عرض مشاركة واحدة
قديم 08-04-2013, 06:37 PM   #1887
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

قصة ذي القرنين


نشأة ذي القرنين
نشأ ذو القرنين في أمة مستبعة ،طغت عليها أمة مجاورة لها ، فسلبتها حريتها وبسطت عليها سلطانها الجائر .
ولم يكن لهذا الشاب قرنان، ولكن قومه سموه بذلك إعجابا به، وتقديرا لشجاعته وهمته العالية.
وكانت تلك الأمة الذليلة الضعيفة المستبعدة التي نشأ فيها ذو القرنين لا تستطيع أن تدفع عن نفسها شيئا،ولا أن تنهض لا سترداد ما فقدت من حريتها وكرامتها .
الدعوة إلى التوحيد
أقبل ذو القرنين على قومه يبشر فيهم بتوحيد الله، ويدعوهم إلى الإيمان به وحده.وإستمر ذو القرنين المؤمن القوي يدعو في قومه بدعوة الإيمان والتحرير،فنفر منه جمهور من الناس،وسخر به كثيرا منهم ،وكان كلما أمعن في دعوتهم وبالغ في نصيحتهم ،إزدادوا منه نفورا،وعنه إعراضا،ولكنه لم ييأس،فظل ثابتا على دعوته،مؤمنا بأن النصر سيكون حليفه .

تعليم الشباب


إتجه ذو القرنين إلى الشباب ينير أذهانهم وينفخ فيهم من روح الإيمان والصدق،فاستمعوا له،وأقبلوا عليه وأحبوه،وآمنوا بدعوته فنما شأنه في الأمة ،وقوي أمره ،وبدأ العقلاء يدركون أن ما يدعو إليه هو الحق،ولكن ظل الكثير على النفور منه،والسخرية به.
رؤيا عجيبة


وذات ليلة رأى ذو القرنين في منامه رؤيا عجيبة ،رأى كأنه إرتفع إلى ملك الشمس العالية أو كأن الشمس هي التي دنت إليه حتى أمسك قرنيها بيديه القويتين المباركتين.فاستيقظ من فوره يقص رؤياه على أنصاره وهو منشرح مبتهج.
تفسير الرؤيا

وفسر العقلاء ذلك بأن أمره سيقوى ويعظم،حتى يملك قرني الدنيا،مشرقها ومغربها.وسخر الجهلة من ذلك وقالوا:بل تأويل الرؤيا إن الملك الظالم سيضربه على قرني رأسه ضربا يسيل به الدم، أو أنه سيقتله ويعلقه في الفضاء من قرني شعره.وصار إسمه في قومه من يومئذ (ذو القرنين).
مبايعة ذي القرنين

وظل نفوذ ذي القرنين يعظم في بلاده حتى آلت إليه زعامة الأمة كلها،وبايعه أهلها على السمع والطاعة ،ومحاربة العدو،حتى ينالوا حقوقهم في الحرية والإستقلال .
البيض الذهبي

وكانت بلاد ذي القرنين تدفع ضريبة من أموالها كل عام للملك المجاور، وكان مما تدفعه عدة بيضات من الذهب الخالص.فلما حان موعد دفع الضريبة،حضر رسل من قبل الملك لأخدها،فطردهم ذو القرنين وكتب للملك يقول له:إني قد ذبحت الدجاجة التي كانت تبيض ذلك البيض وأكلت لحمها،ولم يعد لك عندي شيء...فلما قرأ الملك خطاب ذي القرنين غضب،ولكنه إستهان الأمر لما علم أنه ما زال شبا صغيرا،فأرسل إليه كتابا يوبخه فيه ويستهزىء به ويقول له:إني قد أرسلت لك بصولحان وكرة،وكيلة من السمسم..فالكرة والصولجان لتلعب بهما،فانه لا يليق بأمثالك سوى اللعب أما الملك فلست من أهله ،وأحذر أن تسترسل في غرورك..وإلا بعثت لك من يأتي بك مكبل في الأغلال ولو كان جنودك وأنصارك بعدد حب السمسم الذي أرسلته لك.
جواب ذي القرنين

فأرسل إليه ذو القرنين يقول له:قد علمت ما جاء بكتابك،وأعلم أن الأمر ليس كما فهمت أنت،فالصولجان هو صولجان الملك أقبض عليه إن شاء الله،والكرة هي أرضك وبلادك أضربها بصولجاني،فأستولي عليها بنصر الله جل شأنه ،ولو كان جنودك بعدد حب السمسم الذي أرسلته إلي.
.
الإستعداد للحرب
ونادى ذو القرنين في الناس بالاستعداد للحرب فتجهز القوم جميعهم، وأعدوا أسلحتهم، وانتظروا الأمر بخروجهم.ولما أصبحوا جيشا كامل العدد والعدة،سار بهم ذو القرنين الى بلاد الملك الظالم،فلما علم أهلها بذلك القى الله الرعب في قلوبهم ،وذهب رؤساؤهم إلى الملك يقولون له:إن من الخير أن تصالح ذو القرنين،فإنه لا طاقة لنا بهذا الرجل وبجنوده الأشداء،وبلادنا مستعدة أن تدفع له ضريبة مثل التي كنا نأخدها منه .فلما سمع الملك بذلك هاج وغضب،وأمر بجمع الجيش،فأخد الناس يستعدون للحرب.
جواسيس ذي القرنين

وجاءت جواسيس ذي القرنين فأخبروه بما كان من هذه الأمة وملكها الجبار الطاغية،وما حدث بينهم من خلاف ،وما وقع في قلوب الشعب من الخوف والفزع،فبين لهم أن الله سبحانه هو الذي ألقى الرعب في قلوب أعدائه لأنهم أهل معصية وإثم ودينهم دين فساد.
ولما إلتقى الجيشان كانت وطأة الؤمنين شديدة على الكافرين،فولوا هاربين،وسقط مليكهم قتيلا في الميدان.وبذلك حرر ذوالقرنين بلاده،وملك البلاد المجاورة فنشر بها الأمن والعدالة وفرح المؤمنين بنصر الله .
إستمرار الفتوحات والانتصارات

لم يكن ذي القرنين طامعا في الملك وعزة الجاه والسلطان،ولكنه كان مؤمنا بالله حق الإيمان،فعزم أن يسيح في الأرض بجيشه لكي يطهر شرقها وغربها بكلمة الله.
ولما حان غروب الشمس وقف يتأمل الأفق الغربي ويشهد قدرة الله في ذلك اللون الذي يغشى أطراف السماء.وسار بجيشه متجها نحوى الغرب،حتى إذا وصل مغرب الشمس وجد هناك أمة كبيرة من الناس يقيمون على الكفر بالله ،فحاربهم حتى إنتصر عليهم و نشر بينهم كلمة الله .وقد تقدم أناس كثيرون فآمنوا بدعوته دون حرب أو تهديد،فأكرمهم ذو القرنين ورفع منزلتهم.
الإصلاحات

بدأ ذو القرنين في إصلاح تلك البلاد ،وعمارتها بمختلف المنشآت النافعة ،وإعتنى بالعلم ،فكان عنده علماء في كل فن من الفنون التي كانت معروفة في ذلك الزمن البعيد.واعتنى بالجيش وآلات الحروب،وفنون القتال فكان أقوى جيش في عصره.
مسجد ذو القرنين

ومن الإنشاءات التي قام بها ذو القرنين في تلك البلاد أن بنى مسجدا..فالمسجد في كل مكان هو مهبط الرحمة .
أمر ذو القرنين ببناء مسجد كبير ضخم، يقولون إن طوله أربعمائة ذراع، وعرض أساس البناء في الأرض أربعة وعشرون ذراعا.وقام العمال ببناء المسجد تحت إشراف كبار المهندسين.وكان سقف المسجد من النحاس،إذ لم يكونوا قد إهتدوا إلى طريقة بناء السقوف كما هو الحال في عصرنا الحاضر،فقد ملأوا المسجد -بعد أن إرتفعت جدرانه بالقدر المطلوب-بالتراب ثم أذابوا النحاس وصبوه فوق التراب بأشكال هندسية بديعة.
ولما جمد النحاس أخرجوا التراب، وبقي السقف قائما متماسكا، وبعد ذلك بيضوا جدران المسجد، وبلطوا أرضه، فظهر أجمل ما رأى أهل تلك البلاد من المباني.

المسير إلى بلاد المشرق

سار ذو القرنين بجيشه إلى الشرق ،ومعه مايحتاج اليه الجيش في رحلته الطويلة.وكان إذا اعترضه في الطريق نهر عبره بسرعة دون توقف،ذلك لأن المهندسين كانوا أعدوا لذلك عدته،فحملوا معهم ألواحا محنية من الخشب اذا ضم بعضها إلى البعض تكون منها سفينة محكمة في أقرب وقت،فإذا عبر الجيش عليها تولى المهندسون فك الألواح وساروا بها إلى نهر آخر.ومازل كذلك يمر في طريقه نحو الشرق بأمم مختلفة اللغات والعادات والديانات حتى بلغ ساحل المحيط الهادي من شرق آسيا،ووجد على هذا الساحل أمة من الناس يشتغلون بصيد السمك ،يعيشون في كهوف.ولم يكن هناك شجر ولا زرع.
في سهول الصين
لم يجد ذوالقرنين بلادا بعد المحيط يغزوها،فعاد يسيح بجيشه في سهول الصين الواسعة حتى بلغ فتحة واسعة عريضة بين جبلين مرتفعين ،ووجد ورأهما أمة صالحة من الناس ولكنهم لا يفهمون كلام غيرهم لانقطاعهم عن الناس .
يأجوج وماجوج

كانت تلك الفتحة الواسعة التي تفصل بين الجبلين سبب بلائهم وشقائهم، وفزعهم بالليل والنهار، وخوفهم على أموالهم وأنفسهم.
وكان هنالك قبيلتان متوحشتان لا دين لهما ولا حضارة،يفترسون الدواب والوحوش ويأكلونها تسمى احداهما
(يأجوج )،والأخرى تسمى (مأجوج).
وكانت يأجوج ومأجوج كثيرا ما تنحدران من خلال الفتحة الواسعة كالسيل المنهمر،فيتدفقون على الأمة الصالحة المتدينة،فيهلكون الزرع والثمر،ويسلبون المال والماشية،ويقتلون ما تصل إليه أيديهم من الرجال والنساء والأطفال .
-------------
يتبع

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس