[القرناس]

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
على كل شيطان رجيم

عنونت موضوعي بالبرود العاطفي وخصصته بالعلاقات العدوانية حتى لايتم نقله وليست هذه انانية ولكن لثقتي بأن زوار هذا المجلس ينافسون في تواجدهم واطروحاتهم اقسام كثر

نرجع لموضوعنا
مع تدافع وتوع وسائل التواصل التي اتيحت للجميع دون استثناء صغير واكبير مرأة او رجل نجد ان تلك الوسائل لم تأصل التواصل الحميمي بين الأقارب والأصدقاء مع علمنا بأنها كان بالأمكان ان تكون وسيلة سهلت لذلك الا اننا وجدنا منها مؤججة للتنافر والتباعد وتصيد الأخطاء والتنافس الممقوت فنجد ان في كل ركن غرفة شاشة تلفاز ليروق لكل فرد من الأسرة ليتابع ماشاء دون رقيب لاذاتي ولا موجه اسري وبالرغم من انها تعكس صورة ثراء اقتصادي ونحمد الله على ذلك الا انها نقمة فككت الأسر فاصبحت المكونات الشخصية مختلفة بين افراد الأسرة بحسب ما يتلقاه المزاج فيصبغ لونه فتنوع الفكر والمأكل والملبس فتجد كل فرد من افرادها وكأنه من قارة اخرى لا تربطه بتلك الاسرة رابط الا الأسم فقط

ولا نغفل التقنية المحمولة وما اتاحته من تواصل نجد انفسنا نتواصل مع اشخاص كثر افتراضيين نتخاطب معهم عبر تصورات شخصية من خلال عبارات وحروف وجمل وصور رمزية خيالية فنرتبط معهم ذهنية وتخلق تلك العبارات ارتباط عاطفي بينما من نجالسهم ومن تربطنا بهم صلة الدم او النسب او الجيرة بعيدين كل البعد عن عواطفنا

لا اعلم هل هذا الفتور مؤقت ام جعل لنا فرصة لمحاولة بعثرة المفاهيم وتغيير اهادفها وتناسينا انها من اصل الدين الذي يحثنا على التواصل والتراحم والتواد فيما بيننا
ما اعرض ابتساماتنا للغير وما اسرع اختلاقنا للأزمات مع من قرب

طرح مترامي الأطراف لملمته تحتاج الى وقت طويل وتمعن وتدقيق
تجدنا لانعلم عن قريب او صديق عن حاله وما الم به الابعد ايام فنلتمس لأنفسنا العذر بمبررات واهية مخجلة وماهي الا لهث وراء ملذات الدنيا وزيفها وتواصل افتراضي مزيف ايضاً مع اناس لانعلمهم ولا نعلم مواقعهم ونسينا منهم الأحق بذلك
فأنا احد الواقعين في هذا الخطاء ولا ابريء نفسي من سوء استخدامي لهذه النعمة التي كان بالأمكان ان تزيد من التواصل الحميمي مع الأقارب والاصدقاء وتسهل علينا ماكان لمن قبلنا يتلذذ في مشقة السفر ويعاني ليصل قريب مريض او يشارك ترح او فرح سواءً بصوته المعنوي او حرفه المعبر او وجوده الملموس ليبهج ( نحتاج الى العودة لمنهاج سابقينا)

فلكم جميعاً
ارفع عقالي تحية وتقدير