عرض مشاركة واحدة
قديم 08-04-2013, 07:14 PM   #1888
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

مقابلة ذي القرنين
لما رأت الأمة الصالحة جيش ذي القرنين ينزل ببلادها داعيا إلى الإيمان والعدالة ،فرحت به،وأملت الخلاص على يديه،وذهب وفد من أعيانها وعقلائها فقابلوه،وأعلنوا أنهم مؤمنين بالله،وشكوا إليه ما يلقون من يأجوج وماجوج من الفساد والفوضى وذكروا له أن هؤلاء المتوحشون يتناسلون بكثرة فلو أنك إطلعت على درجة نموهم وتكاثرهم لأيقنت أنهم سيملأون الأرض عن قريب ،ويستولون عليها ،ويخرجون أهلها منها ،ويعمرونها بعدهم بالفساد والجهل.
وكان الوفد قد عرف أن ذا القرنين قد مكن له في الأرض،فلديه الصناع والمهندسون والعلماء ورجال الفن فطلبوا اليه أن يقيم سدا منيعا بين الجبلين،يسد الفتحة التي تنفد منها ياجوج وماجوج وعرضوا عليه أن يعطوه أجرا على ذلك.فلما سمع
ذو القرنين ما قالوا رق لحالهم، وغضب لما يلاقونه من فساد المتوحشين وقال:إنني لا أعمل من أجل المال أو الجاه، فان الله أقامني في الأرض لأكون داعيا إلى الحق ،مجاهدا لدفع الطغيان والفوضى،فلكم اموالكم لا شأن لي بها،وما عليكم إلا أن تعينوني على بناء السد الذي تريدون بكل ما تستطيعون من معونة.
بناء السد
أمر ذو القرنين أهل البلاد أن يجمعوا له مقدارا من قطع الحديد يكفي بناء السد.وأمر المهندسين فقاسوا ارتفاع الجبلين وعرض الفتحة التي بينها، وأمر العمال فحفروا الأساس من الصخر والنحاس المذاب الذي يشد كل صخرة إلى أخرى.
ولما ظهر الأساس الى سطح الأرض جاء بقطع الحديد فمدها طبقة بعد طبقة بين الجبلين وحشا ما بين قطع الحديد بالفحم،وإرتفع السد حتى أصبح أعلى من الجبلين.
وأمر بإيقاد النار في الفحم الذي بين قطع الحديد وجيء بالمنافيخ،وظل العمال ينفخون حتى تحول الفحم جمرا
أحمر ،وتحولت قطع الحديد فصارت قطعا من النار.وأحضر نحاسا مذابا ،فصب على الحديد المحمر ،فجرى النحاس الذائب فيما بين قطع الحديد من شقوق فملاها،والتحم بقطع الحديد،وربط بعضها ببعض برباط وثيق
فلما بردت النار وجمد النحاس واسود الحديد نظر الناس ،فإذا سد ضخم عالي الأركان،منيع البنيان،لا حيلة للمتوحشين فيه ولا يستطيعون تسلقه أو النفوذ خلاله.فلما رآه ذو القرنين كذلك حمد الله وقال هذا رحمة من ربي.
وبذلك أمنت الأمة الصالح على نفسها،وأقبلت على ما يصلح أمرها ويعمر أرضها،إذ أصبح لديها الأمان والوقت لتذبير شؤونها الداخلية.وكان ذو القرنين لها رحمة من الله جل شأنه.
ماذا جني ذو القرنين؟
وبعد، فماذا جني ذو القرنين لنفسه من كل هذه الرحلات الطويلة الشاقة، والحروب المرهقة، والأعمال
الهائلة ،والإصلاحات التي تعجز شعوب عن القيام بمثلها ..؟
لو كان يعمل لمال لكان أغنى اهل الأرض في عصره،لكنه كان مؤمنا بالله،يبتغي رضاه ويعمل لنيل الجزاء في الدار
الآخرة، فقضى حياته في إصلاح الأرض وعمارتها، ودعوة الناس إلى الله وإقامة معالم العدالة بينهم، فستحق أن ينوه الله بشأنه في القرآن الكريم ليقتدي بسيرته كل راغب في المجد ورفعة الشأن.والصيت الحسن.
--------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس