عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 29-04-2013, 10:59 PM
سعيد بن عبدالله الزهراني سعيد بن عبدالله الزهراني غير متواجد حالياً
موقوف
 






سعيد بن عبدالله الزهراني is on a distinguished road
افتراضي خيانة الزوج لزوجته :

بسم الله الرحمن الرحيم
خيانة الزوج لزوجته :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ما موقف الشرع من خيانة الزوج لزؤجته جنسيا أو ماديا يعطى نقوده لها وهو يعيش بكل كيانه معها امام انظار زوجته الجميلة التقية التى تعبده بعد ربها عز و جل وتغدق على اولادها من اموالها لانه ليس بالميسور وقد وصلت بها حالتها الى حدود الانهيار النفسى لولا لطف الله بها وهو لا يكترث لها بل انه منشغل عنها بعذابات الاخرى وخز الضمير فى حق صديقته 2 هل انها لو دعت الله ان يعوضها خيرا منه يعد ذلك خيانة لانها دائما تشكوه الى الله مع العلم انه طيب القلب و كريم لكنه لم يعد كذلك معها وتشعر به احيانا انه يحسدها ولا يفرح لفرحها ولا يغتم لمصيبتها عكس الاخرى بارك الله فيكم وارجو منكم ومن كل اخواننا الدعاء بتفريج الكرب الاهم امين..
الإجابة:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
فللمساهمة في بناء بيت لا يتفكك وللإجابة على هذا التساؤل أوضح ماهية الخيانة وأسبابها من قبل الزوج ثم حكم الشرع حتى يُنتفع به والله المستعان.
أولا: ما هي الخيانة؟
الخيانة ظاهرة اجتماعيه سلبية موجودة في مختلف المجتمعات الإنسانية ولكنها تختلف من مجتمع لآخر حسب التظم والسنن الأخلاقية المفروضة ...تنشأ لوجود خلل ما في العلاقة الطبيعية التي تربط بين الأزواج بسبب بعض السلبيات أو التأثير الخارجي للثقافات والحضارات فتؤدي الى زعزعة نظام الأسري وتفككه نتيجة للصراع القائم بين أفراده .
ثانياً: ما هي أسباب خيانة الزوج لزوجته؟
1- معظم الخيانات الزوجية تحدث عندما تصبح العشرة باهتة باردة وروتينية ... ومن هنا يبدأ الرجل بالبحث عن الرومانسية التي اختفت من حياته ويبحث عن امرأة تعطيه ما لم تستطع زوجته إعطاءه .
2- بعض الرجال عند قدوم أول طفل يقل اهتمام المرأة بزوجها وتولي جل رعايتها واهتمامها لطفلها مما يترك انطباعا نفسيا لدى الزوجة بالحاجة فيحأول أن يسد حاجته خارج إطار الزواج .
3- الرجل بطبيعته يرغب في أن يكون جذابا ومرغوبا على الدوام فعند انصراف الزوجة باهتمامها خارج نطاق رغبته وانشغالها بأطفالها وبيتها يوجه أنظاره الى امرأة أخرى لكي يثبت جاذبيته وان مازال مرغوبا فينصرف الى نزواته ويحاول تحقيقها بإيجاد أخرى .
4- ربما يكون له الرغبة للعودة الى ( الشللية )ورفقاء السوء إذ يعود بذاكرته الى أيام عدم تحمل المسؤلية والاتجاه لحياة الرومانسية المنشودة.
5- عندما يواجه الزوج متاعب في العمل أو يلاحظ عدم تقديره من قبل الإدارة من حيث الترقية فقد يتجه الى امرأة أخرى كي يثبت لنفسه أنه مطلوب وأنه محط تقدير من قبل الآخرين أي من غير زوجته أو إدارته في العمل .
6- إذا أصبحت الزوجة لا تحترم زوجها ولا تقدره ولا تشعر برغباته وميوله سواء الفكرية أو العاطفية أو الجنسية.
7- إذا كانت المرأة تجعل من زوجها محط سخريه أو نقد مستمر أو تسخر من تصرفاته أو تنتقده بشده أو لا تحترم أهله أو أنها تخرج بمشاكلها الزوجية خارج إطار حياتهما فان هدا العامل يدفع به بالبحث عن امرأة أخرى تحترمه وتقدر حياته
8- عندما لا تصغي الزوجة لمتاعب زوجها ومشاكله فانه يتجه الى غيرها ليحقق هدفه ويخفف أعباءه ويجد من تصغي إليه .
9- حرمان الزوج من ابتسامة زوجته عند استقباله وتوديعه أو عدم سعي الزوجة لإضفاء جو من المرح أثناء تواجده .
10- عدم اهتمام الزوجة ببيتها ورعايتها لشؤون زوجها الخاصة مثل مواعيد نومه ملابسه أناقته ..الخ
11- أهم الأسباب اختفاء المشاعر المتبادلة والحميمة وعدم التوافق الجنسي أو البرود الجنسي الشائع لدى معظم النساء.
جريمة الزنى في حكم الشرع والدين :
الزِّنى: هو وطءُ الرَّجلِ للمرأة التي لا تَحِلُّ له .
