبسي ولبسك .
وحتى يومنا هذا لم استطع التحلل من هذا الوعد
وقد اضيف الى ملابسنا ملابس ثلاثة أطفال
لن أنسى رد فعلها ( المدروس )
فقد طفرت عينيها بالدموع وهي تقول
.... فعلا معاك بحس بالأمان
و............ الباقي معروف
وعندما خرجت الممرضة وهي تطلب الحلاوة
بمناسبة أن التحليل موجب كان خطائي التاريخي
السابع عشر عندما صرخت –
متأثرا بتلك الأفلام العبيطة
..... إنتي ما تعمليش حاجة
أبدا إنتى ترتاحي وبس
كلفني هذا الخطأ كثيرا جدا
فقد كانت فترة تمرين رائعة لي

على مختلف أنواع أعمال البيت وتدريب لزوجتي
على أساليب الأمر والنهي فى التعامل معي
أفقت من تلك الذكريات على واقعي الجديد فشهرزاد
لها إستراتيجية مختلفة عن إستراتيجية الأفاعي الناعمة ،
فهى تنتهج إستراتيجية التصادم القوي منذ البداية 
فلو تهاونت وأنكسرت شوكتي فسيصبح هذا
تسليما كاملا لزمام العلاقة بيننا إليها
تفعل به ما تشاء
إذا لامجال للنعومة والنقاش والإقناع لسبب بسيط وهو أن التصعيد مقصود
من جانبها وهي تختبر صلابتي وقوة تحملي ولن تصغي السمع لأي حوار
إذا لأريها قوة شكيمتي منذ الأن
فلا مجال للتراجع أو الاستسلام
( مع خالص الشكر للكابتن فان دام )
عدت إلى الشاليه وحاولت الدخول
فوجدت الباب مغلقا من الداخل ،
ضربت الباب بقدمي مرتين بعنف وأنا اصيح
..... إفتحي الباب وبسرعة
بدل ما الناس تسمعنا
بعد لحظات فتحت شهرزاد الباب و أعطتني ظهرها ،
أقفلت الباب خلفي فاستدارت وهي تصيح
..... أنا مش قلتلك إنه ما يتقفلش علينا باب
نظرت إليها نظرة مقصودة يتطاير منها الشرر
وأنا صامت وابذل كل جهدي أن اظهر قدرا هائلا
من تعبيرات الغضب
قالت بصوت فقد الكثير من حدته
.... إنت بتبصلي كده ليه 
لم أرد وظللت أصليها بتلك النظرات فقالت بصوت خفيض
.... مش بتتكلم ليه
هنا فلت بصوت حرصت ان يكون هادئا ولكن به قدرا هائلا من التصميم
إسمعي أنا لا أكرر كلمة مرتين
ما حدث اليوم لن يتكرر ثانية ،
ما أطلبه ستنفذيه وبالحرف الواحد 
أنا من سيقود حياتنا الزوجية ولن أقبل اي شئ غير هذا 
..... بس انا مش موافقة وحعمل اللي في دماغي
.... وأنا ممكن أكسر دماغك ودماغ اي حد
صمتت ذاهلة قليلا قبل ان يحدث تحول عجيب ،
فوجئت بها تقول بصوت مبحوح كله سعادة
... تكسر دماغي.......
تعرف إنى كان نفسي أتجوز حد يكسر دماغي ،
كان نفسي فى راجل له شخصية
مش واحد مهزوز ومش فارق معاه أنا بعمل إيه ،
تصدق أنا اتنرفزت فى الأول بس بقيت طايرة من الفرحة إنك بتغير عليه
..... يعني فهمتي إن ده خوف عليكي
.... أيوه فاهمة ، أنا أصلي متعقده من جوزي الأولاني ،
عمره ما حسسني إني ست ممكن يتخاف عليها ،
كان بيعاملني كأني واحد صاحبوو
قاعد معاه كان نفسي في مره
يزعق فيا ويحسسني إني مراته
مش مجرد واحدة مش فارقه معاه فى أي حاجة

..... ده راجل خيخة
و أنا مش ممكن أكون زيو
..... لا إنت راجل وسيد الرجالة ،
كل الستات بتحب الراجل اللي ممكن يكسر دماغها ،
...... معقول
....... أيوه معقول ،
إحنا الستات نموت فى الراجل اللي يكسر دماغنا
مضى اليوم فى سعادة وهدوء ،
ما أجمل الزوجة المروضة ،
عندما يتسلم الرجل القيادة تستقيم الأمور وترفرف السعادة على الحياة الزوجية .
هكذا كنت أحدث نفسي وأنا جالس
أراقب قرص الشمس الشاحب يغوص فى زرقة البحر الفاتنة ،
عندما داعب أنفي عطر شهرزاد المقترب
وسمعت صوتها وهى تأخذ مجلسها إلى جوارى
..... سرحان في إيه
لا أدري لماذا إنقبضت أمعائى للسؤال فمن خبراتى –
و التى لا تختلف عن خبرات جميع الأزواج بالطبع –
فإن هذا النوع من الأسئلة يكون ذا غرض خبيث
يحاول تأكيد نوع من الشكوك أشد خبثا ،
فالزوجات يعتقدن أن الزوج ينبغي الا يفكر بأي شي فى الحياة
و أن يتفرغ تماما لمطالعة وجه زوجته الحبيبة
أناء الليل و أطراف النهار
فلا يتحول بصره عنها قيد أنملة
و إلا لأصبح هذا نذير وجود أخرى بحياته
مرت هذه الأفكار بسرعة البرق بذهني قبل ان أجيب إجابة محسوبة قائلا
.... حفكر فى إيه غير السعادة اللى أنا فيها
.... بجد ؟
.... طبعا بجد وجد الجد كمان
... يعني معقول ما فكرتش
في مراتك القديمة من يوم ما جينا
إنها لحظة أخرى تحتاج حسما ووضوحا ،
تنحنحت وقلت
.... أكيد إفتكرت اسرتي طبعا ،
يعني مش معقول أنساهم خالص
وإلا أكون معنديش أصل
..... يا سلام يعني حتى فى شهر العسل تفكر فيها 
بقولك إيه أنا محبش أكذب على مراتي أبدا
( ما أكبر هذه الكذبة )..
ثم إنك عارفة إني متجوز
.... آه عارفة بس كنت فاكرة إنك مشغول بيا عن الدنيا بحالها
قلت لأحول مجرى الحديث
.... طيب بقولك إيه ما تيجي نروح نقعد على الكورنيش شوية
يتبع

يومين غياب وبعدها الحلقة الاخيرة  
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التعديل الأخير تم بواسطة شذى الريحان ; 19-01-2013 الساعة 04:41 AM.
|