عرض مشاركة واحدة
قديم 09-02-2013, 05:17 AM   #429
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الخنجـــــــــر الثميــــــــن



انطلق سعيد بحصانه الرهوان مخترقاً الصحراء .. متجهاً إلى المدينة ، هناك استأثر الحصان بنظرات إعجاب العابرين والسائحين ضبط الحصان خطواته وسار متبختراً لشعوره بنظرات الإعجابأ. وقف سعيد حصانه أمام محل بارز يقف أمامه فنان شعبي ينفخ في المزمار ، أرهف الحصان أذنيه ، واهتز الحصان طرباً ، وأخذ يرقص وسعيد يتفاعل معه ، ويهز جسده بحركات مكررة ، وتجمع السائحون والسائحات. رحب جمعة صاحب المحل بسعيد ، وأهدى سعيد قنينة عطر. ابتسم سعيد وقال: أنا ذاهب إلى زواج قريب لى ، هل أجد لديك هدية مناسبة؟ كل العطور تحت أمرك شرط أن تأتي بحصانك كل يوم. تعلقت نظرات سعيد بخنجر جميل. رصد جمعة صاحب المحل نظرات الإعجاب ، فقدم الخنجر لسعيد ، وهو يقول: هذا الخنجر تحفة نادرة. سأله سعيد متلعثماً: هل أخذه في مقابل رقص الحصان؟ ارتسمت ابتسامة ساخرة على وجه جمعة وقال لسعيد: هذا خنجر ثمين ونادر وتحفة لا تقدر بثمن ، لكني سأبيعه لك بعشرة ألاف جنيه فقط. اختفت علامات الفرح من وجه سعيد ، وسقطت نظرات الحسرة على حد الخنجر ، في لمحة خاطفة رأى جمعة كثيراً من السائحين يتحسسون الحصان بإعجاب بالغ. لمعت الفكرة كالبرق في ذهن البائع وقال لسعيد: سأستبدل الخنجر الثمين النادر بحصانك هذا. انتفض سعيد كأن كلمات الرجل تيار كهربائي شديد لامس جسده ، فانتفض وترك جمعه وركب الحصان ، وانطلق به كأنه يهرب من شيطان رجيم. حين وصل سعيد إلى بيته ترك الحصان ، وذهب إلى أمه التي تغزل الصوف. حياها وسأل عن والده ، أشارت أمه إلى الشرق وقالت: ذهب والدك إلى الشيخ حماد ليتفق معه على ميعاد الرحيل للمشاركة في عرس ابن عمك شبل. أسرع إلى بيت الشيخ حماد رئيس القبيلة الذي رحب بسعيد ، ولكن عيني سعيد حدقتا بقوة في خصر صديقه بدري ابن رئيس القبيلة حيث يبرز مقبض الخنجرالذي يتمنطق به. اندفع سعيد نحو بدري متلهفاً ، وبعد تحية سريعة طلب سعيد أن يرى الخنجر. إنه نفس الخنجر الذي رأه عند البائع جمعة. قال سعيد مبهوراً: يا له من خنجر ثمين. هل .. هل .. تقرضني هذا الخنجر لمدة أسبوع؟ بأريحية أجاب بدري: بكل سرور. بلغ سعيد قمة السعادة وهو يتبختر بحصانه الرهوان ممتشقاً الخنجر الثمين النادر. استقبلت قبيلة شبل الوافدين بالتهنئة والمشاركة بالترحيب والعاق والزغاريد والصياح. وفي المساء أناروا الجبل ، وخرجت الصواني مليئة بالأرز واللحوم ، ثم بدأ العرس ، وهنا تركزت الأنظار على سعيد وهو يرقص بحصانه الرهوان ويلوح بخنجره الثمين. وارتفعت الزغاريد لتعلن للملأ عن الفرح. ودع سعيد قبيلة شبل ، ونحرك بحصانه وكأنه يسير على بساط من حرير ، تحركت يد سعيد لتلمس مقبض الخنجر ، فانقبض قلبه والتوى ألماً ، لأنه لم يجد الخنجر .. عاد مسرعاً إلى مكان الفرح ، وأعلن عن فقده للخنجر الثمين. شاركه شباب القبيلة في البحث عن الخنجر ، دون جدوى. وصل سعيد إلى البيت متأخراً. سأله الأب: مالى أراك غير سعيد ياسعيد. أجاب بانكسار: فقد خنجر بدري ابن رئيس القبيلة. ابتسم الأب ، وقال مهوناً الأمر: من أجل هذا تزفر ، الأمر هين أخبر بدري بما حدث. صمت الاثنان عن الكلام عندما رأيا بدري يتقدم منهما ، رحب الأب ببدري وتركه مع ابنه. حاول سعيد أن يخبر صديقه بفقد الخنجر ولكنه لم يستطع. الأمر العجيب أن بدري لم يسأله عن الخنجر.

