عرض مشاركة واحدة
قديم 21-04-2013, 03:42 AM   #2147
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

عاش "محمد" -صلى الله عليه و سلم- في ديار "بنى سعد" نحو أربع سنوات،
وكان وجوده بينهم سبب خير وبركة كثيرة لهم، ثم عاد بعد ذلك إلى "مكة" ليعيش
في أحضان أمه شهورًا قليلة، وكأنه يودعها قبل أن ترحل عن هذه الدنيا.
عادت "حليمة" إلى مكة ومعها "محمدُ" لتعيده إلى أمه، وكانت دهشة السيدة "آمنة"
شديدة حينما دخلت عليها "حليمة" ومعها "محمد"، فنظرت إليها في عجبٍ وقالت:
ـ ماذا حدث يا "حليمة"؟ لقد كنتِ حريصةً على بقاء "محمدٍ" معكِ .. والآن تأتين به
فجأة لترديه إليَّ؟!.. لابد أن في الأمر سِرٌّ !!..
قالت "حليمة" بهدوءٍ:
ـ لا شيء يا سيدتي.. فها هو "محمد" بين يديك في أتم صحة وخير حال.
سألتها "آمنة" وهي لا تخفى لهفتها وقلقها:
ـ ماذا حدث؟!.. أخبريني يا "حليمة"!!
قالت "حليمة" وهى تنظر إلى "محمدٍ" في حبِّ وحنانٍ :
ـ في الحقيقة لقد حدث أمرعجيب لمحمد دفعني إلى التعجيل بإعادته إليك.
نظرت "آمنة" إليها في دهشة، بينما راحت "حليمة" تقول :
ـ لقد كنت جالسة مع زوجي "الحارث"، وفجأة دخل علىَّ ابني "عبد الله" وهو يصرخ ويقول :
ـ أدركوا أخي .. أدركوا "محمَّدًا"!!
فلما سألناه عما حدث أخبرنا أنه رأى رجلين عليهما ثياب بيض، قد أخذا "محمداً"
فأرقداه على الأرض، وشقا صدره، ثم أخرجا شيئًا منه، ثم استخرجا منه شيئًا فألقياه،
ثم رداه كما كان.
نظرت"حليمة" إلى "آمنة" لترى أثر كلماتها عليها، لكنها لم ترَ عليها أيَّ أثرٍ للخوف أو القلق،
فأكملت بنبرة هادئة:
ـ أسرعت أنا وزوجي على الفور إلى "محمد"، فوجدناه قد تلوَّن وجهه من الخوف والفزع،
فأخذنا نطمئنه ونهدئ من روعه، حتى ذهب عنه الخوف، ثم رأينا أن نعيده إليك،

فإنا لا نأمن عليه، ونخاف أن يتعرض لسوء أو يصيبه مكروه.
اقتربت "آمنة" من "محمد"، ثم قالت وهى تحتضنه بحبٍّ وحنانٍ:
ـ واللَّهِ إن ابني هذا مباركُ .. وقد رأيت فيه من الدلائل والبشارات ما يملأ نفسي أمنًا
وسكينة عليه.
وانصرفت "حليمة" عائدة إلى ديار قومها، بعد أن أعادت "محمَّدًا" إلى أحضان أمِّه.
حينما بلغ "محمد" السادسة من عمره، أرادت أمه "آمنة" أن تأخذه معها لزيارة أخواله من "بنى
النجار" في "المدينة"، وكانت فرحة "محمد" غامرة وهو يشعر بحنان أمه وحبها له وعطفها عليه،
فلم يفارقها لحظة طوال تلك الرحلة الشاقة عبر الصحراء الطويلة الموحشة، حتى وصلوا
إلى ديار "بنى النجار"، وهناك استقبله أخواله بالود والحفاوة .
انقضت أيام "آمنة" و"محمد" في "المدينة"، فقَّررت العودة به إلى "مكة" لكنها توفيت
في الطريق، ودفنت بالأبواء بالقرب من "المدينة".
وعاد "محمدٌ" وحيدًا إلى مكة بعد أن فقد أمه، يبكى ألمًا لفراقها، وقد امتلأ قلبه
بالحزن والأسى .
أراد "عبد المطلب" جَدُّ "محمد" أن يخفف عنه آلام الوحدة واليتم، فأحاطه بحبه ورعايته،
ليعوِّضَه بحبه وحنانه عن فقد أبويه.
وتعلق "محمد" بجده، فصار لا يكاد يفارقه حتَّى في مجالسه مع كبار قومه
في منتديات "قريش" ومجالسها.
لكن الأيام كانت تخبئ أحزانًا جديدة لمحمد، فما لبث أن توفى جده "عبد المطلب"،
ولم يكن عمر "محمد" قد جاوز الثامنة، فتجددت آلامه مرَّة أخرى، وعرفت الأحزان طريقها
إلى قلبه من جديد.
بعد وفاة "عبد المطلب" انتقل "محمد" إلى بيت عمه "أبى طالب"،وكان "أبو طالب"
فقيرًا قليل المال، لكنه كان يؤثر "محمدًا" على أولاده، وكان يخصه بحبه وعنايته، ووجد
"محمدٌ" في عمه ما عوضه عما فقده من حنان جده له، وعطفه عليه، ورحمته به
----------------

للفايدة


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس