المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منبع الطيب
تحسن ملحوظ احسنت بارك الله فيك هذا ما كنت انتظره منك الخطاب الديني المتزن .. حتى وان كنت اتحفظ على بعض ما عرجت اليه ولكن اجمالاً ما قرأته يبعث الى الطمأنينه في سلامة التفكير والمنهج وهذا ما كنت اخشى ان لا يتوفر لديك .. لن اتحدث عن الاعلام , لان هذا اخذ منا الوقت الكافي وهو امر مفروغ منه سابقاً .. لعلي سأتحدث عن نقطه واحده فقط حتى لا يتشتت الاعضاء في تركيزهم حول ما نتحدث عنه . انت تطرقت اخي الكريم لنقطة تاسيس التنظيم .. اريد ان نقف سوياً قليلاً عند هذه النقطه بالذات .. الجميع يعرف مدى عدم التوافق السياسي واختلاف التعاطي مع السياسه الخارجيه لأميركا والدول الاوروبيه من جهه ودول الاتحاد السوفيتي والصين وكوريا من جهه اخرى .. ففي بداية الحرب السوفيتيه الشوعيه على افغانستان المسلمه المتعددة المذاهب اراد الاميركان ان يكون لهم دور بهذه الحرب وكان هدفهم الرئيس اقصاء الاتحاد السوفيتي من الاراضي الافغانيه وعدم السيطره عليها لموقع افغانستان الاستراتيجي في المنطقه الجغرافيه ولمنع التوسع على حساب المصالح الاميركيه .. هنا .. عزفت اميركا على وتر الدين الاسلامي وان افغانستان وما تمثله من دوله مسلمه سوف تكون لقمة سائغه في طبق الشيوعيه السوفيتيه .. فبدأت في اعداد طبخه اميركيه بنكهه اسلاميه .. فكونت توليفه من التوجه الاخواني في مصر وكان يمثلها نائب زعيم تنظيم القاعده (ايمن الظواهري) ولا ننسى ان ايمن هو المتهم الرئيس والعقل المدبر عملية اغتيال الرئيس السابق لجمهورية مصر العربيه انور السادات . والعنصر الاخر (الداعم امام العالم والمتكفل بالمصدر المالي) رجل الاعمال المتبع للمذهب السني القادم من ارض الحرمين (اسامه بن لادن) .. بطريقة ما وصلا هذان الشخصان الى الاراضي الافغانيه وقادوا مجموعة (المجاهدين العرب) المجاهدين الوافدين للجهاد من شتى الدول العربيه وكان لهذه المجموعه تحظى بدعم وتجهيز وامداد مادي ومعنوي ولوجستي من منشأتها اميركا وكانت الدول العربيه تتعاطف مع هذا الجهاد آنذاك و كان لها الاثر الكبير في الانتصار وهزيمة السوفييت . وتحرير جميع الاراضي الافغانيه من الغزو السوفيتي عليها .. طبعاً كان هناك من الافغانيين من ينتمي الى مجموعات مختلفه مثل البشتون ومن يتبع لـ دستم واسماء اخرى رغبت هذه المجموعات ان يرجع المجاهدين العرب الى بلدانهم بعد اداء مهمتهم ولكن كان الرفض من هؤلاء المجموعه وارادوا البقاء في ارض افغانستان لحماية التنظيم من التفكك والنسيان .. بعدها ظهرت مجموعة طالبان والجميع لاحظ عدم التوافق المنهجي والاهداف بين تنظيم القاعده وطالبان فاشتعلت الفتنه فيما بينهم واهتلفت التوجهات فاخذو في تصفية بعضهم البعض , عندها احست اميركا بقوة التنظيم وانه من الممكن ان ينقلب ضدها ويسبب لها ازعاجاً كبيراً .. هنا .. ارادت الاطاحة به ,, بدأ النزاع بين السحر والساحر , واصبح التنظيم يستهدف المصالح الاميركيه في الجزيره العربيه وافريقيا وكل دوله يستطيع الوصول اليها .. جنون العظمه الذي اودى بالرجل ان يفكر بالسيطره والتحكم في العالم وموارده وان يسبب الصعاب والعراقيل والمشكلات ويضاعف العداء الغربي للعالم الاسلامي والعربي ويعطي الغرب المبررات لضرب اي دوله عربيه او اسلاميه من مبدأ الحفاظ على الأمن القومي لأميركا ..! ونشط التنظيم في بعض الدول واتبعهم التابعون لانهم فقط عزفوا على وتر عاطفة الدين ومبدأ تطهير الحرمين وضرب الشيطان الاكبر اميركا في عقر دارها . بعد ذلك ماذا حدث ؟ تشرد وطورد واصيب وكاد ان يقتل في اكثر من عمليه وبالنهايه قتل في باكستان ورمي في قعر المحيط على يد من انشأه وعظّمه . هذا هو فكر القاعده .. هذا هو منهجهم .. هذه هي طريقة تأسيسهم ونشأتهم ومن كان خلفها وماذا كان الهدف منها . اسأل الله ان يحفظ بلادنا وشعبنا ومليكنا من كيد الكائدين ومن عبث العابثين وان يجعل هذا البلد آمناً مطمئناً بعيداً عن الفتنات التي تحاك عليه من كل صوب ولائنا لوطننا والتفافنا حول قيادتنا بعد تمسكنا بديننا السليم الصحيح هو مصدر قوتنا واعتزازنا وفخرنا تحيتي وتقديري