عرض مشاركة واحدة
قديم 08-02-2013, 02:51 PM   #417
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

ب_ إعجاب الرسول بشعرها وتصحيحه لرأي عدي:.
وكان الرسول  يعجبه شعرها وينشدها بقوله لها: ((هيهياخناس يوميء بيده)). أتى عدي عند رسول الله  فقال له:- يا رسول الله إن فينا أشعـر الناس، وأسخى الناس وأفرس الناس. فقال له النبي  : سمِّهم فقال: فأما عن أشعر الناس فهو امرؤ القيس بن حجر، وأسخى الناس فهو حاتم بن عدي(أباه) ، وأما عن أفرس الناس فهو عمرو بن معد يكرب. فقال له الرسول :- (( ليس كما قلت يا عدي، أما أشعر الناس فالخنساء بنت عمرو، وأما أسخى الناس فمحمد يعني نفسه  وأما أفرس الناس فعلي بن أبي طالب )) رضي الله عنه وأرضاه.
5- بعض أشعارها في الرثاء:.
تعكس أبيات الخنساء عن حزنها الأليم على أخويها وبالأخص على أخيها صخر، فقد ذكرته في أكثر أشعارها. وقد اقتطفت بعض من أشعارها التي تتعلق بالدموع والحزن، فهي في هذه القصائد تجبر عينيها على البكاء وعلى ذر ف الدموع لأخيها صخر، وكأنها تجبرهما على فعل ذلك رغما عنهما، وفي متناول أيدينا هذه القصائد ..
ألا يا عين فانهمري بغدر(5)وفيضي فيضة من غير نــــزري
ولا تعدي عزاء بعد صخــر فقد غلب العزاء(6) وعيل(7) صبري
لمرزئة (8) كأن الجوف منهـا بعيد النـوم يشعــر (9) حـر جمـر
1-من الحلم والإناه والعقل ضد الطيش. 2- من هامه أي الجثة. 3- القبور.
4- الليل والنهار. 5-من غدير القطعة من الماء يغادرها السيل 6- الصبر.
7-غلب. 8-المصيبة 9-يلصق ويلزم .
في هذه الأبيات نرى أن الخنساء دائمة البكاء والحزن والألم على أخيها ولم تعد تقوى على الصبر ، ودموعها لا تجف ، فهي - دائما - منهمرة بغزارة كالمطر ، وعزاؤها لأخيها صخر مستمر.
من حس(1) لي الأخوين كالغصنين أو من راهما
أخوين كالصقرين لم ير ناظر شرواهمـا(2)
قرميــن لا يتظالمان ولا يرام حماهـا
أبكي على أخـوي والقبــر الذي واراهما
لا مثل كهلي في الكهول ولا فتى كفتاهما
وهنا يظهر في أبياتها المدح والثناء لأخويها صخر ومعاوية وذكر مآثرهما، والبكاء عليهما ، وعلى القبر الذي واراهما .
ومن شعرها أيضا:.
يذكرني طلوع الشمس صخراً وأذكره لكل غروب شـمس
ولولا كثرة الباكيـن حولي على إخوانـهم لقتـلت نفسـي
وما يبكون على أخي، ولكن أعـزي(3) النفس عنه بالتـأسي(4)
فلا، والله، لا أنساك حتى أفـارق مهجتي ويشـص رمسي
فيا لهفي عليه، ولهف نفسي أيصبح في الضريح وفيه يمسي

1- أدرك . 2- مثلهما .
3- أصبر وأسلي. 4- التصبر .
وفي الأبيات السابقة ، وصفت الخنساء أخاها صخر بصفتين جميلتين ؛ أولاها : طلوع الشمس ، وفيه دلالة على الشجاعة ، وثانيهما : وغروب الشمس ، وفيه دلالة على الكرم ، وأيضا تبكيه وتعزي نفسها بالتأسي عليه، وأكدت بالقسم ( فلا والله) على أنها لن تنساه أبداً. وفي يوم من الأيام طلب من الخنساء أن تصف أخويها معاوية وصخر، فقالت: أن صخرا كان الزمان الأغبر، وذعاف الخميس الأحمر. وكان معاوية القائل الفاعل. فقيل لها: أي منهما كان أسنى وأفخر ؟ فأجابتهم : بأن صخر حر الشتاء ، ومعاوية برد الهواء. قيل: أيهما أوجع وأفجع؟ فقالت: أما صخر فجمر الكبد ، وأما معاوية فسقام الجسد. ثم قالت:
أسدان محمرا المخالب نجـدة بحران في الزمن الغضوب الأنمر(1)
قمران في النادي رفيعا محـتد في المجـد فرعـا سؤدد مخـير
وعندما كانت وقعة بدر قتل عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة، فكانت هند بنت عتبة ترثيهم، وتقول بأنها أعظم العرب مصيبة. وأمرت بأن تقارن مصيبتها بمصيبة الخنساء في سوق عكاظ ، وعندما أتى ذلك اليوم، سألتها الخنساء : من أنت يا أختاه؟ فأجابتها : أنا هند بنت عتبة أعظم العرب مصيبة، وقد بلغني أنك تعاظمين العرب بمصيبتك فبم تعاظمينهم أنت؟ فقالت: بأبي عمرو الشريد ، أخي صخر ومعاوية . فبم أنت تعاظمينهم؟ قالت الخنساء: أوهم سواء عندك؟ ثم أنشدت هند بنت عتبة تقول:
1- الشبيه بالنمر.
أبكي عميد الأبطحين(1) كليهما ومانعها من كل بــاغ يريدهـا
أبي عتبة الخيرات ويحك فاعلمي وشيبة والحامي الذمار وليدهــا
أولئك آل المجد من آل غـالب وفي العز منها حين ينمي عديدها
فقالت الخنساء:
أبكي أبي عمراً بعــين غزيـرة قليل إذا نـام الخلـي هجـودها(2)
وصنوي (3)لا أنسى معاوية الــذي له من سراة الحرتيـن(4) وفودها
و صخرا ومن ذا مثل صخر إذا غدا بساحته الأبطال قــزم(5) يقودهـا
فذلك يا هنـد الـرزية فـاعـلـمي ونيـران حـرب حين شب وقودها
6- سبب حب الخنساء لصخر ورثائها له خاصة:.
وقد كان أكثر مراثيها في أخيها صخر ويعود الإكثار من رثائها له خاصة إلى مواقفه الرائعة وصلاته الحميمة بأخته وبرّه بها وعطفه عليها وإيثارها بما لديه من مال على نفسه وأهله. مما عمّق محبته في قلبها ومكّن لهذه المحبة من أن تسود فؤادها، والإحسان قيدُ وفاءٍ للنفوس الحرة، ومَن وجد الاحسان قيداً تقيّدا، وكذلك كانت الخنساء مع أخيها صخر، فقد تجاوز في كرمه معها إلى ما هو أكثر من حدود صلة الرحم حيث بلغت صلته بأخته ورعايته لها وحنوّه عليها ومواساتها ما لا يقدر عليه سوى من استطاع أن يفعل مثل ما فعل، ومن إكرامه لها وتقديرها ما ذكرته في هذا المجال: انها تزوجت برجل من عشيرتها متلاف للمال فأنفق ماله كله حتى لم يعد يملك شيئاً فأشارت عليه بأن يذهبا إلى أخيها صخر، فقسم ماله شطرين وأعطاهما خيريء الشطرين، فلما عاتبته زوجته قائلة:
: أما يكفي أن أعطيتهما شطر مالك حتى تعطيهما خيريء الشطرين لم يلتفت إلى كلامها، وحين عادت أخته إليه مع زوجها مرتين بعد ذلك كان يفعل مثل ما فعل في المرة الأولى يشاطرهما ماله ويخصهما بأفضله، ولو امتد به العمر واستزادته عدة مرات لاستمر في عطائه لها في غير مَنّ منه ولا ضيق بطلباتها. بل إنه
1- أرادت بها مكة 2- النوم
3- شقيقي 4- أرض ذات حجارة سوداء كأنها أحرقت بالنار وأرادت هنا مكانين بعينهما لعلهما حرة سليم وحرة واقم.
5- الصغير الجثة الذي لاغنى عنه .
ليخصها بأفضل ما يملك ويخيّرها وزوجها لاختيار الأفضل. لذلك حملت له في نفسها هذا الجميل في حياته وبعد مماته، مما اقتضاها الوفاءُ له التنويه بذكره والبكاءَ على فقده، فقد طوّق عنقها ورفع رأسها لدى قومها بهذا الإيثار الذي يندر وجوده. مما جعلها لا تمل من مواصلة رثائه ولا تنسى ذكراه طيلة حياتها، فرفعت ذكره في دنياها وخلّدت اسمه في ديوان الرثاء العربي .
