نادمة واريد التوبة لله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخيتي التائبة الى الله
اسمك دليل على حرصك الشديد الى التوبة والرجوع الى الله وترك المعاصي وعدم شعورك بالخوف من اله هو طول الامل وحب الدنيا وعليك لكي تكوني خائفة من الله محبة في ترك المعاصى تذكر هادم الملذات ومفرق الجماعات فانه خير واعظ انه الموت غاليتي الموت الذي ياتي الينا بدون انذار
ماذا قدمت لاخرتك هل انت مطمئنة اذا فاجاك الموت بغتة ام ان عليك فعل الكثير الكثير من الاعمال الصالحة التي تقربك الى الله تمعني أخيتي وتديري هذه الاية العظيمة يقول تعالى : " الّم . أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون" ( العنكبوت 1-2 )
ليس اليمان بالكلمات ولكن بالقول والعمل اعملي دائما كل ما يقربك الى الله من العبادات والطاعات والذكر من قراءة للقران واستغفار وتسبيح حتي يظل قلبك رقيقا ولسانك رظبا بذكر الله وان شاء اله ستكونين افضل بكثير مما انت فيه
ولكن لابد من وقفة مع النفس فتنظري لاحوالك وتسالين نفسك : أتحبين الله ؟ فلم تعصينه ؟ كيف تتلذذين بأمر يغضب الله ؟ أتحبين الشيطان ؟ إذن لم تطيعينه طاعة عمياء ؟ لم أضعت تلك الساعات في كسب الذنوب ؟! ماذا لو مت وأنت تعصي الله ؟ أتلك هي الخاتمة التي تتمنيها ؟ أتضحي بما أعده الله لك من النعيم الأبدي مقابل لذة مؤقتة يتبعها ندم قاتل ؟ أتضحي بالجنة ونعيمها مقابل تلك القاذورات... ؟!!
هل أنت ضعيفة لهذه الدرجة ؟ هل تشعرين فعلا بالسعادة وأنت تعصين الله ؟ أين قوة إرادتك ؟ الشيطان يتباها بقدرته على إغوائك فهل ترضىن أن تكوني إضحوكة للشياطين ؟
حاولي دائما عندما تقتربين من اي معصية لخالقك ان تتذكري الموت ووحشته وتتذكري القبر وظلمته وان تتذكري النار وسعيرها
والله اخيتي لو ان اصبك لامسته حديدة محماة لم تتحملى المها فكيف بنار جهنم وشدة حرارتها اعاذنا الله واياك من نار جهنم
اقبلي اخيتي بكل جوارحك الى الله طالبة مستجدية متوسلة الية ان يتقبل توبتك وان يعينك على طاعته واعلمي ان الله يحب ان يرى عبدة تائبا طائعا
" التائب من الذنب كمن لا ذنب له " و ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : \" لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة , فانفلتت منه , وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فأضطجع في ظلها – قد أيس من راحلته – فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وان ربك – أخطأ من شدة الفرح – \"
هل تصورت هذا الفضل ؟ الله الغني عن عبادتك و عن عبادة الخلق الله الذي لم تنقص من ملكه معاصيك يفرح بتوبتك ؟؟ فأي دافع أكبر من هذا ؟؟
سبحان الله ... وما أجمل تلك الحكاية التي ساقها ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين حيث قال : \" وهذا موضع الحكاية المشهورة عن بعض العارفين أنه رأى في بعض السكك باب قد فتح وخرج منه صبي يستغيث ويبكي , وأمه خلفه تطرده حتى خرج , فأغلقت الباب في وجهه ودخلت فذهب الصبي غير بعيد ثم وقف متفكرا , فلم يجد له مأوى غير البيت الذي أخرج منه , ولا من يؤويه غير والدته , فرجع مكسور القلب حزينا . فوجد الباب مرتجا فتوسده ووضع خده على عتبة الباب ونام , وخرجت أمه , فلما رأته على تلك الحال لم تملك أن رمت نفسها عليه , والتزمته تقبله وتبكي وتقول : يا ولدي , أين تذهب عني ؟ ومن يؤويك سواي ؟ ألم اقل لك لا تخالفني , ولا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة بك والشفقة عليك . وارادتي الخير لك ؟ ثم أخذته ودخلت .
فتأمل قول الأم : لا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة والشفقة .
وتأمل قوله صلى الله عليه وسلم \" الله أرحم بعباده من الوالدة بولدها \" وأين تقع رحمة الوالدة من رحمة الله التي وسعت كل شيء ؟
فإذا أغضبه العبد بمعصيته فقد أستدعى منه صرف تلك الرحمة عنه , فإذا تاب إليه فقد أستدعى منه ما هو أهله وأولى به .
فهذه تطلعك على سر فرح الله بتوبة عبده أعظم من فرح الواجد لراحلته في الأرض المهلكة بعد اليأس منها .
حين تقعي في المعصية وتلمي بها فبادري بالتوبة وسارعي إليها , وإياك والتسويف والتأجيل فالأعمار بيد الله عز وجل , وما يدريك لو دعيت للرحيل وودعت الدنيا وقدمت على مولاك مذنبة عاصية,ثم أن التسويف والتأجيل قد يكون مدعاة لاستمراء الذنب والرضا بالمعصية , ولئن كنت الآن تملك الدافع للتوبة وتحمل الوازع عن المعصية فقد يأتيك وقت تبحثي فيه عن هذا الدافع وتستحثي هذا الوازع فلا يجيبك .
لقد كان العارفون بالله عز وجل يعدون تأخير التوبة ذنبا آخر ينبغي أن يتوبوا منه قال العلامة ابن القيم \" منها أن المبادرة إلى التوبة من الذنب فرض على الفور , ولا يجوز تأخيرها , فمتى أخرها عصى بالتأخير , فإذا تاب من الذنب بقي عليه التوبة من التأخير , وقل أن تخطر هذه ببال التائب , بل عنده انه إذا تاب من الذنب لم يبقى عليه شيء آخر .
وبعد هذا الحديث اسال الله لنا ولك الهداية والتقى والمغفرة والعفو من الله عز وجل وان يعمر قلوبنا بحبه وطاعته وييسر لنا واياك كل عسيير
اسعدك الله وانار دربك وهداك لما يحب ويرضى
اختك في الله المؤمنة بالله
-------------------
للفايدة