في المساء لم يستطع سعيد أن ينام ، فقد حاصرته الأفكار السيئة ، لذلك استقر على رأي واحد. في الصباح أسرع للرهوان الذي استقبله بفرح ولعق وجهه. ربت سعيد على عنق الحصان ، ثم تحسسه وكأنه يودعه وانطلق به إلى المدينة. كان جمعة ينظف زجاج واجهة المحل ، عندما توقف سعيد أمامه. ابتسم جمعة مرحباً ، فقال سعيد أريد الخنجر. ضحك جمعة ضحكة فوز ، وسأله هل أحضرت ثمنه؟ أم ستترك الحصان؟ تأمل سعيد الخنجر ، ولم يشعر بأي فرح لرؤياه ، ودسه في جيبه ، وانصرف حزيناً والرهوان يصهل كأنه يذكره بوجوده. أين حصانك ياسعيد؟! سأله السائق كما سأله الكثيرين ، فكان يحرك شفتيه دون كلام. ولكن السؤال من أبيه له ضغط نفسي: أين حصانك يا سعيد؟ أجاب باستسلام وضعف: بعته يا أبي لأشتري خنجر بدري. هل هذا ما طلبه بدري؟ بدري لم يعرف بفقد خنجره بعد. نظر الأب إلى ابنه بفخر وقال له: هكذا يكون الرجال يا سعيد ، ثم ربت عليه قائلاً: لا تحزن يابني ، وهذا درس لك ، فلا تنظر إلى ما يملكه غيرك أبداً. قدم سعيد الخنجر لبدري الذي أخذه ، أخذ بدري الخنجر وتأمله وتفحصه ، ثم قال لسعيد: هذا الخنجر ليس خنجري. انقبض قلب سعيد فسحب الدماء من وجهه ، وقال بصوت ضعيف: لكنه يماثله. وأيضاً لا يماثله. كيف؟ وهذا هو المقبض العاج المزين بالجواهر الثمينة. لكن مقبض خنجري لم يكن من العاج ، ولم يكن مزيناً بالجواهر. كيف؟! مقبضه من البلاستيك ومزين بالزجاج الملون ، وثمنه لايزيد عن عشرة جنيهات. صرخ سعيد ألماً ولوعة: ماذا؟! قص عليٌ ما حدث يا سعيد. استمع بدري لما حدث. وقال لصديقه: هيا قم معي لستعيد الرهوان. كان الرهوان أمام المحل منكس الرأس ، مقيد القدمين ، شاعراً بانكسار لكنه شم رائحة حبيبه ، فرفع رأسه غيرمصدق ، فرأى صديقه سعيد قادماً من بعيد ، صهل منادياً ومرحباً وشاكياً. رهوان!! صرخ سعيد فرحاً ، ورهوان يصهل وهو يهز رأسه ، خرج جمعة صاحب المحل ليرى ماذا هناك؟ وعندما رأى سعيد وبدري ابتسم وقال لسعيد: تعال .. خذ حصانك. إن نظرته حزينة لفراقك ورفض أن يهتز لأي موسيقى ، ولم يرحب بالسياح ، ولم يستجب للمساتهم .. بل رفض أن يأكل. وأخاف عليه من الهزال.

----------------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس