
05-03-2013, 06:35 AM
|
|
رحيل رجل الطيب بقلم احمد المليكي
رحيل رجل الطيب والصوت الحاني

غابت عن دكة القعود المحاذية لمصلاهم الصغير ابتسامة ونداءات الاحباب بينما لازالت أرجاء وادي القعود تردد أذانه الروحاني الذي اشبع اشجاره وطيوره بشجن الدين لرخامة ذاك الصوت الذي حمل في قلوبنا حب الصلاة وترانيم الود فصوته ارتبط ذهنيا مع افئدتنا بلغة حانيه تطرب لها الآذان
كيف لا وهو صاحب الضحكات الملازمه فمعاشرته لأحفاده وابنائة واخوته رسمت دروب الطيب والنخوه والعطاء بصدق
استلهمت من شخصيته حب الناس فلا يكاد يخلو بيت لا يعرف العم شباب ذاك الرجل الذي اغرق الجميع بعفويته وتسامحه كيف لا والعامل الاجنبي يقف حبا وسلاما للعم شباب ويبكي كبكاء الثكالى علي حافة قبره كيف لا والعم شباب يقف مصافحا للصغير والكبير بحميمية متناهية تؤصل في مشاهدته تجسيد الطيب في هيئته المتواضعه
آه ما اتعس تجربتي في الحياه حيث لم يتسن لي تقديم هديه ابوح بها لصديقي الكبير حين سموني به بأس ما انا عليه من تأنيب
كنت قد وعدته يوما ما أن اخرج معه للسفر والاستطباب اعترف باني كاذب اخذته دنياه وتركت وعده لصاحبه
لن استطيع سرد تفاصيل تلك الشخصية العظيمه بحبها ومكانتها بين الناس
حينما يحتدم النقاش العائلي لتفاصيل دنيويه في سهر الصيف وعندما يتحدث يسكت الجميع لماذا لأنه حديث القلب والعقل لانه ببساطه رجل لا تاخذه في الله لومة لائم يقول الحق ولو علي نفسه
يحنق ابناؤة علي مواقفه مع اخوته لتنازله عن بعض حقه ليعود اليهم ضاحكا ويقول "ليست الا دنيا ولن يؤثر فيّ او فيكم مترا او مترين في الدنيا" ليكسب حب اخوته وهو يعلم يقينا بأن حناجرهم ستطرب بالدعاء له في ظهر الغيب
كان شقيا في عطائه ممهلا لما له علي الناس وكان مفرطا في حساسيته عندما يكون للناس شي عنده
دخل في قضايا الصلح مشاركا برأيه وكان الراجح دائما مدعوا لها بطيب خاطر
كان مؤتمنا علي صناديق الخير في قريته
اي رجل انت ياشباب ابكتك العيون والمآقي حتي الجدران
اقتلعت من قلوبنا الضغينه وانبتت مكانها الحب والاخاء
لن ينسوك احبابك
لن تنساك ماذنة مصلانا
لن ينساك عامل اجنبي اتي للقمة عيش فاشفقت عليه بحنانك
لن ينساك فتيات القريه وما جاورها لفرط ابوتك وحرصك عليهن عند ايصالهن لطلب العلم
لن ينساك أخواك اللذان تأكلهما الحسرة علي التقصير معك
لن ينساك ابناؤك ببرك لهم وبرهم لك
لن ينساك ابناء اخوتك لسماحتك معهم وحبك لهم بتأصيل معني العمومه
لن ينساك احفادك اللذين ربيتهم بين جوانحك بلين وعطاء
لن تنساك الزوجة التي تلهج بالدعاء لك في كل لحظه شاركتك بها في حياتك
لن تنساك الاخوات اللاتي علمتهن معنى الاخ الصادق
هكذا تركتنا بقلب فتح الخطوط علي مصراعيها عندما زرعت الطيب في بيتك وأهلك
فلله ما اخذ وما اعطى
ناذرا بأن ادعو لك ما حييت بأن يرحمك بواسع رحمته يا رجل الطيب
احمد المليكي -مطار جده
الاثنين ربيع ثاني
٢٢-٤-١٤٣٤ ---- ٤-٣-٢٠١٣ م
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|