: الزنا من أعظم الحرام وأكبر الكبائر، وقد توعد الله المشركين والقتلة بغير حق والزناة بمضاعفة العذاب يوم القيامة والخلود فيه صاغرين مهانين لعظم جريمتهم وقبح فعلهم، كما قال الله سبحانه : وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فعلى من وقع في شيء من ذلك التوبة إلى الله سبحانه وتعالى التوبة النصوح، واتباع ذلك بالإيمان الصادق والعمل الصالح، وتكون التوبة نصوحا إذا ما أقلع التائب من الذنب، وندم على ما مضى من ذلك، وعزم عزما صادقا على أن لا يعود في ذلك، خوفا من الله سبحانه، وتعظيما له، ورجاء ثوابه، وحذر عقابه، قال الله تعالى ك وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى فالواجب على كل مسلم ومسلمة أن يحذر هذه الفاحشة العظيمة ووسائلها غاية الحذر، وأن يبادر بالتوبة الصادقة مما سلف من ذلك، والله يتوب على التائبين الصادقين ويغفر لهم .
ومما يدل على عظم شأن الزنا أن الله ـ سبحانه ـ خص حده من بين الحدود بخصائص، قال ابن القيم ـ، :
وخص سبحانه حد الزنا من بين الحدود بخصائص :
أحدها : القتل فيه بأشنع القتلات، وحيث خففه جمع فيه بين العقوبة على البدن بالجلد، وعلى القلب بتغريبه عن وطنه سنة
الثاني : أنه نهي عباده أن تأخذهم بالزناة رأفة في دينه ؛ بحيث تمنعهم من إقامة الحد عليهم، فإنه سبحانه من رأفته بهم شرع هذه العقوبة ؛ فهو أرحم منكم بهم، ولم تمنعه رحمته من أمره بهذه العقوبة ؛ فلا يمنعكم أنتم ما يقوم بقلوبكم من الرأفة من إقامة أمره
وهذا وإن كان عاماً في سائر الحدود، ولكن ذكر في حد الزنا خاصة لشدة الحاجة إلى ذكره ؛ فإن الناس لا يجدون في قلوبهم من الغلظة والقسوة على الزاني ما يجدونه على السارق والقاذف وشارب الخمر ؛ فقلوبهم ترحم الزاني أكثر مما ترحم غيره من أرباب الجرائم، والواقع شاهد بذلك ؛ فنهوا أن تأخذهم هذه الرأفة وتحملهم على تعطيل حد الله .. وسبب هذه الرحمة : أن هذا الذنب يقع من الأشراف والأوساط، والأرذال، ووفي النفوس أقوى الدواعي إليه، والمشارك فيه كثير، وأكثر أسبابه العشق، والقلوب مجبولة على رحمة العاشق، وكثير من الناس يعد مساعدته طاعة وقربة، وإن كانت الصورة المعشوقة محرمة عليه، ولا يستنكر هذا الأمر ؛ فإنه مستقر عند من شاء الله من أشباه الأنعام
الثالث : وأيضاً فإن هذا ذنب غالباً ما يقع مع التراضي من الجانبين ؛ ولا يقع فيه من العدوان والظلم والاغتصاب ما تنفر النفوس منه، وفيها شهوة غالبة له، فيصور ذلك لها، فتقوم بها رحمة تمنع من إقامة الحد، وهذا كله من ضعف الإيمان وكمال الإيمان أن تقوم به قوة يقيم بها أمر الله، ورحمة يرحم لها المحدود ؛ فيكون موافقاً لربه ـ تعالى ـ في أمره ورحمته.
الرابع: أنه سبحانه أمر أن يكون حدهما بمشهد من المؤمنين، فلا يكون في خلوة بحيث لا يراهما أحد، وذلك أبلغ في مصلحة الحد، وحكمة الزجر !!
ومما يحسن التنبيه عليه في هذا الشأن : أن فاحشة الزنا تتفاوت بحسب مفاسدها ؛ فالزاني والزانية مع كل أحد أشد من الزنا بواحدة أو مع واحد، والمجاهر بما يرتكب أشد من الكاتم له، والزنا بذات الزوج أشد من الزنا بالتي لا زوج لها ؛ لما فيه من الظلم، والعدوان عليه، وإفساد فراشه، وقد يكون هذا أشد من مجرد الزنا أو دونه.
والزنا بحليلة الجار أعظم من الزنا ببعيدة الدار، لما يقترن بذلك من أذى الجار، وعدم حفظ وصية الله ورسوله، وكذلك الزنا بامرأة الغازي في سبيل الله أعظم إثماً عند الله من الزنا بغيرها، ولهذا يقال للغازي : خذ من حسنات الزاني ما شئت، وكذلك الزنا بذوات المحارم أعظم جرماً، وأشنع، وأفظع ؛ فهو الهلاك بعينه .
وكما تختلف درجات الزنا بحسب المزني بها، فكذلك تتفاوت درجاته بحسب الزمان والمكان، والأحوال ؛ فالزنا في رمضان ليلاً أو نهاراً أعظم إثماً منه في غيره، وكذلك في البقاع الشريفة المفضلة هو أعظم منه فيما سواها.
وأما تفاوته بحسب الفاعل : فالزنا من المحصن أقبح من البكر، ومن الشيخ اقبح من الشاب، ومن العالم أقبح من الجاهل، ومن القادر على الاستغناء أقبح من الفقير العاجز
وقد يقترن بالفاحشة من العشق الذي يوجب اشتغال القلب بالمعشوق، وتأليهه، وتعظيمه، والخضوع له، والذل له، وتقديم طاعته وما يأمر به على طاعة الله، ومعاداة من يعاديه، وموالاة من يواليه، ما قد يكون أعظم ضرراً من مجرد ركوب الفاحشة .
هدانا الله تعالى وإياكم والحمد لله أولاً وأخيراً