فهي تذكره في كل أحوالها وتحاول أن تُعزّي نفسها بالصبر حين ترى الباكين حولها على فقد أعزّائهم، ولكنها مع ذلك تظل تعدّد مزاياه وكأنها تُعرّف بمكانته وما يتصف به من جميل السجايا وحميد الصفات. مما أهّله لأن يحتل بين قومه مكانة متميزة، فتعلن مواقفه الرائعة وأفعاله الشامخة من شجاعة وسخاء ورجولة ووفاء وحفظ للجار وصيانة للشرف، وسيادته بتلك الخصال التي لا تتوافر إلاّ في النادر من الرجال:
وإنّ صخراً لوالينا وسيدنا
وإن صخراً إذا نشتو لنحار(1)
وإنّ صخراً لمقدام إذا ركبوا
وإن صخراً إذا جاعوا لعقّار(2)
حمّال ألوية هباط أودية
شهّاد أندية للجيش جرار
نحار راغية(3) قتال طاغية
فكّاك عانية للعظم جبّار
لم ترَه جارة يمشي بساحتها
لريبة حين يُخلي داره الجار
وهي تنثر مفرداتها كالسبائك الذهبية التي تنسج منها أوصافاً ترى أن أخاها مؤهل لها في ألفاظ متألقة متناسقة متماسكة على النحو التالي:
المجد حُلّته والجود علّته
والصّدق حوزته إن قرنه(4) هابا
خطّاب محفلة فراج مَظلمة
إن هاب معضلة أتى لها بابا
7- نظرة المستشرقين إلى رثاء الخنساء:.
وقد وضعها ابن سلاّم بين طبقات الشعراء الكبار في كتابه: (طبقات فحول الشعراء). وهذا التفرد الذي اختصت به شاعرتنا في مجال الرثاء لفت إليها بعض المستشرقين،
1-كناية عن الكرم 2- كناية عن الكرم 3-الناقة 4- القرين النظير
فقد قام المستشرق الفرنسي دي كوبيه بترجمة ديوانها إلى الفرنسية عام 1889م كما قدّم المستشرق الايطالي غبريالي دراسة بالايطالية عن حياتها وشعرها، وكذلك فعل المستشرق الألماني رودو كاناكيس، فقد أعدّ بحثاً عنها وعن مراثيها.. وكانت شهرتها بما برزت فيه من فنون الشعر في فن الرثاء فقد تميزّت برقة العاطفة وسمو المشاعر وروعة التصوير في ابراز جسامة المأساة وحدّة المعاناة، فكان إبداعها في شعر الرثاء الذي كان أهمَّ ما برزت فيه وأجادته، وفيه تألّقت حين تعمل على تجسيم أحزانها فهي تختزن في ذاتها وهجاً من عواطف ملتهبة ومشاعر مكبوتة تنطلق مع التعبير الذاتي عن المواجع الإنسانية، فالرثاء إنما يصدر عن روح فياضة بالشجن مشحونة بالألم، والخنساء كذلك. مما جعلها في مقدمة شعراء المراثي.
8- الشاعرة التي بكت أخويها ولم تبك أبنائها الأربعة:.
وقد كتب الأستاذ فاروق شوشة في مجلة العربي(1) تحت عنوان: (الشاعرة التي بكت أخويها ولم تبكِ أبناءها الأربعة!) أشار فيما كتب إلى بكائها على أخويها وعدم بكائها على أبنائها الأربعة مشيراً إلى تعجّب الدكتورة بنت الشاطئ من رثائها لأخويها دون أبنائها ووصءفها ذلك بأنه: "انحراف في طبيعة تماضر جعل عاطفة الأخوّة فيها تطغى على عاطفة الأمومة التي هي جوهر الأنوثة"..
وانتهى الكاتب في هذا المضمون إلى أنه "بقي لنا بكاء الخنساء ورثاؤها لأخوءيها. أما صمتها الشعري عن استشهاد أبنائها الأربعة فقد دخل في عداد المسكوت عنه في شعرنا العربي".. وقد اكتفى الكاتب في هذا المجال بذكر أن بكاء الخنساء أخويها لأنهما ماتا على الجاهلية. أما عدم بكائها لأبنائها الأربعة فلأنهم استشهدوا في سبيل الله مجاهدين دفاعاً عن الإسلام، فكيف تبكيهم شعراً وقد شرّفهم الله بالشهادة؟
9- صور من حياة الصحابية الخنساء :.
(الخنساء) تماضر بنت عمرو بن الشريد بن رباح السلمية ، صحابية جليلة ، وشاعرة مشهورة ، قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم مع قومها بني سليم ، فأسلمت معهم.
كانت الخنساء تقول البيتين أو الثلاثة حتى قتل أخوها شقيقها معاوية بن عمرو ، وقتل أخوها لأبيها صخر ، وكان أحبهما إليها لأنه كان حليماً جوداً محبوباً في العشيرة ، كان غزا بني أسد ، فطعنه أبو ثور الأسدي طعنه مرض منها حولاً ثم مات ، فلما قتل أخوها صخر قال ترثيه :
----------------------

يتبع

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس