الليث بن سعد
نسب الليث بن سعد وقبيلته
هو أبو الحارث الليث بن سعد بن عبد الرحمن ، إمام أهل مصر في الفقه والحديث ، وكان ثقةً سريًّا سخيًّا . وقد وُلِد في قَلْقَشَنْدَة - وهي إحدى قرى محافظة القليوبية بمصر - سنةَ 94هـ/ 713م.
طفولة الليث بن سعد وتربيته :
نشأ الليث بن سعد طالبًا للعلم، حريصًا على أن يتلقاه من الشيوخ و العلماء ؛ فطاف البلاد كثيرًا لأجل هذا الأمر .
ملامح من شخصية الليث بن سعد
فقه الليث بن سعد وعلمه :
لقد شهد الكثير من كبار العلماء والفقهاء للإمام الليث بن سعد (رحمه الله) بنبوغه وكثرة علمه وفقهه ؛ فقال الشافعي (رحمه الله) : " الليث بن سعد أفقه من مالك ، إلا أن أصحابه لم يقوموا به " . وقال الفضل بن زياد : " قال أحمد : ليث كثير العلم ، صحيح الحديث " .
كرمه الليث بن سعد وسخاؤه :
من أبرز الصفات التي تظهر لنا في هذه الشخصية العظيمة صفة الكرم والسخاء ، فمع كثرة علمه وفقهه وورعه كان الليث بن سعد (رحمه الله) كريمًا معطاءً ، حتى عُرف بهذه الصفة وصارت من سجاياه التي لا تنفك عنه بحال من الأحوال .
قال الصفدي: " وكان - أي الليث - من الكرماء الأجواد . ويقال : إن دخله كان كل سنة خمسة آلاف دينار، وكان يفرقها في الصلات وغيرها " . وقال منصور بن عمار: " أتيت الليث فأعطاني ألف دينار، وقال : صن بهذه الحكمة التي آتاك الله تعالى". وجاءت امرأة إلى الليث فقالت : يا أبا الحارث ، إن ابنًا لي عليلٌ ، واشتهى عسلاً . فقال : " يا غلام ، أعطها مِرْطًا من عسل " . والمرط : عشرون ومائة رطل .
شيوخ الليث بن سعد :
أسند الليث عن خلق كثير من التابعين كعطاء ، ونافع ، وأبي الزبير، والزهري . وقيل : إنه أدرك نيِّفًا وخمسين تابعيًّا .
تلاميذ الليث بن سعد :
روى عنه خلق كثير، منهم ابن عجلان شيخه، وابن لهيعة ، وهشيم ، وابن وهب ، وابن المبارك ، و عطاف بن خالد ، وأشهب ، و القعنبي ، و حجين بن المثنى ، وسعيد بن أبي مريم ، وآدم بن أبي إياس ، وأحمد بن يونس ، وشعيب بن الليث ولده ، ويحيى بن بكير، وعبد الله بن عبد الحكم ، ومنصور بن سلمة ، ويونس بن محمد ، وأبو النضر هاشم بن القاسم ، ويحيى بن يحيى الليثي ، وعمرو بن خالد ، وعبد الله بن يوسف التنيسي .
بعض مؤلفات الليث بن سعد
كتاب التاريخ، وكتاب المسائل في الفقه :
ما قيل عن الليث بن سعد
قال أبو حاتم : " هو أحب إليَّ من مُفَضَّل بن فَضالة " . وقال أبو داود : " حدثني محمد بن الحسين، سمعت أحمد يقول : الليث ثقة ، ولكن في أخذه سهولة " . وقال سعيد الآدم : " قال العلاء بن كثير : الليث بن سعد سيدنا وإمامنا وعالمنا " .
وقال ابن سعد : " كان الليث قد استقل بالفتوى في زمانه " . و قال ابن تغري بردي : " كان كبير الديار المصرية ورئيسها وأمير من بها في عصره ، بحيث أن القاضي والنائب من تحت أمره ومشورته " .
وفاة الليث بن سعد :
كانت وفاته (رحمه الله) يوم الجمعة 15 من شهر شعبان 175هـ/ 16 من ديسمبر 791م . قال خالد بن عبد السلام الصدفي : " شهدت جنازة الليث بن سعد مع والدي ، فما رأيت جنازة قَطُّ أعظم منها ، رأيت الناس كلهم عليهم الحزن ، وهم يعزِّي بعضهم بعضًا ، ويبكون ؛ فقلت : يا أبتِ ، كأنَّ كل واحد من الناس صاحب هذه الجنازة . فقال : يا بُنيَّ ، لا ترى مثله أبدًا " .
المراجع
- صفة الصفوة ، ابن الجوزي .
- سير أعلام النبلاء ، الذهبي .
- وفيات الأعيان ، ابن خَلِّكَان .
- الوافي بالوفيات ، الصفدي .
- الأعلام ، الزركلي .
- هدية العارفين ، الباباني .