عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-2013, 09:13 PM   #980
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

اللسان سيف قاطع والكلام سهم نافذ

انه اللسان به يسلم الإنسان في الدنيا والآخرة وبه يخسر، به يقدم وبه يؤخر، به ترتفع مكانة صاحبه بين الناس ويحبب إليهم إذا قال الكلمة الصحيحة في زمانها ومكانها ليصبح في أعين الناس رزين الطبع قوي النفس، خفيف الظل لا يستغله احد، بخلاف صاحب اللسان المشرع الذي يكثر من اللغو والثرثرة ويتكلم فيما ينفع وفيما لا ينفع ويتحدث فيما يعلم وفيما لا يعلم، انه الذي سيبغضه الناس ويكرهون قربه، وينفرون من مجالسته ويبتعدون عنه ما استطاعوا لذلك سبيلا. وليس هذا فحسب بل انه الإنسان محاسب على ما يتفوه به لسانه ومؤاخذ على ذلك عند الله تعالى. ولقد قال في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه".
ومن وصايا سيدنا لقمان لابنه قوله:" يا بني إياك وفضول الكلام فإن هناك كلاما أقسى من الحجر، وأمر من الصبر، وأحر من الجمر وأنفذ من الإبر، واعلم أن القلوب حقول فازرع فيها طيب الكلام ومفيده، فإذا لم ينبت كله نبت بعضه واعلم أن اللغو منه ضار بقائله وسامعيه وأنصف أذنيك من لسانك فان الله ما جعل لك لسانا واحدا وأذنين إلا لتسمع أكثر مما تقول واعلم أن أكثر الناس ذنوبا أكثرهم كلاما فيما لا يعنيه".
إن فاتورة الهاتف إذا جاءت احدنا وكان المبلغ المطلوب دفعة كبيرة فان احدنا قد يستغرب ذلك ويطلب كشفا تفصيليا للمحادثات التي خرجت من هاتفه، ثم يبدا بالتصبب عرقا ويروح يراجع نفسه عن تلك المكالمات التي جلبت له تلك التكاليف الغالية فيأخذ نفسه بالحزم فيطلب أن يكون هاتفه للاستقبال فقط وليس للإرسال حتى لا يظل يتكلم كثيرا بما لا ينفع ...
سبحان الله، كيف، ولماذا يحزم الإنسان منا مع لسانه خوفا من فاتورة الحساب والتكاليف المالية العالية لشركة الهاتف فيحيل كثيرا من مهام لسانه إلى أذنيه يستمع أكثر مما يتكلم، بينما هو لا يكون حازما مع لسانه دائما في أقواله كلها خوفا من فاتورة الحساب يوم القيامة.
نعم، إن فاتورة الحساب الأخروي يوم القيامة على حصيلة كلامك حصائد لسانك هي اشد حرجا وهما من فاتورة مكالمات الهاتف في الحياة الدنيا.
إن هذه مما يمكن تعويضها والإقلال منها وضبطها في الشهر القادم، ولكن هيهات هيهات أن يكون لك ذلك في الآخرة. إذا كشفت لك فاتورة الأعمال وحصائد اللسان يظهر فيها كل صغيرة وكبيرة، من حق وباطل، خير وشر وطاعة ومعصية فاقرا وتمعن يوم القيامة في فاتورة أعمالك{ اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا} ولكن دون ان تملك القدرة للتصحيح ومراجعة الحسابات.
انه الوقوف بين يدي الله يوم القيامة والسؤال عن كل هذا العمر فيما أفنيته والشباب فيما أبليته، وعن ذلك اللسان وما قال واليد وما فعلت والعين وما نظرت والأذن وما سمعت وكل الجوارح وما صنعت
.

--------------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس