-
هـذي السماواتُ من أغنى مجاهلـها
وهيّـأ النجـمَ والأفلاكَ للسفرِ
-
مَن دوّرَ الأرضَ حولَ الشمسِ دائبةً
وأولجَ الليـلَ في الإصباحِ بالأثرِ
-
مَن حـددَ السيرَ للأجرامِ من أزلٍ
فما تحيدُ ولا تهـوى إلى خطـرِ
-
مَن سخرَ الريحَ للأمـطارِ تحملها
تُحيي المواتَ من أرضٍ إلى شجـرِ
-
فالمـاءُ يدهشني في الزرعِ مصنعهُ
والنبتُ مختلفٌ في الذوقِ والصـورِ
-
مَن أمسكَ الأرضَ في شمسٍ تجاذبها
وقدّرَ النورَ بين الأرضِ والقمرِ
-
مَن أكسبَ الشمسَ زيتاً تستضيء بهِ
أليسَ ينفدُ هذا الزيتُ في دهـر
-
إنْ ترغبِ الشمسُ يوماً أن تقاربنا
أو تبتـعد هل ترى للخلقِ من أثر
-
مَن قيّـدَ الشمسَ في بُعـدٍ تلازمهُ
فليسَ تطغى ولا تودي إلى ضررِ
-
ماءُ البحـارِ أما خيرٌ ملوحتهُ
مَن قدّرَ الأمرَ في بحـرٍ وفي نهرِ
-
مَن أبدعَ الناسَ في جسمٍ بدا عجباً
في دقةِ الخلقِ والإحساسِ والصورِ
-
تلكَ العلومُ فكيفَ العقلُ يحفظها
مـدى السنينِ ، ويُبقيـها لمُـدّكرِ
-
والعينُ تُبصرُ هل تدري طبيعتها
فالشكلُ يدركُ في لمحٍ من البصرِ
-
العـينُ تنقلهُ فوراً إلى عصبٍ
واللبُ يفهمُ كنهَ الشـكلِ في النظرِ
-
والأذنُ تفهمُ لو أبصرتَ صنعتها
بخيطِ سمعٍ من الأعصابِ منتشرِ
-
والشـمّ والذوقُ والإحساسُ وآلهفي
وغير ذلكَ معروضٌ لمعتـبرِ
-
عن سكرِ الدمِ قد قالوا لـنا كبـد
يحدد الأمرَ لا نخشى من الخطرِ
-
فكيفَ يحسبُ هـذا الجسمُ حاجتهُ
فلا تزيـدُ ولا تدنو إلى قِصَـرِ
-
مَن نوّعَ الخلق من أنثى ومن ذكرٍ
كي يستقيمَ نظامُ الكونِ للبشـرِ
-
أمْ مَن حوى الرزقَ في حق يقدّرهُ
فالخلقُ يُطعَمُ حتى الدودَ في الحجرِ
-
قالوا الخلائق جاءتْ من مصادفةٍ
إذ ولّـدَ الماءُ جسماً دقَ في الصغرِ
-
وأنتـجَ الجسمُ اشـكالاً منوّعـةً
تجـري الحياةُ بها من غير ذي أثرِ
-
وأُحكمتْ لا ترى فيـها مفارقةً
من دونِ ربٍ على الإبـداعِ مقتدرِ
-
لو أنصفوا العلمَ ما جاءوا بكذبتهم
أو أحكموا العقلَ لانقادوا مع البصرِ
-
وآمنوا بالإلهِ الحق خالقهمْ
شمسُ الحقيقةِ لا تُخفى لذي نظرِ
-------------
. للشاعر : محمد عبد الله قولي
[/frame]