سعة رحمة الله
شرح الحديث :
قوله تجاوزبمعنى : عفا
الخطأ:فعل الشيء عن غير قصد
النسيان: ذهول القلب عن شيءمعلوم ،
والاستكراه : إلجاء " إرغام " الإنسان،
وهذه ثلاثة أشياء بين فيها النبي صلى الله عليه وسلم أنالله تجاوز عن أمته
هذه الأشياء الثلاثة وقد دل على ذلك القرآن قال الله تعالى:
{ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}
البقرة 286
وقال الله تعالى:
{ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ }
الأحزاب 5
وقال تعالى:
{ مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ
وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }
"النحل 106
فيستفاد من هذا الحديث فوائد:
منها سعة رحمة الله عز وجل وأن رحمته سبقت غضبه،
ومنها أن الإنسان إذا فعل الشيء خطأ فإنه لا يؤاخذ عليه ولكن إن كان
محرما فإنهلا يترتب عليه إثم ولا كفارة ولا فساد عبادة وقع فيها ،
وأما إن كان ترك واجب فإنهيرتفع عنه الإثم ولكن لابد من ترك
تدارك الواجب.
ومن فوائد الحديث
أن من أكره على شيء قولي أوفعلي فإنه لا يؤاخذ به لقوله:
(وما استكرهوا عليه)
وهذا عام سواء كان الإكراه على فعل أو على قول ولا دليل لمن فرق
بين الإكراه على الفعل والإكراه على القول..
ولكن إذا كان الإكراه في حق آدمي فإنه يعامل بماتقتضيه الأدلة الشرعية
مثل: أن يكره شخصا على قتل شخص آخر فإنه يقتل المكِره والمكرَه
لأن الإكراه لا يبيح قتل الغير ولا يمكن ولا يجوز للإنسان أن يستبقي حياته
بإتلاف غيره.
والله تعالى أعلم
-----
للفايدة