شريك في الإثم
لم تكن حياتي ولله الحمد فيها ما ينغص أو يكدر، حتى تعلق قلبي بابنة عمي عندما ناهزت الحلم، وكنت أتتبع أخبارها، وأسأل عن دراستها حتى ملك حبها قلبي وأصبحت أسيراً لها! وعندما انتهيت من الدراسة الثانوية طلبت من والدتي أن تفاتح أبي في أمر زواجي من ابنة عمي لكنها رفضت وأصرت على الرفض! وعندما لاحظت شرودي وطول تفكيري أخبرت والدي الذي رفض رفضًا قاطعًا، وعلل الأمر! بالدراسة وقال: إذا أنهى دراسته الجامعية عندها يتم الأمر وسارت الأيام على غير ما أحب وبدأت أشعر بفراغ عاطفي، ثم بتأثير صحبة سيئة سافرت للمرة الأولى خارج المملكة وليتني مت قبل هذا، فقد وقعت في أمور عظيمة وفواحش متتابعة حتى استمرأت الأمر! وما أن أنهيت الدراسة الجامعية حتى كان الزواج آخر اهتماماتي،بل لم أفكر فيه اطلاقًا! والتحقت بعد التخرج بوظيفة خارج مدينتي واسودت صحائفي كل يوم بالمعاصي والذنوب وكانت الطامة التي ختمت ذلك بأن طلب مني الدراسة لمدة ستة لأشهر في بلد كافر! وحدث ما شئت حتى عدت بعدها وقد أظلتني سحابة المعصية وأمطرت علي شهب الذنوب وتأملت أمري فإذا بابنة عمي لديها أربعة أطفال وتعيش مع رجل عليه سمات الخير والصلاح مع حسن أدب وكثرة صمت! عندها علمت بعد هذه السنوات جريرة أبي وكيف دفع بي إلى المعاصي والذنوب وهو أول من أتعلق برقبته يوم القيامة جزاء رفضه وعدم قبوله إعفافي وصيانتي بالزواج المبكر!
يا أبي: حرم الله وجهك عن النار أصغ قليلاً لحديث النبي صلي الله وهو يقول:«كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته». وأنا والله من رعيتك التي أخشى أن تعاقب بسبب تفريطك فيها وإهمالك رعايتها!
-------
المستشارة
إذا ادلهمت الدروب واحتار المرء في أمر يواجهه..سعى إلى قريب أو صديق أو زميل يستشيره في أمره وملمته، ولهذا كان أمر المستشار عظيماً وهو مؤتمن كما قال r.
وبعض الفتيات أو الشباب مستشارهم في أمور عظيمة من يماثلونهم في أعمارهم، لذا نجد أن الاستشارة ناقصة بسبب تقارب السن أولاً، ثم بسبب عوامل أخرى، فهناك حاقدة وآخر مستفيد من زميله، وثالث يريد أن يدلي برأي يخالف الجميع ورابع لديه رأي فاسد: استمتع بالدنيا وما الذي يجعلك تستعجل! ولو أراد الفتى أو الفتاة أمراً من الأمور الأخرى لاستشار مختصًّا في مجاله، هاهو يذهب ليسأل صاحب السيارات عن الأسعار والموديلات والأجود والأحسن، والفتاة تسأل عن أنسب الألوان وأحدث الموديلات وأجمل القصات.. ليس من جدتها ولا من أبيها لكن من المختصات في هذا المجال، أو من ترى لهن اهتماماً بذلك!
فتاة شابة تقدم لها شاب حافظ كتاب الله -عز وجل- ومن أئمة المساجد المعروفة جداً.. لكنها أعادته كسير الخاطر.. لماذا ؟ لأن المستشارة قالت لها: قد يكون متشدداً.. دعيه سوف يأتي من تفرحين وتسرين بالحياة معه.. ثم هو قصير في جسمه.. فلماذا العجلة الشباب كثر والمواصفات المطلوبة في الفتيات أخذت منها النصيب الأوفى!
أجابت المخطوبة وكأنها تريد رأياً يشد أزرها فهي ترغب في الشاب، لن يتكرر مثل هذا الشاب فحفاظ كتاب الله قلائل في العالم وليس عندنا فحسب! لكنها في النهاية استجابت لرغبة المستشارة وفوتت فرصة لا ترد.. ثم ساق الله لها رجلاً فيه من حسن المظهر والملبس والحديث ما تريد، لكنه في النهاية لا يصلي إلا إذا أراد ذلك! وكأنه الأمر إليه! وكلما أتى رمضان ذهبت لتصلي التراويح خلف خاطبها السابق وهو يرتل القرآن ترتيلاً ويجوده تجويداً.. وتتحدر دموعها وتدعو على تلك المستشارة الخائنة!
ولهذا حري بكل فتى وفتاة أن يسأل العلماء وطلبة العلم حينما يفكر كل امرء بالزواج وما هو المناسب، وفي حديث
النبي r للفتيات غنية: «إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه» [رواه الترمذي] وفي حديثه r للشباب، أعظم نصيحة: «فاظفر بذات الدين تربت يداك».
------------
للفايدة