يتبع السابق
ارتبـاط السلـوك بالعقيــدة
ومهمتنا هنا على أي حال هي تسجيل أمراض السلوك كما سجلنا من قبل أمراض العقيدة ،
ولكن كان لا بد من الإشارة التي أشرناها إلى ارتباط السلوك بالعقيدة في الإسلام ، لأن الفصل بين الأمرين هو من الأمراض التي أصابت الأمة على يد الفكر الإرجائي ، الذي سبقت الإشارة إليه في أمراض العقيدة !
وقائمة أمراض السلوك قد تطول !
ولكنا هنا نكتفي بذكر أبرزها :
(1) خلف المواعيد والاستهانة بالوعد كأنه غير ملزم لصاحبه ، إنما هو مجرد كلمة يطلقها في الفضاء !
(2) الكذب .. وفي كثير من الأحيان بغير موجب للكذب !
(3) الغيبة والنميمة .
(4) الالتواء في التعامل مع الآخرين ، وتجنب الاستقامة ، واعتبار ذلك من البراعة !
(5) عدم الأمانة في العمل : في الصغير والكبير ، الغني والفقير ، " العظيم " والحقير .. إلا من رحم ربك .
(6) عدم احترام الوقت .. والتفنن في تضييعه و " قتله " بشتى الطرق ، وأهونها الفراغ الطويل الذي لا يمل منه صاحبه ، ولا يشعر فيه أنه قد أضاع شيئا ثمينا كان يجب أن يحرص عليه .
(7) ضعف الهمة للعمل وعدم الرغبة في بذل الجهد .. إلا كرها !
(8) عدم الرغبة في الإتقان .. وقضاء الأمور في أقرب صورة " لسد الخانة " .. وحتى هذه فلا يقوم بها صاحبها إلا مخافة اللوم أو التقريع أو العقاب !
(9) الغش ، وعدم التحرج من إتيانه كأنه حق من الحقوق المشروعة !
(10) الاستهانة بمسئولية الإنسان عن عمله ، وعدم الشعور بالتأثم من الخطأ أو الإهمال إو إضاعة حقوق الناس أو مصالحهم أو أموالهم أو راحتهم أو أمنهم .
(11) إهدار " المصلحة العامة " ، وعدم الإحساس بالمسئولية تجاهها . ليس فقط بسبب انصراف كل إنسان إلى مصلحته الخاصة ، دون نظر إلى ما يقع منه من تجاوزات في سبيل الحصول عليها ، ولكن لانعدام الحس بوجود شيء مشترك يقوم كل إنسان من جانبه برعايته والحرص عليه ، وتظهر نماذج من ذلك في إتلاف الصنابير العامة وترك الماء يسيل منها بلا حساب ، وتقطيع الأشجار العامة ، وإتلاف نباتات الحدائق ، وإلقاء القمامة في الطرقات العامة ، وتحويل أي مساحة خالية إلى مباءة لإلقاء القاذورات ، أو ما هو أسوأ من ذلك مما يبعث الروائح الكريهة فيها !
(12) الملق لأصحاب السلطة ، بمناسبة وبغير مناسبة !
(13) الرياء في أداء الأعمال ، الذي يحولها إلى أعمال مظهرية لا يقصد بها مضمونها الحقيقي ، سواء كان العمل مشروعا عاما يقصد به الدعاية المظهرية أو عملا خاصا لإرضاء الآخرين ونيل ثنائهم دون إيمان حقيقي به !
(14-16) الثلاثي الرهيب الذي يمثل طابعا عاما للأمة ، ويفسد عليها كثيرا من شئونها :
- الفوضوية التي تكره النظام ،
- والعقوبة التي تكره التخطيط ،
- وقصر النَفَس ، الذي يشتعل بسرعة وينطفئ بسرعة ، والذي يتسبب في فشل كثير من المشروعات بعد التحمس لها في مبدأ الأمر ،
إما بسبب الفوضى في الأداء ، أو الارتجال الذي يضيِّع الجهد بلا ثمرة ، أو انطفاء الحماسة وفقدان الرغبة في المتابعة .. أو بسببها جميعا في وقت واحد !
---------للفايدة