عرض مشاركة واحدة
قديم 08-02-2013, 03:03 PM   #418
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

أعيني جودا ولا تجمـدا ألا تبكيان لصـخر الندى
ألا تبكيان الجريء الجميل ألا تبكيان الفــتى الســيدا
طويل النجاد رفيع العماد ساد عشيرتــه أمــردا
إذا القوم مدوا بأيديهــم إلى المجد مد إليه يــدا
فنال الذي فوق بأيديهـم من المجد ثم مضى مصعدا
يحمله القوم ما عالهـم وإن كان أصغرهم مولـدا
ترى المجد يهوي إلى بيته . يرى أفضل المجد أن يحمدا
وإن ذكــر المجد ألفيته تأزر بالمـجـد ثم ارتدى
وقالت في رثاء معاوية:
ألا لا أرى في الناس مثل معاوية إذا طرقت إحدى الليالي بداهية
بداهية يصغى الكلاب حسيسها وتخرج من سر النجي علانية
وكان لزاز الحرب عند نشويها إذا سمرت عن ساقها وهي ذاكية
وقواد خيل نحو أخرى كأنها ســعال وعقبان عليها زبانية
بلينا وما تبلى تعار وما ترى على حدث الأيام إلا كما هيه
فأقسمت لا ينفعك دمعي وعولتي عليك بحزن ما دعا الله داعية
لقد كانت شهرة الخنساء رضي الله عنها قد ذاعت وطار صيتها في كل مكان ، وخاصة من خلال مراثيها التي سارت بها الركبان .
وهي إلى شاعريتها صاحبة شخصية قوية ، تتمتع بالفضائل والأخلاق العالية ، والرأي الحصيف ، والصبر والشجاعة .
وإن موقفها يوم القادسية لدليل واضح على صبرها وشجاعتها ، فقد خرجت في هذه المعركة مع المسلمين ومعها أبناؤها الأربعة ، وهناك ، وقبل بدء القتال أوصتهم فقالت : يا بني لقد أسلمتم طائعين ، وهاجرتم مختارين ، ووالله الذي لا إله إلا هو إنكم بنو امرأة واحدة ، ما خنت أباكم ، ولا فضحت خالكم ..
إلى أن قالت : فإذا أصبحتم غداً إن شاء الله سالمين ، فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين ، وبالله على أعدائه مستنصرين ، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها ، وجعلت ناراً على أوراقها ، فتيمموا وطيسها ، وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها ، تظفروا بالغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة.
فلما أصبح أولادها الأربعة باشروا القتال واحداً بعد واحد حتى قتلوا ، وكل منهم أنشد قبل أن يستشهد رجزاً ، فأنشد الأول :
يا إخوتي إن العجوز الناصحة قد نصحتنا إذ دعتنا البارحة
بمقالة ذات بيان واضحــة وإنما تلـقون عند الصـابحة
من آل ساسان كلاباً نابحة
وأنشد الثاني :
إن العجوز ذات حزم وجلد قد أمرتنا بالسداد والرشد
نصيحة منها وبراً بالولـد فباكروا الحرب حماة في العدد
وأنشد الثالث :
والله لا نعصي العجوز حرفاً نصحاً وبراً صادقاً ولطفاً
فبادروا الحرب الضروس زحفاً حتى تلقوا آل كسرى لـفا
وأنشد الرابع :
لست لخنســاء ولا للأقـرم ولا لعمرو ذي النساء الأقدم
إن لم أراه في الجيش خنس الأعجمي ماض على الحول خضم خضرم
وبلغ الخنساء خير مقتل أبنائها الأربعة فقالت : (الحمد لله الذي شرفني بقتلهم ، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته).
وقفلت الخنساء عن ميدان القادسية وقد فتح الله تعالى على المسلمين. عادت إلى المدينة ، وعلم بها عمر رضي الله عنه فعزاها في أبنائها ، وكان يعطيها أرزاق أولادها الأربعة حتى قبض.
ثم انصرفت إلى البادية ، إلى مضارب قومها بني سليم ، وقد أنهكتها الأيام والأعوام ، وما لبثت أن فارقت الحياة مع مطلع خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه.

10- الخنساء وقدرة الله عز وجل:.
من أراد أن يعرف كيف يُقلّب الله القلوب من حال إلى حال ، وكيف يصنع النفوس الأبية صنعا يثيرالإعجاب ، وكيف ينزع منها العبث والهزل والقنوط ويبعث فيها الرجاء والأمل والرضا بالقضاء والقدر - فلينظر إلى الخنساء بنت عمرو بن الشريد الأسلمية كيف كانت في الجاهلية ثم كيف صاغها الإسلام صياغة جديدة ، وتحولت معها إلى امرأة مجاهدة صبور ، تحرض أولادها على الجهاد في سبيل كتاب الله وتدفعهم إلى ميادين القتال لكي يسطروا على البطولة والتضحية لكي تنال باستشادهم هناء الدارين دار الدنيا ودار الآخرة فقد أسلمت رضي الله عنها مع وفد من قومها وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وحسن إسلامها ، وتركت الشعر جانباً ، واشتغلت بتلاوة القرآن الكريم ، وما كانت تنشد الشعر بعد إسلامها إلا في مناسبات خاصة . وقد حضرت موقعة القادسية بين المسلمين والفرس في السنة الرابعة عشرة من الهجرة في عهد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومعها بنوها الأربعة ، فقالت لهم حين نادى سعد بن أبي وقاص حي على الجهاد :- يا بني لقد أسلمتم طائعين ، وهاجرتم مختارين ، ووالله الذي لا إله إلا هو إنكم بنو رجل واحد ، ما خنت أباكم ،ولا فضحت خالكم، ولا هجنت حسبكم، ولا غيرّت نسبكم، و تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين ، واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية . يقول الله تعالى : ) يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون )(1) فإذا أصبحتم غداً إن شاء الله سالمين ، فاغدوا على قتال عدوكم مستبصرين وبالله على أعدائه مستنصرين ، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها وحلّت ناراً على أوراقها ، فتيمموا وطيسها، وجالدوا رئيسها عند احتدا ء خميسها ، تظفروا بالغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة . وأعانتهم بكل ما استطاعت من قوة مادية ومعنوية ، وزودتهم بالنصائح الغالية ، وأوصتهم بأن يكروا ولا يفروا ، وأن يقدموا ولا يحجموا .وليس هناك كلمات أبلغ من هذه الكلمات التي تفجرت من ينابيع حكمتها فبعثت في نفوسهم دوافع الشجاعة والإقدام، وألهبت في نفوسهم الحمية المحمودة في مثل هذه المواقف البطولية ، وغرست في نفوسهم حب الاستشهاد في سبيل الله فأقبلوا على الحرب يتوسطون جموع العدو، ويضربون فوق العناق بكل قوة وشراسة ، لا يبالون أسقطوا على الموتى أم سقط الموتى عليهم . فهي قدمتهم جميعاً إلى أتون المعارك ، ولم تدخر منهم أحداً يعولها أو يقوم بشأنها ، لأنها تحسن التوكل على الله ، وتثق في فضله العظيم ، وترجوا من أعماق قلبها أن ينتصر المسلمون نصراً عزيزاً على تلك القوة الغاشمة التي جاءت من كل صوب وحدب بأعداد غفيرة لا أول لها ولا آخر ،

1- سورة آل عمران آية 200
ومعهم من العتاد والعدد ما لا يكاد يحصى ولا يُعد .
لقد جاءوا ومعهم الفيلة التي لا تقف أمامها الجيوش الجرارة ،و لاتستطيع أن تقهرها قوة مهما كان لديها من سلاح ، في الوقت الذي لم يكن المسلمون يملكون من السلاح إلا السيوف والرماح وقليل من الخيل المسومة ، ولم يكن لديهم من الأقوات ما يكفيهم ، ولم يكن عددهم كبير بل كانوا نحو أربعة آلاف رجل ، ولكنهم كانوا في ذروة الإيمان بالله تعالى ومقبلون عليه راغبون في خوض غمار تلك المعركة الضارية الشرسة مع جنود الفرس ، فقد باعوا أنفسهم لله ، لا يخشون الموت في سبيله ، بل يستحبون الموت في مثل هذه المعارك ، لينالوا شرف الشهادة وثوابها العظيم،مؤمنين بقوله عز وجل (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً فى التوراه والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذى بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم)(1) . وكان سعد بن أبي وقاص هو القائد في هذه المعركة ، وهو قائد ملهم ، وفارس معلم يحسن التدبير ، ويحكم وضع الخطط الحربية ، ويعرف من أين يأتي العدو وكيف يأخذه على غرة ، وكيف يتغلب على كثرته وقوة سلاحه بحسن الحيلة وأخذ الحيطة والحذر ،وبعد عدة جولات شديدة البأس - انتصر المسلمون على عدوهم انتصاراً عظيماً في يوم مشهود ، فقد استطاع المسلمون بإذن الله تعالى أن يتعاملوا مع الفيلة حتى ردوها على أدبارها ، فانقلبت على من أتى بها ففرقت جموعهم وأحدثت بينهم دماراً شاملاً ، ففروا من الميدان خزايا مهزومين ، وقتل قائدهم رستم في هذه المعركة التي زلزلت أقدامهم وأذهبت ريحهم وشتت شملهم ، وقذف الله الرعب في قلوبهم .(ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز((2)
وبعد انتهاء المعركة الفاصلة سألت الخنساء عن أبنائها الأربعة فأخبروها أنهم قد استشهدوا جميعاً ، فتلقت هذا الخبر بالصبر والرضا والجلد ، واحتسبتهم عند الله عز وجل ، وكفكفت دمعها ، وتخففت من حزنها ، فلم ترثهم كما كانت ترثي أخاها صخراً في الجاهلية . فالإسلام قد هذبها ، وأمدها بقوة إيمانية تجعلها قادرة على المثابرة في مثل هذه المصاب الجلل والإيمان نصفه صبر ونصفه شكر .)وبشر الصابرين الذين إذا أصباتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) (3) أتدري ماذا قالت حين علمت باستشهاد أبنائها الأربعة ؟ قالت : " الحمد لله الذي شرفني بقتلهم ، وأرجوا من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته " .هكذا استقبلت الخنساء : تماضر بنت عمرو الأسلمية نبأ استشهاد أبنائها الأربعة فما وهنت وما ضعفت وما استكانت وما تفوهت بما تتفوه به الثكلى عادة لعلمها بأنها ستلحق بهم وتحشر معهم إن شاء الله وتلقى جزاء الصابرين من جنات النعيم

. وظلت الخنساء عازفة عن حياة الدنيا ، زاهدة في متاعها الفاني ، مشغولة بذكر الله وتلاوة القرآن ، حتى لقيت ربها عز وجل صابرة شاكرة، فكانت مثال للمؤمنات الصالحات في التضحية والفداء ، وقدوة لهن في الصبر على المكاره ومواجهة الشدائد بصدر رحب وقلب مطمئن، كما كان أولادها الأربعة مثالاً رائعاً في البطولة والنضال، وقدوة لكل مسلم يحرص على الموت من أجل أن توهب له الحياة .
. قال تعالى( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون)(1) (2)

من شعرها

عندما مات أخيها صخر قبل الاسلام أنظر ماذا قالت
تبكيان لصخر الندى
ألا تبكيان الجريء الجميل.......... ألا تبكيان الفتى السـيدا
رفيع العماد طويل النـجا............ د ساد عشـيرته أمـردا
إذا القوم مدوا بأيديهـمو.............إلى المجد ، مـدَّ إليه يـدا
يذكرني طلوع الشمس صخرا...........وأندبه لكل غـروب شمس
ولولا كــثرة الباكين حولي ............على إخوانهم لقتلت نفسي
وما يبكـون مثل أخي ولكن ............أعزي النفس عنه بالتأسي
فلا والله لا أنســـاك حتى ............أفارق مهجتي وأزور رمسي
قـذى بعينيك أم بالعين عـوَّار...........أم ذرفت أم خلت من أهلها الدار
كأن عينيّ لذكراه إذا خطـرت .........فيض يسـيل على الخدين مدرار
تبكي خناس على صخر وحق لها...........إذ رابها الدهر إن الدهـر ضرا
وأنظر بعد دخولها الاسلام
ماذا قالت
الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم جميعا في سبيل الله
----------------------

م/ن


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس