[عبدالله الحديبي]

رفقاً بحالك ايّها المتزملُ .. ما للخلايا في شفاتك تقتل !
حرّفت آياتُ الجمالِ لمبسمٍ .. كالوردِ بالطيبِ المسسمِ يذبلُ
وتكوّنت من فوق رأسك حاصبٌ .. قد اهلكت جيش العزائم / جحفلُ
وشربت اقداحاً تفوح بسكرةٍ .. تترنّح الاعضاءُ منها وتثملُ
وسكنت حِنْدِس اقنط المرضى وقد .. خرّت قواك وبالهوانِ مكبلُ
وكأنها ضلقت عليك وسيعة .. وخنقت نفسك حين فاض المرجلُ
يا ايها المتزملُ الأيام لن .. تصفو لمن قالوا وليسوا يفعلوا
اطلق عنان العزمِ في الدنيا وقل .. عنقي على موج الشدائد اطولُ
سحقاً لدنيا لن تدومُ لإمرئٍ .. مهما تعيش النفسُ فيها ترحل
واعمل على اخرى تزينُ بجنةٍ .. طوبى بها للفائزينَ ومنزلُ
يا ايها المتزملُ الدنيا لنا .. حصدٌ / فأسقِ الحصدَ اعذبُ منهلُ
مهما سئمت من المساءِ وكَرْبه .. فغداً يحُلّته الجديدة اجملُ
ان الطموحَ سفينةٌ ربّانُها .. من انجمِ الصبر استدلَّ ويَوصلُ
انظر الى تلك البحارُ وحالها .. كم من قديم العصرِ فيها يُحملُ
لم ترْجُ من احدٍ بماءٍ يسقها .. غير الالهِ وذو العطاء الاجزلُ
ارفع يديك اليه صدقَ تضرعٍ .. واسأله سُئل المؤمن المتأملُ

عبدالله الحديبي
17/5 /1434هـ