الزواج المبكر
لقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم الشباب وصية جامعة كما رواها ابن مسعود -رضي الله عنه- في قوله: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم شباباً لا نجد شيئاً فقال: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء»(رواه البخاري ومسلم).
ولهذا بادر هؤلاء الشباب -رضوان الله عليهم-، مع ضيق حالهم لتنفيذ وصية النبي صلى الله عليه وسلم فحفظت لنا كتب السير نماذج من مبادرة هؤلاء في الزواج فمن ذلك:- عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- وقصته مشهورة في تزويج أبيه له امرأة من قريش. ومنهم أبو أسيد الساعدي -رضي الله عنه-، فقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم في زواجه كما سبق. ومنهم جابر بن عبدالله بن عمرو بن حرام -رضي الله عنهما- وقصته مشهورة، قال: تزوجت امرأة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلقيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال:«يا جابر تزوجت؟» قلت: نعم، قال:«بكر أم ثيب؟» قلت: ثيب، قال:«فهلا بكراً تلاعبها؟» قلت: يا رسول الله إن لي أخوات فخشيت أن تدخل بيني وبينهن، قال:«فذاك إذن، إن المرأة تنكح على دينها ومالها وجمالها، فعليك بذات الدين تربت يداك»(رواه البخاري ومسلم). ومنهم أسامة بن زيد -رضي الله عنهما-، كما في قصة فاطمة بنت قيس -رضي الله عنها- أن زوجها طلقها ثلاثاً فلم يجعل لها رسول الله صلى الله عليه وسلم سكناً ولا نفقة، قالت، قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إذا حللت فآذنيني» فآذنته، فخطبها معاوية، وأبو جهم، وأسامة بن زيد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أما معاوية فرجل ترب لا مال له، وأما أبو جهم فرجل ضراب للنساء، ولكن أسامة بن زيد» فقالت بيدها هكذا: أسامة أسامة، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:«طاعة الله وطاعة رسوله خير لك» قالت: فتزوجته فاغتبطت. ومنهم أيضاً عمر بن أبي سلمة الذي ولد قبل الهجرة بسنتين تزوج في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وقد احتلم، فسأل عن القبلة للصائم. ومنهم أيضاً عبدالله بن أبي حدرد فقد حدث عن نفسه أنه تزوج امرأة فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعينه في صداقها، فقال:«كم أصدقت؟» قال قلت: مائتي درهم، ثم أرسله صلى الله عليه وسلم في سرية فأصاب منها. ومنهم أبو اليسر كعب بن عمرو الأنصاري فقد أثبت أهل السير لولده يزيد الصحبة
------------
للفايدة