رد: رحيل رجل الطيب بقلم احمد المليكي
لن ننساه جميعاً ما حيينا
ولن أنسى شخصياً ومعي والدي حفظه الله وشافاه ، وشقيقي صالح وفقه الله ، حين تعنّى بعد مراجعته الأولى رفق أبنيه الأخوين الكريمين عبدالواحد وعثمان لمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض لزياة والدنا ، ووالله لأشفقنا عليه أن تعنّى وهو يعاني ويكابد أوجاعه ليقوم بواجب تلك الزيارة ويطمئن على ابن عمه وأخيه
للجميع أن يتخيل عِظم هذا الموقف ، ونبل هذا الفعل
جلس وتجاذبنا معه الأحاديث وكنا نشعر بما يعانيه ، لكنه كان مؤمناً صابراً محتسباً ، متناسياً ما يعانيه ، يتبسم ، يمازح ، ويشد من أزر والدي ويرفع من معنوياته
غادرنا في تلك الزيارة وعيوننا ـ والله تهرق بالدموع ـ ودعونا له من قلب صادق غير معترضين على قدر كان الله كاتبه
وبذات تلك العزيمة الإيمانية الصادقة ، وذاك اليقين بما كتبه الله ، كان حاله في زيارةٍ قمت بها ومعي شقيقي صالح له بمنزل الأخ عثمان برغم أن المرض كان يشتد به
ما يعزينا في الفقيد صدقه مع ربه وصبره واحتسابه طيلة مرضه ، وذكره الطيب بين الناس ، ونسأل الله صدق وعد نبيه أن يكون مع الشهداء ( المبطونين )
وتحضرني في مقام الفقيد النقي التقي ، قصيدةٌ كان العنقري قد رثى بها الجد سعيد بن صهيب رحمهم الله جميعاً
لتعبر عن لسان حالنا :
[poem=font="Simplified Arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
لقد قالها من شيّعوك ولم تزل=يرددها الباكي إذا ما دنى الأجل
يقولون حِملاً أبهر الناس حملَه=خفيفٌ من الدنيا نقيٌ من الزلل
فقلتُ لهم ولّى وخلّف أدمعي=فيا ليتني ذاك الذي مات وارتحل
يحدثني صحبي بكل فكاهةٍ=يظنون أن السخف يقضي على الوجل
يظنون أني سوف أضحك والأسى=يزيد لهيب الدمعِ باليأس والملل
فقلت لهم تالله لست بناسيِ=رفيق فؤادي من له بعد ما أفل
يراودني خوفُ من العيش بعده=وهل بعده يُخشى على العيش والأمل[/poem]
رحم الله أبا الجميع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|