اشــــراقـــة البحــــــر
جلستُ وحدي والبحر ، أمد نظري على امتداد الأفق البعيد ، حيث تغطس الشمس في نهاية البحر المترامي الأطراف ، ورميت نظري إلى هناك ، لحظات فكأنما خيل إليّ أن الشمس تودعني وداع خاص ، لكنه وداع أسى وحزن ، فلقد رأتْ خلال سير نهارها الطويل ، لهذا اليوم من بني البشر ما يشيب له الرضيع ، وكأني بها تتمتم :
سبحان من ستر القبيح ، وأظهر الجميل ، سبحانه على حلمه بعد علمه ، سبحان الله ما أحلمه !
ثم كأني بها تهمس في أذن روحي همسة هزت زوايا قلبي كلها قالت :
والله لو علمتم يا بني آدم مدى حلمه عليكم ، ورحمته بكم ، ولطفه بكم ،
لذابت قلوبكم حباً له ، وحياء منه !.. ولكن يا حسرة على العباد !!
ثم غطست في الماء .. وبقيت حرارة كلماتها تتوهج في غور قلبي !
· الإنسان الضائع الهوية ، يعيش حائر الفكرة ، لا يعرف له هدفاً يمضي إليه ، ويعيش له ، سوى أن يطحن بأسنانه طعاماً ، ويشرب وينام ، ويلهو ويلعب .. تجده يعيش مع الريح ! حيث مالت به مال !
ليس عنده ثوابت محددة يعود إليها ، وينطلق منها ، بل تراه دائما في حالة تذبذب ، لا تستقر ، ولذا فلا عجب أن تجده يشكو القلق والتعب النفسي !
ومثل هذا الإنسان هو في الحقيقة ميت وإن بدا للناس أنه حي ، غير أن عين الحقيقة تراه ميتاً ملفوفاً في كفنه يمشي به بين الناس ة، وإن كان يغني ويرقص ، ويملأ الدنيا من حوله يقهقهاته !!
· إنك في كثير من الأحيان قد تلقى في حياتك من الناس من يملأ عليك عينيك بجثته الضخمة ، وصوته الهادر ، وبنيانه الكبير ، وانتفاشته الواضحة ، لكنه يتكشف لك شيئا فشيئا ، عن هشاشة في داخله ، وما أشبه هذا بالبالون الكبير الذي لا يملأه إلا الهواء ...!
ضخمٌ من خارجه ، فارغ من داخله .. ورم كبير ليس إلا !
· اللهم أسألك بأسمائك الحسنى كما ملأت وجه هذا النهار بالضياء والإشراق ، أن تملأ قلبي بنور معرفتك ، وأنوار محبتك ،
حتى لا يلتفت قلبي إلى أحد سواك ،
ولا يتعلق إلا بك ،
ولا يرجو أحداً غيرك ،
ولا يشتاق إلا إليك ،
ولا يخشى إلا منك ،
ولا يحب إلا لك وفيك ومن أجلك ،
ولا يدور إلا في فلكك وما يقرب إليك ،
ولا يخفق إلا بمحبتك ،
ولا يهوى غير طاعتك ،
ولا يستمتع إلا بخدمتك ، اللهم آمين .. اللهم آمين
------------
للفايدة