يا الله كلماته وقعت علي قلبي كالصاعقه و جعلتني افكر طوال اليوم ماذا افعل اقول لا لن اذهب ثم اقول كيف تكون بهذه القسوه انها اول ما جاءت من السفر انت اول شخص تكلمه اذهب و لن يحدث شيء ثم اقول لالا النار قد اموت وانا جالس معها فأدخل النار لا لن اذهب ثم ارجع فأقول انت لسه شباب وان مت و انت هكذا احسن من ان تموت و انت علي ماكنت فيه قبل ذلك و هكذا ظلت الحرب مستمره و فشلت في الاختبار و اخترت الذهاب فقط هذه المره و هنا في هذه اللحظه يحدث شيء غريب فقد كانت معظم ملابسي مغسوله و في المنشر و فقط تذهب للكوي و تكون جاهزه فتكون الصاعقه و لاول مره تحدث اني اجد ملابسي كلها قد وقع عليها لاادري و جدتها كلها متسخه تماما ففتحت دولابي فاذا بكل الملابس لا تليق و كاني شكلي مش متركب مع بعضه و كان ذلك قبل العصر فتضايقت بشده و اصررت علي الذهاب باي لبس و لكني سأذهب و نمت و لم اضبط المنبه علي العصر و استيقظت بعد المغرب
ولكن المفاجأه اني استيقظت بأضعاف أضعاف الشعور الذي كنت اشعر به من قبل ياه نفس الوحشه نفس الظلمه و ضيق الصدر و كأني افضل الموت علي هذا الشعور وقتها فقط علمت ان سبب هذا الشعور طوال هذه الفتره كان بعدي عن الله و معصيتي له فحينها اتنفضت من سريري و لم أفطر فقط شققت ريقي بتمر و لبن ثم هرعت الي الصلاه العصر و المغرب ثم نزلت الي المسجد لصلاة العشاء
و لأول يوم اصلي التراويح في حياتي و هذا اليوم و الله كان يوم سعادتي فعندما بدأ يقرأ القاريء القرآن هذا اليوم كان كانه يغرز سيف في قلبي و تستمر الطعنات كانت التلاوه مؤثره للغايه كانت سورة النحل في اواخرها وكأنها تخاطبني انا وحدي كنت ابكي بشده و اتأسف كنت اتمني في السجود ان لا يرفع الامام رأسه كنت اتأسف لله كم انا خائن يا رباه كم كنت اعمي ياربي كم صبرت علي كم وكم وكم ظللت اعتذر بكيت كثيرا و انسدت نفسي عن الدنيا و اهلها كنت اشعر وقتها اني لا اريد الا ان اكون مع الله كم آذاني الناس و كم جرحوني وكم كان حبهم لي من اجل المصلحه اما الله فكان حبه لي ليس لمصلحته هو فحاشاه سبحانه انما لمصلحتي انا كانت معاني كثيره تقطع فؤادي
و الله كنت اقول كيف كان الله ينظر الي و انا انتهك محارمه و لا يعاقبني كم هو رحيم كيف كان يطلع علي مدي خبث قلبي و فساد نيتي ولم يمكر بي كيف كان يراني وانا افعل اكبر الكبائر و افسق امامه و لم يخسف بي فكأن قلبي كان يصيح من داخلي كم انت رحيم كم انت كريم ياربي نعم الرب انت وبئس العبد انا يا الله كم ابكي و انا اكتب هذا الكلام. كانت حقيقة كون الله خلقني مسلما بدون اي سبب فضلا منه و رحمة و اختيارا و تفضيلا كنت اقول لنفسي ماذا دفعت لله ليجعلك مسلما ماذا قدمت له ليكافئك بالاسلام و هو قدر لك ذلك من قبل ان يوجدك في الدنيا و بماذا قابلت ذلك و علي كل مافعلت هو يجعلني الان واقفا بين يديه و هو قادر علي ان يجعلني مثل كل الرمضانات الفائته غافل عنه ارتع في شهواتي كانت فكرة انه كان ينتظرني طوال هذا الوقت تؤلمني بشده و كنت كلما اتفكر في مدي حلم الله علي و علي صبره علي مارآه مني و هو قادر علي ايقاف كل عضو مني تجعلني أذوب من الحياء و شده الامتنان و الحب و يكفي انه هداني اليه وما كنت لاهتدي لولا ان هداني الله معاني كثيره و الله الذي لا اله الا هو
احرقت الشهوات في قلبي احراقا و قضت عليها و تركت حبي و خوفي و حيائي منه سبحانه فقط في قلبي
و من هنا بدأت الهدايه الحقيقيه بدأ يتغير اعتقادي تماما و نظرتي للأشياء تغيرت نظرتي للمخلوقات و للسماء و للارض و للبشر و لكل شيء اصبحت استدل بكل شيء في هذه الدنيا علي الله الخالق و اخضع اكثر و اكثر و اخضع اكثر يوما بعد يوم و شجرة التوحيد لله تنمو في قلبي في هذا الشهر الكريم و بسرعه رهيبه بدأت اكره ماكنت احبه و احب ما كنت اكره بدأت معاني القرآن تبدو واضحة جدا لي فمن آيه تخوفني و من آيه تطمئني و من آيه تندمني و من آيه تحذرني و تنذرني و من آيه تشوقني و تبشرني اصبحت اعيش في الاخره اعاين يوم القيامه الواقعه الصاخه القارعه و ما فيه من اهوال اصبحت اري بعين قلبي ما أعده الله للمتقين من نعيم ابدي لا ينتهي و ما اعده للفجار و الكفار و المتكبرين عن عبادته من عذاب شديد اليم سبحان الله
الان فقط علمت ما الذي جعل عمر بن الخطاب الذي كان اشد الناس قسوة و بطشا في الجاهليه اشدهم رقه و خوفا و بكاءا لله في الاسلام عمر الذي قيل فيه قبل الاسلام و الله لو اسلم حمار بن الخطاب ما اسلم عمر هو هو نفس الشخص الذي يكون في وجهه خطان أسودان من البكاء فسبحان الله انه الايمان انه الحقيقة الوحيده في هذه الدنيا انها اليقظه ان تفتح في قلب الواحد منا عين يري بها الاخره لانها دار القرار فمن عاش في الاخره هانت عليه الدنيا و من عاش للدينا خسر الدنيا و الاخره و اتكل علي عفو الله في الاخره و رحمته و هيهات ان يكونوا سواءا عند الله المتقين و الغافلون فهذه كانت البدايه اني شعرت اني كنت نائم فترة طويله و استيقظت و الله انصرف النوم من عيني و اصبحت الهث وراء اي شيء و كل شيء يقربني من الله
اصبحت الان اعلم ما الذي كان ينقصني و جدته اخيرا كنت كلما أتذكر ايام الماضي ابكي بشده و الله و استغفر ربي و كنت ابحث عن كل مايقربني الي الله و كأني عشت بمبدأ جديد
"يارب خذ مني حتي ترضي و لن امل ابدا"
و جاءت العشر الاواخر من رمضان و قررت ان اعتكف مع صديقي هذا العشر الاواخر و هنا حقيقي كان الفيصل كان احب و اقوي قرار اخذته في حياتي وفقني الله اليه اني اخترت الاخره و الصبر علي شهوات الدنيا المقززه الفانيه ضحيت بكل اللذات التي اقدر عليها بكل سهوله من أجل الله لانه يستحق مني ذلك فان كان جسدي ملكه و ان كان عقلي من صنعه و ان كانت روحي منه وان كان بقائي في الدنيا بأمره و هو خلقني لعبادته فلماذا لا اطيعه وحده. قررت ان اطيعه هو و هو فقط لن اطيع الشيطان و لن اطيع نفسي لن اكون عبدا لسيجاره و لا لفتاه و لا لصديق ولا لدنيا و لا لمال سأكون عبدا لله و انا موقن ان يكفيني من كل شيء و بالفعل تعرفت في المسجد علي صحبة خير من الشباب الطيب الذين لم يعيشوا في العفن الذي كنت فيه شباب صالح اعانوني علي طاعة الله و اروني معالم الطريق الي الله و بدأت في طلب العلم و حفظ القرآن و الدعوه الي الله و بفضل الله لم اكن احتاج الي ان ادعوا فالفضل لله ان من كانوا يعرفوني من قبل لن اقول كلهم بل معظمهم التزموا الدين منهم من وقع وضاع و منهم من اكمل الطريق و اسأل الله لي و لهم الثبات
و والله انا الان تائب عن كل مافات و تاركه بأختياري و انا لست باكيا علي شيء ولكم اكره ان اعود لما كنت فيه كما اكره ان اقذف في النار
و أسأل الله ان يصرف عني السوء و يثبت قلبي علي دينه و يرزقني الاخلاص له انه ولي ذلك و القادر عليه و ان كانت لي امنيه الان فأنا والله اتمني ان اعود للايام التي ضاعت من عمري و اجعلها تثمر طاعة لله لعلي لن اجدها يوم اقرأكتابي امامه و لعل الله يغفرها و يبدلها فهذا املي اتمني و الله اني لم اكن اعصيه بهذه الطريقه و لكن الحمد لله اولا و اخيرا الذي انقذني . و اقول لهذا الشاب المغرور بحلم الله و ستره الذي غرته الاماني الغارق في شهواته الذي كبلته نفسه و الجمه الشيطان ما بالك انه"لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضه ما سقي كافر منها شربة ماء" كما قال رسول الله فتخيل الدنيا بكل مافيها من زينه و بشر و عدد مخلوقات كل هذا لا يساوي عند الله جناح بعوضه و قارنها بالجنه التي خلقها الله بيده و اعدها دار كرامه لمن اطاعه في الدنيا فيا حسرة من آثر الباقي علي الفاني و لم يحصل في النهايه الا الندم
(وهم يصطرخون فيها ربنا اخرجنا منها فان عدنا فانا ظالمون قال أخسئوا فيها ولا تكلمون)
فيا الله علي الندم عند أول رؤية ملك الموت و هو يسعي في نزع الروح من الجسد و هي اما الي جنه او الي نار فما من مكان آخر فالامر جد خطير
(انه لقول فصل وما هو بالهزل)
و المرء منا لا يعيش هذه الدنيا الا مرة واحده وعليه الاختيار و من مات لا يعود ابدا ففرصه و الله انه لا يزال في المرء النفس لانه علامة الرجوع الي الله و عند انقطاع ذلك النفس فقد اغلقت الكتب و اغلق باب التوبه ولن تعود الدنيا مرة اخري "اليوم عمل و لا حساب, وغدا حساب و لا عمل"
فالامر يستحق التضحيه بكل شيءمن اجل النجاه من العذاب في الاخره فانه في الاخره لن يغني عنه من الله شيئا و لو افتدي ....(يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه و صاحبته و أخيه و فصيلته التي تؤيه ومن في الارض جميعا ثم ينجيه.كلآ انها لظي نزاعة للشوي تدعوا من أدبر و تولي)
ياالله الابناء و الزوجه و الاخوه بل والآدميين جميعا بل و من في الارض فداء له من العزاب ثم يقول الله (كلآ)انها لظي اي جهنم فيا أخي الباب مفتوح و الله ينتظرك و الدين يحتاجك و من حولك يحتاجون من يأخذ بأيديهم و الموت قادم و الجنه تنادي والنار تأجج و باب التوبه مفتوح و رحمة الله واسعه ولكن للمتقين
(و رحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون)
و قال ايضا عز و جل
(قل يا عبادي الذين اسرفوا علي انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله أن الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم و أنيبوا الي ربكم و أسلموا له من قبل ان يأتيكم العزاب ثم لا تنصرون و أتبعوا أحسن ما أنزل أليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العزاب بغته وانتم لا تشعرون).
من الاشياء التي تعين الانسان علي الاستقامه:
1- علمك بأنه ما من معصيه لله الا و بها نوع ذل لصاحبها....بالاضافه الي الشعور بالنقصان مهما حاولت و اتي ذلك تفصيلا و هذا دافع رئيسي لحب الناس للأفلام السينيمائيه لانها تحاول ان تكمل هذا الشعور بالنقص في نفس الانسان فتوهمه انه من الممكن الشعور بالكمال فهي تحاول ان تظهر كل شيء علي اتم وجه و اجمل صوره و ان هناك كفره و عصاه لله و عبادا لأهوائهم سعداء و هذا و الله لايمكن ابدا وهو من اشد الوهم فما من لذة في هذه الدنيا الا و بها من المنغصات اضعاف اضعاف تلك اللذه فلايلبث المرء ان يستمتع بذنب ثم بعد أنقضاء شهوته يعود لنفس الشعور بالضيق و الحرج و النقصان فمن الممكن ان نصف لذات الدنيا علي انها مخدرات تخدر عن شعور داخلي بالالم (ألم الروح الوحشه بين العبد و بين الله) و انما هي ليست لذه في نفسها و انما هي خروج من الشعور بالالم فأي لذة هذه التي ابيع من أجلها السعاده الحقيقيه هنا في الارض و هناك في الجنه و كما قال الامام احمد
(ان في الارض جنه من لم يدخلها لن يدخل جنة الاخره)
و كما قال ايضا
(لو علم الملوك ما نحن فيه من لذه لجالدونا عليها بالسيوف)
و كما قال صلي الله عليه و سلم
(و جعلت قرة عيني في الصلاه)
و ايضا كما قال في الصلاه لبلال
(أرحنا بها يا بلال)
و غير ذلك الكثير من الامثله علي لذة طاعة الله في الارض وفي الاخره في الجنه التي فيها ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر علي قلب بشر.
2- الصحبه الصالحه و كيف اجدها؟ في المسجد او البحث عن صديق قديم تاب الي الله.
3- تدبر القرآن و انصح بكتاب "الايمان أولا فكيف نبدأ به" كتاب رائع كان له اثر كبير في حياتي.
4- سماع الاشرطه الدعويه و انصح بشرائط الشيخ خالد الراشد و العريفي.
5- التفكر و المعاني الايمانيه و الخلوه و تخيل الاخره.
6- مجالسة العلماء و الدعوه الي التزام الدين فهذا من اقوي اسباب الثبات علي الدين.
7- الصبر و التضحيه في سبيل الله بكل ما اوتيت من قوه و ليكن هذا شعارك(الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر) .
8- الدعاء بيقين و ليس علي سبيل التجربه , و الصدق في طلب الهدايه.
و أسأل الله العظيم أن يتغمدني برحمته و أن يغفر لي و لك و لكل المسلمين اللهم تب علي كل عاصي مسلم و يسر لنا الهدي و التقي و العفاف و الغني اللهم و أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا و بين معصيتك انك ولي ذلك و القادر عليه.وانا أسف علي الاطاله و لكن سامحوني فقد استرسلت في الكتابه بدون شعور و طبعا انا اود ان اكون اخوكم كلكم و ان تقبلوا عاصي لله مثلي بينكم و بالله عليكم كل من قرأ هذا الموضوع يحاول نشره بين الغافلين خاصة و ان يدعوا لي بالهداية و الثبات
---------------------
للفايدة