عرض مشاركة واحدة
قديم 13-03-2013, 12:10 PM   #1254
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الإستغفار فضائل وآثار




لقد عاد الحجاج من حجهم , وقفلوا من مناسكهم , رجعوا إلى بلدانهم آيبون تائبون عابدون لربهم حامدون , عادوا بما منّ الله عليهم من عظيم الفضل وجميل العطاء بعد أن أدوا تلك المناسك ووقفوا تلك الوقفات , والمتأمل لآيات الحج يجد أنها قد ذكّرت الحجاج بأمر عظيم يظهر فيه ضعف المرء وعدم قدرته على كمال العمل , وأن النقص صفةٌ لازمةٌ له فأمرت بما يكمله وذلك بالإستغفار, قال اللّه تعالى (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم) [البقرة:199].
والإستغفار عبادة جليلة شرعها الله في ختام كل عمل صالح ففي الصلاة يسن للمصلي أن يستغفر ثلاثاً بعد انقضائها فيقول : استغفر الله استغفر الله استغفر الله
وبعدما ذكر الله أشراف الأمة والقائمين بحق ربهم - أهل الليل الأطهار - وصف حالهم وهم يتسغفرون فقال "كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ "
وفي خاتمة سورة المزمل بعدما ذكر الله أمره لنبيه بصلاة الليل ووصف حاله وحال من معه من صحابته الكرام قال سبحانه : "وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضا حسنا وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا واستغفروا الله إن الله غفور رحيم "
وكان رسول الله يكثر من الإستغفار في آخر حياته ممتثلاً أمر ربه عز وجل بقوله " فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً "
بالإستغفار يُرفع العذاب عن الأمة , فقد جعل الله للأمة أمانين أما أحدهما فهو وجود النبي عليه الصلاة والسلام بينها وقد مضى إلى ربه عليه الصلاة والسلام ولم يبق لها إلا الأمان الثاني وهو – الإستغفار - قال سبحانه : " وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ "
﴿سورة الأنفال٣٣﴾
وفي بعض آثار بني إسرائيل : إن الله أوحى فيما أوحى إلى موسى أن أحب عبادي إلي الذين يمشون في الأرض بالنصيحة ، والذين يمشون على أقدامهم إلى الجمعات ، والمستغفرون بالأسحار ، أولئك الذين إذا أردت أن أصيب أهل الأرض بعذاب ثم رأيتهم كففت عنهم عذابي .
بكثرة الإستغفار ينال العبد رحمة الله عز وجل قال تعالى : {لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}
وبه تُنال خيرات الدنيا والآخرة , ففي خبر نوح عليه الصلاة والسلام وترغيبه لقومه بهذا الذكر العظيم , قال تعالى:
"
فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا
وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا
"
فتأمل معي هذه الآيات لترى آثار هذا الذكر العظيم , رحمة الله بالغيث وإنبات الزرع ووجود الحياة والإمداد بالولد والمال والحياة الطيبة البهيجة كلها تُنال بالإستغفار
وفي السيرأن الحسن بن علي رضي الله عنهما وَفد على معاوية رضي الله عنه ، فلما خَرَج تَبِعَه بَعض حُجّابه ، فقال : إني رجل ذو مَال ، ولا يُولَد لي ، فَعَلِّمْني شيئا لعل الله يَرزقني وَلدا . فقال : عليك بالاستغفار . فكان يُكْثِر الاستغفار حتى ربما استغفر في يوم واحد سبعمائة مرة , فأكثر الله ولده حتى ولد عشرة من الأبناء
يامن تشكو من كثرة الهموم والغموم وضيق العيش عليك بالإستغفار ففي حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من لــزم الاستغفار جــعل الله لـه من كل هم فـرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب " سنن أبي داود
كثرة الإستغفار سبب لفرح المؤمن يوم القيامة قالت عائشة رضي الله عنها
" طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً "
وعن الزبير: "من أحب أن تسره صحيفته فليكثر فيها من الاستغفار". صحيح الجامع حديث رقم (5955).
هو أعظم مجاور لك في قبرك قال أبو المنهال:
ما جاور عبد في قبره من جار أحب من الاستغفار
به النجاة من التبعات وآثار الذنوب والآثام ففي حديث زيد بن حارثة رضي الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان فر من الزحف"
وقال علي رضي الله عنه: " العجب ممن يهلك ومعه النجاة، قيل: وما هي ؟ قال: الاستغفار".
وقال قتادة:
إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم، فأما داؤكم فالذنوب، وأما دوائكم فالاستغفار
هو أدب عظيم من آداب النوم , وذكر مبارك فضله جليل فقد جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قال حين يأوي إلى فراشه أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات غفر الله له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر أو عدد رمل عالج أو عدد ورق الشجر أو عدد أيام الدنيا " حديث حسن


يا رب عبدك قد أتاك
وقد أساء وقد هفا
يكفيه منك حياؤه

من سوء ما قد أسلفا
حمل الذنوب على

الذنوب الموبقات وأسرفا
و قد استجار بذيل

عفوك من عقابك ملحفا
رب اعف و عافه

فلأنت أولى من عفا

وأنفع الإستغفار ما كان القلب فيه حاضراً , والنفس معترفةٌ بالذنب والتقصير , فينبغي لك أيها المؤمن أن تستغفر ربك وقد استحضرت ذنوبك وجعلتها بين ناظريك , واستحضرت عظيم جنايتك وتقصيرك في جنب الله .
الزم الإستغفار في كل وقت وحال
فقد قال لقمان لابنه
يا بني، عوِّد لسانك ، فإن لله ساعات لا يرد فيها سائلاً.
قال الحسن:
أكثروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طرقاتكم، وفي أسواقكم، وفي مجالسكم، فإنكم لا تدرون متى تنزل المغفرة .
وأفضل صيغ الإستغفار ما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: " سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني، وأنا عبدك، وأنا على عهدك، ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت "رواه البخاري.
وقد جاء في فضلها " أنه من قالها في يومه موقنا فمات من يومه دخل الجنة , ومن قالها في ليلته موقنا فمات في ليلته دخل الجنة " وتأمل في قوله – موقناً – ليستحضر العبد ربوبية الله له , واعترافه بجنايته وتقصيره , وأنه لا إله إلا الله يغفر الذنوب ويقيل العثرات فيسأله المغفرة والرحمة
وفي حديث عبد الله بن عمرو أن أبا بكر قال: يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي؟ قال: قل: " اللهم إني ظلمت نفسي ظلمـًا كثيرًا ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم "رواه مسلم.
جعلني الله وإياكم ممن غفر الله لهم ذنوبهم وستر عيوبهم
--------------

للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس