عرض مشاركة واحدة
قديم 11-02-2013, 02:14 AM   #462
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

اختي تفتقد للحياء



أنا فتاة أبلغ من العمر 15عام, ولدي أخت تبلغ من العمر 19عاماً, وهي تفتقد للحياء, وتحرجنا في كل مكان نذهب له بألفاظها الغير متزنة, وبملابسها الخادشة للحياء, وتصرفاتها المخجلة بالأماكن العامة بشكل ملفت للنظر والاشمئزاز, ناصحتها كثيراً وهي لا تأبه بي وتعتبرني طفلة لا يؤخذ بكلامها, وترى أن نُصحي لها من باب الغيرة منها لا أكثر, ووالدتي ووالدي سلبيون في التعامل معها, وتحدثت مع أمي عنها ولكنها توبخني بأن لا أتدخل في تربيتها وأسلوب تعاملها؛ فكرِهت الخروج لأي مكان معها, ولم أعد أرغب بالحديث معها أو عنها, وأخاف الله عليها مما تفعله, وأخاف الله على نفسي من نفوري منها وقطيعتي لها.
هل هناك بوادر لحل هذه المشكلة؟ ولكم مني الدعاء.
....................................

الإجابة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد:
أختي الفاضلة..
أهنئكِ على نيتكِ الطيبة باستصلاح أختكِ, وتذكري قوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}. (سورة العنكوب:69ا)
أما عن المشكلة التي عرضتيها؛ فللأسف أصبحت هذه مشكلة عامة قلّ أن يخلو منها بيت, وقبل أن نُحمّل هذه الفتاة ما وقع ويقع؛ فعلينا أولاً أن نسأل أنفسنا هل لنا يدٌ في ما حصل؟ فالجواب هنا وبصراحة, وتسديد الخلل, له دورٌ مهم في إنهاء المشكلة.
وأنا هنا لا أبرّئ هذه الفتاة؛ فهي عليها أن تحافظ على نفسها.
وأنصحكِ أن تبقي على تواصل مع أختكِ, وأن تحتوينها, وتؤمّنين لها الحنان, والحب, والإهتمام الذي يعوّضها عمّا كانت تبحث عنه في الإنترنت.
(اعلم أنكِ ذكرتي أنها لا ينقصها الحب, والحنان ولكن السؤال المهم مانوع هذا الحب؟), وفي نظري هذا هو أهم أسباب المشكلة, وهو أن تعرفي طبيعة أختكِ, وتتقربي إليها بما تحب ما لم يكن حراماً, وأن تحاوريها بالعقل والعاطفة والدّين في سلبيات هذه العلاقة المحرّمة, وأن لا تكتفي بقطع العلاقة معها, ومعاقبة أختكِ على ما فعلت؛ فأختكِ ربما تريد إشباع حاجاتها العاطفية التي لا تتوفر لها في البيت, أو ربما هي بحاجة إلى تذوق هذا الشعور والذي ربما افتقدته؛ فيكون الخيار المتاح هو هذا اللّون من الوقوع في المحرمات والأفعال القبيحة؛ فحاولي أختي أن تُساعدي أختكِ على التخلّص من هذه المشكلة؛ فقد لا تكون حكيمة ومتفهمة بالدرجة التي يتطلبها الموقف.
وإليك هذه الخطوات المقترحة؛ لعلّ الله ينفع بها:
- مشاركتها في قراءة كتب مفيدة في التزكية.
- تشجيعها على العبادة, وذكر الله تعالى, والدعاء, والتقرب من الله جل وعلا.
- مرافقتها في الخروج إلى أماكن تُريحها, وفي نزهات إلى الطبيعة, أو البحر, أو ما شابه.
- تأمين الصحبة الصالحة لها, وإشغالها في مشروع خيري مشترك.
- مداومة الاتصال بها, والسؤال عنها.
- تشجيعها على البوح بكل ما في نفسها لتستطيعي إرشادها, وتصحيح المفاهيم الخاطئة عندها, أو الرد عليها.
- مشاركتها قراءة مقالات, وقصص, وكتب, أو سماع أشرطة عن ضحايا الشات والنت؛ وهي متوفّرة بكثرة.
- ألحّي في الدعاء بأن يهديها الله, ويصلح من حالها.
- لا تُقدمي على أي تصرُّف معها إلا بعد الاستخارة.
- حاولي ربطها بكتاب الله؛ لتستغني به عمّا يغضب الله.
- انصحيها بصيام الأيام الفاضلة؛ فهذا يخفّف من حدة الفراغ العاطفي عندها.
- أشيري عليها ببعض الأشرطة التي تتضمن ما يرقِّق القلوب؛ كشريط (المحرومون. د/ إبراهيم الدويش)، (يا سامعاً كل شكوى. د/ إبراهيم الدويش), (المشتاقون إلى الجنة. د/ محمد العريفي), وأنصحكِ بإهدائها (كتاب قصة امرأة).
- أشعريها بأنّ ما تقومين به رغبة في إنقاذها من النار، والاجتماع بها في الجنة.
- ذكِّريها بقصص الموتى، وحسن خاتمة أهل الخير، وسوء خاتمة أهل الشّر، وهناك كتب في ذلك كثيرة.
- الاستعانة بأحد الكبار وأهل الدين, والحرص على الاستعانة بأحد من أهلكِ ليقف بجانبكِ, ويساعدكِ على تجاوز هذه الأزمة, وثقي أنكِ لو أخلصتِ التوبة لله وحده, وتضرعتِ بالدعاء في سكون الليل الآخر؛ فإنه لن يضيعكِ أبداً.
أخيراً:
وفقكِ الله ورعاكِ، وهدى أبناء المسلمين للخير, ووفّق الله الجميع لكل خير
-----------------
للفايدة والعبرة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس