عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 15-04-2013, 07:58 AM
الصورة الرمزية أبو مراد الزهراني
أبو مراد الزهراني أبو مراد الزهراني غير متواجد حالياً
مراقب عام
 






أبو مراد الزهراني is on a distinguished road
افتراضي `·.¸¸.·¯`··._.· ( * الرأفة والرحمة وقدوتنا *) `·.¸¸.·¯`··._.·

[frame="6 80"]
[/frame][frame="6 80"]




كلمة الرؤوف تأتي بمعنى الرحمة ولكن بشكل أخص فليس كل رحيم يكون رؤوف وليس كل رحمة تكون رأفة ولكن كل رأفة هي رحمة وكل رؤوف هو رحيم، الفرق بين الرأفة والرحمة
الرحمة كلمة عامة شاملة كل رحمة آجلة أو عاجلة في أول الأمر أو في آخره في ظاهر الحال أو في باطنه العبرة فيها بالنهاية حيث تكون حسنة كلها بينما الرأفة هي أخص من الرحمة وتكون خير وحسن في جميع أحوالها في أول أمرها وآخره وفي ظاهرة وباطنه العبره فيها بالبداية والنهاية يجب أن تكون كلها حسنه لتوضيح الفرق من كتاب الله عز وجل في تنفيذ حد الجلد للزاني يقول الله تعالى : الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، قال الله تعالى (لاتأخذكم بهما رأفة) ولم يقل لا تأخذكم بهما رحمة لماذا؟ لأن الرحمة حاصلة فعلاً فإن الجلد تطهير للزاني وقد ينتهي بها في نهاية الأمر إلى جنات النعيم فرغم أنه في ظاهره عذاب فإنه في باطنه رحمة و لكن نهى الله تعالى عن الرأفة فإن الرأفة خير في أولها وأخرها ولو حصلت الرأفة لا يمكن تنفيذ حد الجلد..

قال الله تعالى : وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا )? الرحمة تكون للمؤمن والكافر والبر والفاجر ومن رحمة الله إرسال الرياح والأمطار ...وهي رحمة يشترك فيها الإنسان مؤمناً وكافراً والحيوان والأشجار وكثير من مخلوقات الله تعالىبينما الرأفة تكون فقط للمؤمنين
أرسل الله تبارك وتعالى محمداً رحمة للعالمين فقال سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}، رحمة بالإنسان والحيوان والجمادات، يصفه ربه فيقول: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}، فالرحمة صفة لازمة له، فهي عنوانه، وهي سمته التي يعرف بها، فقلوب الناس تهواه وتغشاه وتحبه لأنه رحمة, بعث بالرحمة والعطف والحنان، بعث بالرفق واللين فما أرحمه من نبي، فهذه سيرته العطرة مليئة بالمشاهد الدالة على رحمته- صلى الله عليه وسلم- يسير يوماً من الأيام خارج مكة فإذا به يجد عجوزاً تحمل الحطب على رأسها قد أنهكها التعب، وشق عليها بعد الطريق، وآلمتها حرارة الشمس، فلما رأى حالها- صلى الله عليه وسلم- رحمها وهو أبو الرحماء، فقال: يا خالة أآخذ معك الحطب إلى البيت ففرحت وسرت، فأعطته- صلى الله عليه وسلم- الحطب فحمله عنها حتى أوصله إلى بيتها, أليست هذه هي الرحمة، أهناك أحد وصلت به رحمته إلى هذا المستوى، أهناك رحمة تعدل هذه الرحمة، أيوجد إنسان يحمل رحمة كرحمة محمد صلى الله عليه وسلم لا والله ليس هناك أحد يرحم الناس كما يرحمهم محمد- صلى الله عليه وسلم-، ولا غرابة فهو أبو الرحماء وهو من أرسل رحمة للعالمين.

إن رحمة النبي- صلى الله عليه وسلم- تعددت في عدة أمور ومع أصناف الناس فكما رأينا رحمته بالعجوز هاهي رحمته تبرز مع الشيوخ الكبار، فهذا أبو بكر -رضي الله عنه-يأتي بأبيه (أبو قحافة) إلى رسول الله ليبايعه وكان قد كبر سنه فقال - صلى الله عليه وسلم-: هلا تركته في بيته حتى نأتيه، يا الله ما أروعها من رحمة وما أرقه من قلب رحيم، لم يقل أنا رسول فهو أحق أن يأتي إليّ حاشاه أن يقول ذلك - صلى الله عليه وسلم- وهو من بعث بالرحمة والتواضع.رحمته- صلى الله عليه وسلم-نالت الكبير والصغير والرجل والمرأة فلم تترك أحدا إلا نالته يأتي إليه الطفل الصغير فيقبله ويرق عليه ويرحمه فيقول أحد الحاضرين من الأعراب تقبل الأطفال يا رسول الله؟! والله إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا!! فيقول عليه الصلاة والسلام أو أملك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك ثم أعلنها مدوية في سماء الجفاء والغلظة, أطلق منهجاً ربانياً (من لا يرحم لا يرحم).

ولم تقتصر رحمته مع الأطفال أن يقبلهم فحسب بل الأمر أبلغ من ذلك فهو يحملهم على ظهره ويترك أحدهم يلعب بخاتم النبوة على ظهره، وهو يمازحهم فيقول للصغير يا عمير ما فعل النغير, وهو من يحنكهم فهو رحمة على هؤلاء الصغار، لا يرونه إلا رأوا الرحمة في وجهه, فهو يعطيهم ويعطف عليهم ويرق قلبه لهم, فيكون في الصلاة ويسمع صوت طفل يبكي وهو يحب أن يطول في الصلاة فيستعجل فيها رحمة بالطفل الذي يبكي لعله أن يكون جائعاً أو مريضا, ورحمة بقلب أمه الحنون عندما تسمع ولدها يبكي فتحن عليه, فيرق قلب النبي - صلى الله عليه وسلم- ويرحم حالهما جميعاً فيستعجل في الصلاة.
الله أكبر والله لو بحث الناس في قلوب البشر جميعا منذو أن خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة ما وجدوا أرحم ولا أرق ولا أشفق من قلب محمد صلى الله عليه وسلم إن محمداً هو الرحمة المهداة والنعمة المسداة, رأى الناس النور والخير والرحمة بعد أن أرسل ، وزاح عنهم ظلام القسوة والغلظة والجفاء ، وأشرقت عليهم الدنيا بعد أن جاءتهم رحمته صلى الله عليه وسلم , فقد كانوا في ظلمة الظلمة, وقسوة القساة, وغلظة الطغاة الجبارين.
لم تقتصر رحمته-صلى الله عليه وسلم- على البشر على الإنسان بل إنها وصلت حتى الحيوان والجمادات، فهذا جمل أحد الأنصار عذبه صاحبه وجعل يعاني من شدة الجوع فجاء هذا الجمل إلى نبي الرحمة, إلى الرحمة المهداة يشكو إليه قسوة صاحبه, جاء يذرف الدمع من عينيه فرق رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاله ورحمه, وقال أين صاحب هذا الجمل, فجاء الأنصاري فقال شكا إلي أنك تجيعه، اتق الله فيه, حتى الحيوانات تعرف أنه رحمة للعالمين جاء بالرحمة وبعث بها، وها هي الحمامة عندما أخذ أحد الصحابة أفراخها جاءت تشتكي إلى القلب الرحيم, إلى القلب الحنون, إلى القلب الذي يعطف على الحيوانات والطيور فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمها ورق قلبه لها, ِلما رآى من حالها على أفراخها، فقال عليه الصلاة والسلام بقلب يملأه الرحمة, وتغمره الشفقة على هذه الحمامة من فجع هذه بولدها ردوا عليها ولدها.

يا الله ما أرحمك يا رسول الله تحن على طائر صغير لا يساوي شيئاً في هذا الكون لكنها الرحمة العالمية {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}. لم تكن رحمته-صلى الله عليه وسلم- مواقف وأحداث فحسب بل إنه أمر وشرع ومنهج وأخلاق شرعها للناس فقد قال عليه الصلاة والسلام مرغبا في الرحمة والرفق واللين على الناس: (اللهم من ولي من أمر أمتي فرفق بهم فارفق به), وقال متوعدا من شق عليهم وأغلظ وجفاء (ومن ولي من أمر أمتي فشق عليهم فاشقق عليه), وقال صلى الله عليه وسلم : (من لا يرحم لا يُرحم), وقال: (الراحمون يرحمهم الله), فالرحمة خلق عظيم من أخلاقه-صلى الله عليه وسلم- وصفة رفيعة من صفاته، وأمر عظيم فطر عليها, فيا لله ما أرحمه بعباد الله فهو أرحم الناس، يحن قلبه على جذع سمعه يحن عليه فيرحمه وينزل إليه ويضمه إليه حتى يسكت.

بأبي وأمي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ..

(( بتصرف ))


[/frame]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع


أنا آحاول أرضي غيري بعذب القصيــــد
ون نقص شيء فالحب هو الي كملــــــة

أوزن القاف وأخط بقلمي من جديــــــــد
أني أبقى دوم فوق هامات التميز بكملــه
أخر مواضيعي

التعديل الأخير تم بواسطة نادر الجنوب ; 17-04-2013 الساعة 03:02 AM.