الاقنعة المهتريـــــــة
إنسان هذا الزمان علمته مآسي مجتمعه
أن يتوارى خلف وجه جامد صلب يقبع وراءه كائن هش !
فيبدو مثل شجرة باسقة غليظة الجذر وفيرة الأغصان
يظنها الرائي راسخة كجبل أو وتد
ولكن جذعها لا يحتوي إلا على تجويف هائل لا يملؤه سوى الفراغ
وهكذا يخفي مظهرها العظيم ومحتواها الفارغ .. !
كذلك صارت حال الإنسان الآن
يبدو وجهه جليدياً على الرغم من احتراق قلبه
يرتدي قناعاً صخريا صلداً
وفق المواصفات الاجتماعية والأخلاقية القويمة
ولكنه لا يبحث عن الفضيلة الحقة في جوهرها
حيث لم يعد يعبأ إلا بصورته الاجتماعية البراقة
فهي المبتغى الأوحد والمرتجى الأسمى
ولا يهم بعد ذلك إن كانت الصورة مزيفة أو الأخلاق معوجة !
فلا أحد من البشر يقوى على مجابهة وجوهه الأخرى
ولا أحد يريد التخلي عن أقنعته المهترئة !
-------------
للفايدة