أمنية عظيم
جلس أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – بين أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، وقال لهم : تمنوا ( أي ليقل كل واحد منكم عن الأمنية التي يرغب فيها ويتمناها).
_ فقال واحد من الجالسين معه : أتمنى لو أن هذه الدار مملوءة ذهباً ، فأنفقه في سبيل الله .
فرح أمير المؤمنين بما قال صاحبه ، فهو يتمنى أن يكون غنياً ليجاهد بماله في سبيل الله ، ثم قال أمير المؤمنين : تمنوا.
_ فقال رجل أخر : أتمنى لو أن هذه الدار مملوءة لؤلؤاً أو زبرجداً ، فأنفقه في سبيل الله وأتصدق .
وفرح أمير المؤمنين بأمنية هذا الرجل الذي يحب أن يكون غنياً ليجاهد بماله في سبيل الله ، ويتصدق به أيضاً ، والصدقة عظيمة وثوابها كبير .
ولكن ... يبدو أن أمير المؤمنين يردي أمنية أخرى . فقال مرة ثالثة: تمنوا.
فقالوا : ما ندري يا أمير المؤمنين .. فقل لنا أمنيتك.
فقال أمير المؤمنين عمر : أتمنى لو أن هذه الدار مملوءة رجالاً مثل أبي عبيدة بن الجراح ، ومعاذ بن جبل ، وسالم مولى أبي حذيفة ، وحذيفة بن اليمام ، وعرف أصحاب أمير المؤمنين أي أمنية عظيمة يتمناها هذا الخليفة العظيم ، فالرجل هو الأساس في نشر الدعوات وقيام الدول وبناء الحضارات وخاصة عندما يكونون قادة مجاهدين وعظماء ، كأبي عبيدة ومعاذ وسالم وحذيفة ، رضي الله عنهم ، فهم من التلاميذ النجباء الذين تخرجوا في مدرسة القائد محمد صلى الله عليه وسلم .
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبــه بالكرام فلاح.
-------------
للفايدة