عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-2013, 11:56 AM   #357
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

القاضي الزرعي


مولده :
القاضي برهانُ الدين إبراهيم بن أحمد بن هلال الزرعي الحنبلي ، ناب في الحكم لقاضي القضاة علاء الدين بن المنجا الحنبلي بدمشق . وولد سنة ثمانٍ وثمانين وست مائة .
آراء العلماء فيه :
قال عنه صلاح الدين الصفدي في أعيان العصر: لم يحصد الموت من زرعٍ له نظيراً ، ولا اجتلى الناس من حوران مثله قمراً منيراً ، أتقن الفروع ، وبهر فيها من الشروع ، وجوّد أصول الفقه وشغل فيها الناس ، وأوضح لهم فيه ما حصل من الإلباس ، وبرع في النحو وظهر ، ومارس غوامضه ومهر ، وقرأ الفرائض ، وأتى فيها وحده بما لم يأتِ به ألف رائض ، اشتغل في الحساب ، وغني بذهنه الوقاد عن الاكتساب، وكتب المنسوب الفائق ، وسلك فيه أحسن الطرائق ، وكان الناس يأتون إليه بالمجلدات ليكتب عليها أسماءها ، ويُزينَ بكواكب حروفه سماءها ، رغبةً في حسنِ خطه ليقوم مقامَ الفواتح المذهبة ، والأعمال التي هي لأهل الصنائع متعبة . ولقد كان قادراً على حكاية الخطوط المنسوبة ، والطرائق التي هي عند أرباب هذا الفن محسوبة ، فكم قد كمّل من مجلد انخرم ، وأخمد من نار صاحبه الضرم ، فإذا رآه العارف لم يُنكر شيئاً من أمره ، ولا علم فاسده ولو بحث فيه مدة عمره ، و المكاتيبُ الشرعية إلى الآن تشهد له بحسن العلائم ، وتمد لعيونِ الكتاب منها موائد وتعمل لهم فيها ولائم .
وكان حسن الشكل والعمة ، وافر العقل عالي الهمة ، ندب في أيام الصاحب شمس الدين غبريال لنظر بيت المال ، فأتبى وفكر في العقبى والمال ، وكان بصيراً بالفتوى ، جيد الأحكام لا يقع منها في بلوى ، يتوقد ذهنه من الذكاء والفطنة ، ويدرك الغوامض التي مضى الأوائل وفي قلوبهم منها أحنة ، وكان يميل إلى التسري بالأتراك ، ويقع معهن في الحبائل و الإشراك ، فكنت أراه جمعةً في سوق الجواري ، وجمعة في سوق الكتب ليجمع بذلك بني الدر و الدراري . وتعلم اللغة التركية من جواريه ، وتكلم بها فقل من يؤاخذه فيها لما يجاريه . هذا مع براعة في عبارته ، و فصاحة في كلامه ، وبلاغة في إشارته .
أخذ الأصول عن العلامة كمال الدين بن الزملكاني ، قاضي القضاة ، وجلال الدين القزويني لما كان خطيباً ، وغصن برهان الدين المذكور من الشباب رطيباً . ورأيته يحضر دروس العلامة ابن تيمية كثيراً ، ويأخذ من فوائده ما شادَ به مجداً أثيلاً أثيراً ، يجلس منصتاً لا يتكلف لبحث ولا يتكلم ، ويرى أنه يتعلقُ بأهدافه ويتعلم ، إلى أن قضى نحبه وسكن تُربه ، ولقي ربه ، رحمه الله تعالى .
وكان قد درس في الوقف الجديد الذي أوقفه الأمير سيف الدين بكتمر والي الولاة بمدرسة الشيخ أبي عمر بالصالحية ، وكان درساً حافلاً حضره الأعيان في خامس عشري شوال سنة تسع عشرة وسبع مئة ، ودرس بالحنبليّة داخل باب الفراديس عاشر ذي القعدة سنة ست وعشرين وسبع مئة ، وحضره القضاة والفضلاء ، وأولي نيابة الحكم في مستهل جُمادى الأولى سنة سبع وعشرين وسبع مئة ، وأعاد بالمدرسة الصدرية و بالجوزية والمسمارية .
وقال عنه ابن تغري برديفي المنهل الصافي : كان إماما فقيها ، بصيرا بالفتوى ، جيد الإمكان ، أتقن فروع مذهبه وأصول الفقه والنحو والفرائض والحساب ، وكان يكتب الخط المنسوب المليح إلى الغاية ، وكان له قدرة على مناسبات الخطوط وحكاياتها ، ويحملون الناس الكتب إليه ليكتب أسماءها لحسن خطه ، وناب في الحكم عن القاضي علاء الدين بن المنجا الحنبلي ، وولي عدة تداريس ووظائف إلى أن توفي في نصف شهر رجب سنة إحدى وأربعين وسبعمائة ، ومولده سنة ثمان وثمانين وستمائة . رحمه الله تعالى
وفاته :
وكانت وفاته في نصف شهر رجب الفرد يوم الجمعة سنة إحدى وأربعين وسبع مئة .
------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس