*** الإخــــلاص***
ما هو الإخلاص ؟
الإخلاص هو أن يجعل المسلم كل أعماله لله - سبحانه - ابتغاء مرضاته ،
و ليس طلبًا للرياء و السُّمْعة ؛ فهو لا يعمل ليراه الناس ، و يتحدثوا عن أعماله ،
و يمدحوه ، و يثْنُوا عليه .
الإخلاص واجب في كل الأعمال :
على المسلم أن يخلص النية في كل عمل يقوم به حتى يتقبله الله منه ؛
لأن الله - سبحانه - لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصًا لوجهه تعالى .
قال الحق سبحانه و تعالى في كتابه :
{ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء }
البينة: 5].
كما قال جلّ فى عُلاه :
{ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ }
[ الزمر : 3 ] .
قال صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :
( إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصًا، وابْتُغِي به وجهُه )
[ النسائي ] .
و الإخلاص صفة لازمة للمسلم إذا كان عاملا أو تاجرًا أو طالبًا أو غير ذلك ؛
فالعامل يتقن عمله لأن الله أمر بإتقان العمل و إحسانه ،
و التاجر يتقي الله في تجارته ، فلا يغالي على الناس ،
إنما يطلب الربح الحلال دائمًا ،
و الطالب يجتهد في مذاكرته و تحصيل دروسه ،
و هو يبتغي مرضاة الله و نَفْع المسلمين بهذا العلم .
الإخلاص صفة الأنبياء:
قال تعالى عن موسى -عليه السلام-:
{ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولا نَّبِيًّا }
[ مريم : 51 ] .
و وصف الله - عز و جل - إبراهيم و إسحاق و يعقوب - عليهم السلام - بالإخلاص ،
فقال تعالى :
{ وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ* إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ * وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الأَخْيَارِ }
[ ص : 45-47 ] .
***
هاجرت إحدى الصحابيات من مكة إلى المدينة المنورة ،
و كان اسمها أم قيس ، فهاجر رجل إليها ليتزوجها ،
و لم يهاجر من أجل نُصْرَةِ دين الله ،
فقال صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :
( إنما الأعمال بالنيات ، و إنما لكل امرئ ما نوى ؛
فمن كانت هجرته إلى الله و رسوله ؛ فهجرته إلى الله و رسوله ،
و من كانت هجرته لدنيا يصِيبُها أو امرأة ينكحها ( يتزوجها ) ؛
فهجرته إلى ما هاجر إليه )
[متفق عليه].
** أنواع الإخلاص **
1 ـ إخلاص النية والقصد
2 ـ إخلاص فى الأقوال
3 ـ إخلاص فى الأفعال
4 ـ إخلاص فى المحبة
5 ـ إخلاص فى الإخاء
* جزاء المخلصين : *
المسلم المخلص يبتعد عنه الشيطان ، و لا يوسوس له ؛
لأن الله قد حفظ المؤمنين المخلصين من الشيطان ،
و نجد ذلك فيما حكاه القرآن الكريم على لسان الشيطان :
{ قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ *
إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ
}
[ الحجر : 39-40 ] .
قد قال الله تعالى في ثواب المخلصين و جزائهم في الآخرة :
{ إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللَّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلَّهِ
فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا
}
[ النساء : 146 ] .
صدق الله العلى العظيم