[الفقير الي ربه]

خواطر ... عابرهـ

رب عامل بسيط يتوسد حجرا، يفترش الأرض ويلتحف السماء فوق الجبال ، يغط في نوم عميق ، يتمنى حاله ملك يتوسد ريش النعام ويفترش الحرير داخل قصر منيف .
أودع الله في الإنسان مهما كان سنه ودرجة علمه ووعيه وإدراكه ميزانا للحق والباطل والخطأ والصواب ، يميز فعله ويحكم على خطأه بعد أن يختلي بذاته ويخلد الى نفسه .

تبا لحاكم يحول مستشفيات وطنه إلى مجازر لمعارضيه وأحرار شعبه الشرفاء .
كان قديما يضرب المثل بخسة وباطنية من يقتل القتيل ويسير في جنازته ، وأما اليوم فإن المجرم يقتل القتيل ثم يقتل من يشيعه ومن يسير في جنازته ومن يدفنه ومن يعزيه .

كثيرون هم القتلة والمجرمون ، لكن المصيبة عندما يكون القاتل للمواطن هو من يدعي حمايته والحفاظ على أمنه وسلامته .
هل نصدق أن الطغاة الذين يقمعون أحرار شعوبهم لا يميزون بين الخطأ والصواب ، ونحن نرى البهائم والسوائم تميز ذلك عندما تسرق قطة قطعة لحم من صاحبها ثم تتوارى عن الأنظار وتهرب بعيدا لتأكلها وهي تشعر بالذنب في حق مالكها !

الأخطاء ثلاثة :
- خطأ نقع به دون أن ندري فنتعلم منه .
- وخطأ نفعله لنعلم غيرنا الصواب ! .
- وخطأ تأخذنا العزة بالإثم فيه ، فلا يصحح ولا يصوب ! .
ما أكثر مناقب جيراننا بعد أن يموتوا ، وما أزعجهم لنا عندما كانوا أحياء بيننا !

الإبتسامة هدية لطيفة يمكنك تقديمها للجميع بدون رأسمال .
الفشل ليس نهاية الدنيا ، بل الفشل الحقيقي هو الإستسلام وعدم المحاولة والنهوض مرة ثانية .

قوة حقيقية تصنع سلاما عادلا مع عدو غاشم ، خير من قوة غاشمة تفجر حربا ضروسا ضده .
الأوسمة والنياشين إما للتنافس بين الناشطين والمخلصين أو لإسترضاء الفارغين والمنافقين ، إلا أن الواثق من نفسه لا يأبه لهذا الأمر من قليل أو كثير .

المكافأة الحقيقة للقائد ليست حفلا بهيجا يقلد فيه وساما براقا أمام الملايين ، بل هو تلك الثمرة الطيبة التي يقطفها ويقدمها ليستفيد منها جميع أفراد وطنه ... سواء حمدوه أم ذموه .
إذا كنت تسعى وتجد للنجاح لترتاح بعد ذلك فأنت جد واهم ، لأنك تحتاج إلى جد ونشاط أكثر بعد كل نجاح لتحافظ عليه .

أسوأ الرجال المزيفين هم الذين يعملون في صناعة التزييف ( للمال والرجال والأوطان والتاريخ ) بعد أن كانوا من منتجاتها الآثمة .
الميزان الحقيقي والتفاضل بين الرجال في ميزان الله ، عندما يجرد الرجل من ماله وثيابه وعزوته وأطيانه ... وكل ما يتعلق بدنياه ... عندما ينزل إالى قبره ولم يبق له من رصيد غير عمله الصالح الذي يرافقه .

أسوأ الزعماء : هم الذين يفرضون على شعوبهم تقديسهم ، وهم يعلمون في قرارة أنفسهم أنهم سيئون ... فاسدون ... خبيثون ... منافقون .... ومزيفون .
يقول البعض الناس ليس كلهم ملائكة ... ولكنهم ليسوا أيضا شياطين .
ويقول آخرون : الناس ليس كلهم شياطين ولكنهم ليسوا أيضا ملائكة .
هل تظن أن المعنى واحد بين العبارتين ؟
لا ... هناك فرق كبير وشاسع بين نظرة الأول للناس وتقييمه لهم ... وبين الآخر .

وراء كل مغرور عقدة نقص كامنة في أعماق نفسه .
لا تنهر قطيع الكلاب ، ما لم تجلس على كوم من الحجاره !!
-----------
للفايدة